الأربعاء , نوفمبر 6 2024

بريطاني سقط من علو 18 ألف قدم.. ونجا من الموت

بريطاني سقط من علو 18 ألف قدم.. ونجا من الموت

عقب الاجتياح الألماني للأراضي البولندية يوم 1 أيلول/سبتمبر 1939، غاص العالم بأهوال الحرب العالمية الثانية التي استمرت لنحو 6 سنوت وانتهت بمقتل ما لا يقل عن 60 مليون شخص. إلى ذلك شهدت هذه الحرب بروز العديد من الجنود بفضل إنجازاتهم العسكرية على ساحات المعارك.

وفي خضم هذا النزاع العالمي، دخل الطيار البريطاني نيكولا ألكيمايد (Nicholas Alkemade) التاريخ بفضل إنجاز غريب تمثل في نجاته من الموت بأعجوبة عقب وقوعه من علو شاهق.

الالتحاق بسلاح الجو الملكي

ولد نيكولا ألكيمايد يوم 10 كانون الأول/ديسمبر 1922 بمنطقة نورفولك (Norfolk) بإنجلترا. وقبيل التحاقه بالجيش، عمل الأخير بإحدى الحدائق. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، انضم ألكيمايد لسلاح الجو الملكي البريطاني حيث تدرب على استخدام الرشاشات المثبتة بالطائرات.

ومع انتهاء فترة تكوينه، التحق هذا الشاب بالسرب 115 التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني ليعمل على متن إحدى قاذفات القنابل أفرو لانكستر إم كا 2 (Avro Lancaster MK II) التي مثلت حينها إحدى أبرز الطائرات البريطانية بفضل قدرتها على نقل عدد كبير من القنابل.

سقوط من علو 18 ألف قدم

أثناء مسيرته، شارك ألكيمايد في 14 طلعة جوية. وليلة 24 آذار/مارس 1944، انطلق الأخير بمهمة رفقة بقية أفراد فرقته لتنفيذ قصف جوي على العاصمة الألمانية برلين. وعقب إلقائهم لقنابلهم على برلين، استعد الطيارون للعودة أدراجهم نحو الثكنات الجوية البريطانية. وبسبب سوء الحالة الجوية والرياح القوية، اضطر عدد من الطائرات للمرور فوق منطقة الرور (Ruhr) التي عجّت بالدفاعات الجوية الألمانية بسبب أهميتها الاقتصادية والصناعية.

بهذه المنطقة، أصيبت طائرة ألكيمايد بقذائف الألمان. ومع التهام ألسنة اللهب لأجزاء منها، طالب قائد الطائرة بقية أفراد الطاقم بوضع مظلات الهبوط والقفز.

وفي الأثناء، تواجد ألكيمايد لوحده ببرج الرشاشة. وبسبب توسع النيران، عانى الأخير من حروق بأجزاء من جسمه. ومع صدور أمر إخلاء الطائرة، أصيب هذا الشاب بحالة من الهلع قبل أن يتوجه نحو المظلة الخاصة ليتفاجأ باحتراق أجزاء كبيرة منها. وأمام هذا الوضع، وجد ألكيمايد نفسه أمام خياري الموت حرقا أو القفز، دون مظلة هبوط، من علو شاهق قدر بنحو 18 ألف قدم.

خوفا من ألسنة اللهب، قفز ألكيمايد من هذا العلو الشاهق ليهوي نحو الأرض بسرعة قدرت بحوالي 200 كلم بالساعة. وأثناء عملية سقوطه، فقد ألكيمايد الوعي ليستيقظ بعد نحو 3 ساعات ويجد نفسه غارقا في الثلج وسط غابة صنوبر. حسب تصريحات الخبراء الألمان، تمكن ألكيمايد من النجاة بفضل أغصان شجر الصنوبر الصغير اللينة التي ساهمت في التقاطه وإبطاء عملية سقوطه.

إلى ذلك، عانى ألكيمايد من جروح بليغة. وبسبب عدم قدرته على المشي، استعان الأخير بصفارة النجدة التي كانت بحوزته ليتمكن من جذب انتباه عدد من سكان إحدى القرى الألمانية القريبة. وعقب نقله للمستشفى لتلقي الإسعافات، اعتقل ألكيمايد من قبل الغيستابو (Gestapo) الألمانية التي اقتادته نحو مكتب التحقيق.

أثناء التحقيقات، رفض الألمان تصديق رواية ألكيمايد. ومع توجههم لحطام طائرة ألكيمايد، تفاجأ الجميع بوجود بقايا مظلة هبوط الأخير بمكانها. وبفضل ذلك، تحول ألكيمايد لشخصية مشهورة بألمانيا وقابل العديد من كبار جنرالات سلاح الجو الألماني.

لاحقا، نقل هذا الطيار الشاب نحو أحد مراكز الاعتقال الألمانية ليمكث هنالك لحين تحريره أواخر الحرب. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، عاد ألكيمايد لبريطانيا ليعمل بمجال الصناعة الكيميائية قبل أن يفارق الحياة بحلول العام 1987.

 

اقرأ أيضاً: فندق يسمح لنزلائه بالنوم بدولتين في نفس الوقت… فيديو