في القرن الماضي، شهدت الصين اثنين من أعنف الزلازل بالتاريخ من حيث الخسائر البشرية. فخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1920، عاشت البلاد على وقع زلزال هايوان (Haiyuan) الذي هز مناطق هايوان ونينغشيا متسببا في مقتل نحو 273 ألف شخص. وخلال الأشهر الأخيرة من فترة حكم ماو تسي تونغ، اهتزت جمهورية الصين الشعبية عام 1976 على وقع زلزال تانغشان (Tangshan) الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 300 ألف صيني.
وقبل هذين الزلزالين المدمرين، عاشت الصين بالقرن السادس عشر، أثناء فترة سلالة مينغ (Ming)، على وقع أكثر زلزال دموي بتاريخ البشرية. فخلال العام 1556، كانت البلاد على موعد مع زلزال شانشي (Shaanxi) الذي أودى بحياة مئات الآلاف.
مناطق فقيرة وبنايات رديئة
خلال ساعة متأخرة من مساء يوم 23 يناير 1556 (حسب التقويم اليولياني القديم والذي يقابله يوم 2 شباط/فبراير 1556 بالتقويم الميلادي)، اهتز إقليم شانشي الصيني على وقع زلزال تراوحت شدته ما بين 8 و8.3 درجة على مقياس ريختر حسب تقديرات علماء الزلازل المعاصرين. وطيلة اليوم التالي، شهدت شانشي والمناطق المحاذية لها العديد من الرجات الارتدادية القوية التي ساهمت في إحداث مزيد من الأضرار.
وعلى حسب علماء الزلازل المعاصرين، مثل نهر وي (Wei) بإقليم شانشي مركز الزلزال. وحسب التقديرات، حدد المختصون مركز الزلزال بالمناطق المحاذية لمدن هواجيان (Huaxian) وينان (Weinan) وهوايين (Huayin).
إلى ذلك، هز هذا الزلزال عام 1556 واحدة من أفقر المناطق بالصين. وبسبب كثرة السكان بشانشي وطرق البناء الرديئة والقديمة، ارتفع عدد الوفيات بالمنطقة ليبلغ أرقاما قياسية.
830 ألف ضحية
بمدينة هواجيان، انهارت جميع المباني متسببة في مقتل نصف السكان. وحسب تقديرات المؤرخين، قارب عدد الوفيات بهذه المدينة المائة ألف ضحية. وبينان وهوايين، انهارت أغلب المباني وظهرت تشققات كبيرة بالأرض قارب عمقها العشرين مترا.
من جهة ثانية، امتد تأثير زلزال شانشي عام 1556 لمسافة قاربت 500 كلم عن مركز الزلزال حيث أحس سكان عدد من المدن البعيدة برجات أرضية قوية. وقد تسبب هذا الزلزال أيضا في انشقاقات وانزلاقات أرضية هائلة أدت لاختفاء قرى، قريبة من موقع الزلزال، بأكملها من الخارطة.
وقع هذا الزلزال أثناء فترة حكم الإمبراطور جيا جينغ (Jiajing). وبسبب ذلك اتجه المؤرخون الصينيون لتلقيبه بزلزال جيا جينغ العظيم. بكتابتهم، تحدث المؤرخون الصينيون الذين عاصروا هذه الكارثة عن زلزال رهيب حرك الجبال وهدم الطرقات والمنازل وغير مسار الوديان والأنهار بالمنطقة.
حسب ما ذكرتهم المصادر الرسمية الصينية بتلك الفترة، أدى زلزال شانشي لمقتل 830 ألف شخص. وفي الأثناء، يرجح المؤرخون المعاصرون مقتل حوالي 100 ألف صيني بشكل مباشر بسبب الزلزال ووفاة نحو 730 ألف آخرين بسبب المجاعة وموجات الهجرة الجماعية التي تسبب بها زلزال 1556.
العربية نت
اقرأ أيضا: صور الأقمار الصناعية للصدع التكتوني الذي سببه زلزال تركيا وسوريا