الجمعة , نوفمبر 1 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

في خفايا جسر الرئيس … كبائر ترتكب ومخالفات “أخلاقية” بالجملة …

في خفايا جسر الرئيس … كبائر ترتكب ومخالفات “أخلاقية” بالجملة …

بداية وتجنباً لأي نقد من الشعب “الفهمان زيادة” يجب علينا أن ننوه بالتذكير أن لكل قاعدة شواذ ولا يوجد شيء بالمطلق ولا نستطيع أن نجزم اي موضوع بمنحى معين وعندما تناول قضية ونسلط الضوء عليها لا يعني أننا نعمم فئة أو نظلم أناس على حساب أشخاص آخرين

اعتاد السوريين مواطنين ومسؤولين في الآونة الأخيرة على اتخاذ شماعة مستهلكة يعلق عليها ما في المجتمع السوري من أخطاء ومصائب وكبائر ترتكب في الحق العام قبل الخاص، جميعها تقع على كاهل “مصطلح الحرب”

لكن لنضع شماعة الحرب جانباً ونقف على ناصية بوصلة الشوارع السورية أكبرها وأقدمها التي تعتبر نقطة تجمع للشعب يومياً وربما أكثر “جسر الرئيس” تلك الحافة التي يخيل لمن يراها للوهلة الأولى انها جمعت شعب على اختلاف أفكارهم الأثنية والدينية وعلى اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم العلمية لفترة مؤقتة بغية قضاء حوائجهم، لكن لا يحتاج لوقت كثير حتى يكتشف حقيقة هذا الموقف، الذي يعتبر نقطة سوداء في أرشيفنا كشعب متحضر وراق وكأن المواطن يبقى طبيعياً إلى حد أن تطأ قدمه في جسر الرئيس ليخرج الكائن الجاهلي القاطن في داخله، ويستفحل بأعمال يقوم فيها لا تمت لواقع سوري صحيح بصلة ويقلب الواقع الخاص بجسر الرئيس واقعاً تضمحل فيه الحضارات وتُهمّش فيه ثقافة الشعب، فاذا أردنا إثبات كلامنا بأدلة تتهافت علينا القضايا الواقعة معلنة اختناق الجسر بمشاكل وكوارث حدثت وتحدث في كل يوم وربما في كل ساعة لعل أبرزها “وقاحة التحرش” التي نشهدها قولاً أو فعلاً أو إيحاءات كفيلة باستقدام حالة يأس للمتحرش به ونشعر ولو لفترة قصيرة أننا لسنا موجودين بسورية، وكأننا جُمعنا في حارات مصر الشعبية التي تعج في هكذا قضايا وهنا تقع القضية على كاهل الفتاة الضحية فتكون أمام خيارين أحلاهما مر إما أن تستنجد بأحد الواقفين وتطلب مساعدة قد تحصل عليها أولا تُسمع أو أن تلتزم صمتها وكأن شيئاً لم يكن، فإذ ما فرغنا من الحديث عن التحرش يصل بنا الطريق لـ “ظاهرة خاصة وحصرية” في جسر الرئيس فتجمع الشبان والمراهقين مع بعضهم لم ينتج سوى ارتفاع نسبة تعاطي الحشيش و”الشعلة” والمشروبات الروحية وإليكم أن تتخيلوا بشاعة الشخص المتعاطي وكمية الذعر الذي يبثه عندما يمشي في أروقة الجسر واضعاً القانون في “جيبته الصغيرة” فلا عتب عليه إثر أي مشكله تحدث لطالما أثبت أنه مخمور.

هذا كله بكفه وأن ترى “وقاحة” تحول الجسر لحمامات للعام “وعلى عينك يا مواطن” بكفة أخرى فيتصرف “المجرم بحق الذوق” وكأن ما يفعله طبيعي جداً ولا عتب عليه متناسياً ومتجاهلاً ما حوله من فتيات ونساء وشيوخ ورجال وكأننا في جاهلية بحتة.

والذي “يزيد الطين بلة” هو غلبة القمامة في الجسر فبات للشخص الذي ينتظر دوره صراع الازدحام تارة وصراعه مع العامل المسيطر “القمامة” من جهة أخرى فغدت مطارحها أكثر من المواقف المفروضة في الجسر

ومما اضفى خوف الجسر خوفاً آخر هو تفشي ظاهرة السرقة والنشل إذ ذكر أغلب ضحايا النشل تواجد مجموعة من الشبان في الجسر يستغلوا غلبة الازدحام ويقوموا بفعلتهم وكأن الموجودين في الجسر رؤوس أموال متحركة ومن الذوات المنهكين من تراكم العملة على قلوبهم فيعمدوا “ولاد الحلال” على راحتهم فيدخل المواطن بقرض أو “موبايل على اختلاف نوعه”، أو مبلغ من المال أو قطعة ذهب يكون بحوزته ليعود إلى بيته خال من أي شيء “على أساس” أنهكه، غالباً نحن أمام زمن لا أحد يشعر بأحد كلياً والكل يمشي سيراً في مصلحته الشخصية لا بل لم يكتفي بمصلحته فقط فغدا يمشي بمصلحته وإيذاء غيره في آن واحد.

وعليه مثلما تحدثنا عن مساوئ الشعب السوري وذنوبه بحق بوصلة الشوارع، فمن المعيب أن نكون سلبيون لا نتطرق إلا لقضايا النقد، فلنا ألا ننسى ونتجاهل ما قام به الفريق التطوعي سيراً في مجال التحضر معبراً عن حبه بحملة “تأهيل جسر الرئيس ونهر بردى” قامت على تنظيف منطقة جسر الرئيس من الملصقات، طلاء الأعمدة والمنطقة الممتدة على جانبي الجسر، وضع بعض التشكيلات التي تحوي النباتات دائمة الخضرة، فتهافتت صور “السيلفي” على الجسر ونسوا الحفاظ على هذه الفعالية لنشهد بعد فترة أقصاها لا تتجاوز الشهر معاودة الجسر على ما كان عليه وكأننا ننطق بكل تصرف نفعله بكلمة “عوجا”

يويميات في دمشق / هلا عيسى عبد الله