يبدو أن فصل الشتاء في أوروبا، سيكون عصيباً على الأوروبيين، وها هي روسيا تضغط على الوتر الحسّاس لهذه المُعضلة، مع تنفيذ تهديد الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووقفه لإمدادات الغاز، وتمثّل ذلك بإصدار أغنية ساخرة تحت عنوان “الشتاء القادم”.
بعد إيقاف إمدادات الغاز إلى #أوروبا.. شركة #غازبروم الروسية تطلق أغنية موجهة للقارة العجوز تحت اسم “الشتاء قادم”.#السياق #روسيا #Russia pic.twitter.com/yWvcqQtLrt
— خارج السياق (@k_alsyaaq) September 7, 2022
واللافت في هذه الأغنية، بأنها من إصدار شركة “غازبروم” الروسيّة (المسؤولة عن ضخ الغاز ووقفه)، وليست شركة إنتاج فنيّة روسيّة، وهي تبدو أغنية للمُناكفة السياسيّة، والاقتصاديّة، وتذكير واقعي للأوربيين كيف سيكون حالهم، جرّاء تصرّفات حُكوماتهم، وفرضهم عُقوبات على روسيا.
أوروبا أصبحت ضعيفة أمام الدب الروسي والشتاء القارص مهلك كيف ستكون الحياة هناك وعملتها اليورو في انهيار مستمر ..
غازبروم الروسية تطلق فيديو موجه الى اوروبا اسمه (الشتاء قادم ) تظهر فيه اوروبا متجمدة في اشارة لقطع الغاز الروسي .
Winter is coming ..#Russian #Europ #روسيا_العظمى pic.twitter.com/f5NVnKUxy9— حسن راشد (@uae9h) September 7, 2022
الأغنية قُدّمت مُصوّرة، وأظهرت مشهدًا مُتوقّعاً لأوروبا، ولعواصم أوروبيّة، تظهر فيها مناطق مُتجمّدة، وبطبيعة الحال بسبب قطع الغاز الروسي، ولم تكن المشاهد وحدها من ذكّرت الأوربيين بمأساتهم الشتويّة القادمة، بل جاءت الكلمات كي تضع على جروحهم مِلحاً.
الشتاء قادم‼️
روسيا تعلن وقف الغاز بشكل كامل إلى #أوروبا.
•#روسيا #بوتين pic.twitter.com/XPy0eFqLKa
— إنماء السعودية | Saudi inma (@inma_ksa) September 2, 2022
وفي المشهد البارز في الأغنية التي بلغت مُدتها دقيقتين، ظهر أحد العاملين في غازبروم يقوم بغلق إمدادات الغاز، لتصل إلى الصفر، بينما تنتشر السحب الثلجيّة على الشاشة، مع لقطات جويّة لعواصم أوروبيّة على رأسها بروكسل، باريس، لندن وبرلين.
Winter is coming
الشتاء قادم#روسيا #الجزائر #اسبانيا #ايطاليا #فرنسا pic.twitter.com/6QEV3Ip5uV— BENYAHIA Adel (@adelpro) September 7, 2022
وأشارت كلمات الأغنية الروسيّة “الشامتة” فيما يبدو بخصوم روسيا، إلى الليل الطويل، وتساقط أوراق الشجر، والتي يتبعها شتاء طويل، كما طلبت الأغنية من الأوروبيين، جمع الحطب، وسيكون الشتاء رائعاً.
الشتاء قادم !
رئيس الوزراء السويدي: “نحن نواجه احتمال اندلاع حرب شتوية. إذا لم نتحرك ، فقد نواجه اضطرابات خطيرة في مناطق البلطيق .#علوم_السعودية #الغاز #اوروبا #روسيا pic.twitter.com/kcgSplbknj
— علوم السعودية (@oloum_KSA) September 3, 2022
وتُريد روسيا من تلك الأغنية اللافتة، أن تُمارس حرباً إعلاميّة، ونفسيّة، وحرب طاقة على أوروبا، وحكوماتها، حيث تؤكد تقارير غربيّة، بأن أوروبا سيمر عليها أطول شتاء مُنذ الحرب العالميّة الثانية، وذلك بعد الخفض التدريجي لضخ الغاز الروسي عبر خط “نورد ستريم 1” إلى نسبة 40% من طاقته الاستيعابيّة ثم 20%، قبل أن تُعلن شركة “غازبروم” (Gazprom) وقف الضّخ بشكل كامل.
#روسيا تقطع إمدادات الغاز نهائيا الى #أوروبا عبر نورد ستريم1 حتى رفع العقوبات عنها …
تحس حكومات أوروبا بدها تجلد شعوبها للموت عن قصد ?
الربيع العربي قادم الى أوروبا هذا الشتاء …#الحرب_العالمية_الثالثة#الحرب_الروسية_الاوكرانية pic.twitter.com/QU2k6OSAcK— Zakaria3.0 (@Zakaria_Z_Army) September 5, 2022
ومن غير المعلوم، إذا كان مخزون الغاز الأوروبي سيكفي دوله، مع بحثها المُتواصل عن بدائل الطاقة الروسيّة، لكن مخاوف الدول الأوروبيّة تقول بأن عليهم التعامل مع أزمة الغاز، أو مصطلح بات مُتداولاً في أوروبا، بعد الحرب الروسيّة على أوكرانيا (كارثة الغاز)، والتي قد تؤدّي إلى انقطاع التيّار الكهربائي، وإغلاق المصانع وركود عميق، بعد أن أوقفت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي الذي اعتمدت عليه أوروبا لسنوات، ولتشغيل المصانع وتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل.
المانيا
مسيرة احتجاجات مؤيدة لروسيا تطالب برفع العقوبات المفروضة على روسيا وتشغيل خط ” نورد ستريم” الغاز.ومن المتوقع يقام بعض الدول بالمظاهرات لان الشتاء قادم.. pic.twitter.com/F5bXil1PyE
— بن هديان (@bin_hadyan_1) September 5, 2022
وتفاعل نشطاء مع الأغنية الروسيّة التي جرى تداولها على نطاق واسع، وعلى وسائل إعلام غربيّة، ومنصات عالميّة، فرأى البعض أن الغرب يجب أن يتعامل معه بمنطق القوّة، فهو لا يفهم غير تلك اللغة، في حين طالب آخرون بأن تخطو دول مثل السعوديّة، والجزائر (النفط والغاز) باتجاه إذلال أمريكا، وأوروبا إعلاميّاً على الطريقة الروسيّة مع امتلاك تلك الدول ورقة النفط والغاز، فيما ثالثهم دعا إلى الانضمام للدولة العظمى القادمة روسيا إلى جانب الصين، والتخلّي عن تحالفات الأمس مع أوروبا، وأمريكا.
راي اليوم
اقرأ أيضا: صحيفة: ألمانيا أمام مستقبل قاتم وموجة من الإفلاسات والبطالة في ظل ارتفاع التضخم وشحّ الغاز