أعلن مسؤول إدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية، يانيز لينارتشيتش، اليوم الأربعاء، تفعيل سوريا آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي بعد يومين من الزلزال المدمر الذي هزّ سوريا وتركيا وأودى بحياة أكثر من 9600 شخص.
وأضاف لينارتشيتش أنّ المفوضية “تلقت صباح اليوم طلباً للمساعدة من حكومة سوريا عبر آلية الحماية المدنية”.
وأكّد أنّ “الدول الأعضاء في الاتحاد تعمل لتقديم الدعم العاجل والحيوي لإغاثة المنكوبين”.
بدوره، أكد رئيس وفد الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو “وجوب الحرص على استمرارية وصول المساعدات إلى المحتاجين بجميع الطرق، عبر الخطوط وعبر الحدود، في الوقت المناسب”.
وشدد على أنّ “الوقت حان لدعم جميع السوريين المتضرّرين من الكارثة، في جميع مناطق سوريا”.
كما أشار إلى أنّ “الاتحاد الأوروبي مستعد للمساعدة”.
ما هي آلية الحماية؟
أنشأت المفوضية الأوروبية آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي عام 2001 لدعم التعاون المعزز بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و8 دول مشاركة إضافية بشأن الحماية المدنية لتحسين الوقاية والتأهب والاستجابة للكوارث.
ومن أجل تسيير أعمال هذه الآلية، تمّ تأسيس مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ في بروكسل.
والمركز، بحسب القيمين عليه، يقدّم الدعم لجميع البلدان التي تطلب منه المساعدة، وليس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فقط.
وما إن تطلب أي جهة المساعدة، تقرر الدول المشاركة إذا كانت تريد تقديم يد العون أو لا.
كما تشمل المساعدة تأمين العتاد مثل الطائرات الخاصة لإخماد الحرائق أو القوارب أو المساعدات الطبية.
ويمكن تفعيل الآلية أيضاً في حالات الأزمات الطبية، مثل وباء كوفيد-19.
ففي العام الماضي، بلغت نسبة طلبات المساعدة المتعلقة بكوفيد-19 والتي تمّ التقدم بها للمركز 50% من الطلبات الكلية.
وقد استجابت آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي لأكثر من 420 طلباً للمساعدة داخل وخارج الاتحاد الأوروبي منذ أن بدأت في عام 2001.
ويأتي تفعيل سوريا آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ “عدد المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا قد يصل إلى 23 مليوناً”.
وعبّر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلق المنظمة على نحو خاص إزاء مناطق لم ترد منها أي معلومات منذ وقوع الزلزال.
وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن تكون حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا وبلغت قوته 7.8 درجات، أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى المنشورة.
وحذّر الخبراء من أنّ جهود الإنقاذ تتزايد “بشكل أكثر صعوبة” بسبب الطقس البارد القارس في تركيا وسوريا.
فيما لم يتمكن العمال من الوصول إلى جميع المناطق المنكوبة، ما يثير مخاوف العديد من المحاصرين تحت الأنقاض.
العقوبات تعرقل
وبالتوازي مع هذه الظروف، أكّد المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بسام صباغ، أنّ “الكثير من الطائرات وطائرات الشحن ترفض الهبوط في المطارات السورية بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية”.
وأشار صباغ إلى أنّ “الدول التي تريد إرسال مساعدات إنسانية لا يمكنها استخدام شحنة الطائرات بسبب العقوبات”.
وأضاف أنّ “جهود البحث والإنقاذ تعرقلها قلة المساعدات”.
ولفت إلى أنّ “نقص المعدات وقلة الإمكانيات في الحكومة بسبب الوضع والعقوبات”، مناشداً جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالمساعدة.
وأكّد صباغ أنّ “كل سوريا بحاجة إلى هذه المساعدات. لذا، أي مساعدة ستتلقاها سوريا، ستكون لجميع السوريين”.
اقرأ أيضا: “الاتصالات الألمانية” تعلن مجانية المكالمات إلى تركيا وسوريا