تراجع تربية الخيول في شمال سوريا جراء غلاء الطبابة البيطرية
يؤثر غلاء الطبابة البيطرية والأدوية العلاجية، وعدم توفر اللقاحات بشكل دوري، وانعدام بعضها على تربية المواشي في الجزيرة السورية، شمال شرق البلاد، وخاصةً تربية الخيول.
وتشهد تربية الخيول تراجعاً ملحوظاً بسبب عدم توفر الأسباب الناجحة لتربيتها، ما أدى لتناقص أعدادها وتراجع تربيتها نظراً للتكاليف الباهظة التي تلحق بها.
والشمال السوري مكان مهم للخيول العربية الأصيلة والمنطقة التي تحافظ على سلالة خيولها ونقائها؛ فتربية الخيول العربية الأصيلة مهنة منتشرة ولا تقل أهمية عن باقي المهن الريفية؛ بل بالعكس تكاد تحتل المرتبة الأولى لما لها من قيمة مجتمعية.
وقال دهام الفزاع، (55 عاماً)، صاحب مزرعة لتربية الخيول في ريف الحسكة الجنوبي: “ورثنا تربية الخيول ورعايتها من أجدادنا فالخيل لا يُعامل معاملة أيّ حيوانٍ آخر بل هو صديق الإنسان على مرّ العصور”.
وبين في حديث لـ”إرم نيوز”، أن تربية الخيول تراجعت مؤخراً بسبب الأوضاع الاقتصادية والمناخية السيئة التي تمر بها المنطقة في شمال شرق سوريا.
ولدى الفزاع خيول شاركت في مسابقات دولية ومسجلة لدى المنظمات العالمية ومشهودٌ لها ومصرح على أنها من أنقى وأطهر السلالات في العالم ومعروفة النسب، حسب تعبيره.
وأضاف: “للأسف لم يعد هناك سوى السباقات المحلية التي تقتصر على بضع كيلومترات بسبب فقدان الأمان وترحيل الخيول من مكان لآخر للمشاركة”.
وقال فواز العايد (٦٥ عاماً)، وهو من سكان قرية “اليعربية” المعروفة بتل كوجر الحدودية مع العراق، إنه” يربي الخيول منذ أربعين عاماً وقد اختلفت الظروف بين الماضي والحاضر لما يترتب عليها من تكاليف باهظة تتضمن العلاج والعلف وخاصةً مع سنوات الجفاف الأخيرة”.
وأشار لـ”إرم نيوز” إلى أنه “كمربين للخيول نواجه صعوباتٍ جمة؛ كقلة الرعاية والاهتمام من الجهات المعنية وتلقي اللقاحات الدورية”.
وتعد الخيول غالية الثمن مقارنةً بباقي الحيوانات؛ لذا يستصعب المربون مرضها جداً لما يترتب عليها من خسائر مادية وخاصةً مع نفاد الأدوية البيطرية من الأسواق المحلية وشرائها من السوق السوداء أو عن طريق تهريبها من دول الجوار.
ويصل سعر رأس الخيل الصغير إلى 5 ملايين ليرة سورية ما يُعادل 1000 دولار أمريكي، الأمر الذي جعل المربين يتوخون الحذر حتى في إشراك خيولهم بمسابقات محلية حرصاً على سلامتها.
ويتباهى سكان شمال سوريا بخيولهم ويطلقون عليها أسماءً خاصة بها كـ”الصقلاوي”، و”الأبجر”، و”بحر”، وغيرها” من باب تكريم الخيل والافتخار بها.
هيلين علي- ارم نيوز
اقرأ ايضاً:رغم صغر سنها.. بطلة سوريا في القراءة تطمح للقب العربي