الأحد , أبريل 28 2024
شام تايمز
استهداف إسرائيل المتكرر للمطارات السورية؟

حلب ودمشق… ما أهداف وتداعيات استهداف إسرائيل المتكرر للمطارات السورية؟

في محاولة لقطع خطوط الإمداد وتأزيم الوضع الاقتصادي من أجل وأد أي محاولة لاستعادة الدولة مرة أخرى، تكثف إسرائيل من استهدافها للمطارات السورية، كان آخرها قصف مطار حلب والذي خرج عن الخدمة.

شام تايمز

وشنت إسرائيل هجمات صاروخية مساء الثلاثاء، على مطار حلب الدولي، والتي تصدت لأغلبها قوات الدفاع الجوي السوري بنجاح، إلا أن القصف أدى إلى تضرر المهبط الرئيسي للمطار بشدة.

شام تايمز

واستنكرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية تكرار الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على الأعيان المدنية معتبرة أن ذلك جريمة حرب، وأن السلطات الإسرائيلية بهذا التصعيد الخطير إنما تهدد من جديد السلم والأمن في المنطقة.

وأوضحت الخارجية السورية أن “تكرار الاعتداءات الإسرائيلية ولا سيما الاستهداف الممنهج والمتعمد للأعيان المدنية في سوريا والتي كان آخرها استهداف مطار حلب الدولي جريمة عدوان وجريمة حرب بموجب القانون الدولي وإنه لا بد أن تحاسب إسرائيل عليها”.

قطع الإمدادات

اعتبر فريد سعدون، المحلل السياسي السوري، أن استهداف إسرائيل للمطارات السورية، يأتي ضمن خطتها التي دأبت في تنفيذها منذ فترة طويلة لاستهداف طرق الإمداد سواء كانت برية أو بحرية أو جوية.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، استهدفت إسرائيل الناقلات البحرية التي كانت تحمل مساعدات وإمدادات الوقود إلى ميناء طرطوس لتخفيف أزمة الوقود في سوريا، وقبلها كانت تستهدف الطرق البرية الحدودية بين سوريا والعراق من جهة وسوريا ولبنان من جهة أخرى، والآن بدأت باستهداف المطارات في محاولة جدية لحصار سوريا ومنع وصول أي إمدادات إليها.

ويرى أن الهدف الإسرائيلي من وراء هذه التحركات هو إحكام الطوق والحصار للضغط على سوريا من خلال استفحال الأزمات الاقتصادية والإنسانية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تمنع الدول الصديقة من مساعدة الدولة السورية وبناء قدراتها الدفاعية والاقتصادية.

أهداف استراتيجية

من جانبه قال غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، إن إسرائيل كانت تستهدف الموانئ السورية، وضربت أكثر من مرة ميناء اللاذقية وادعت وجود شحنات من الأسلحة الإيرانية، والفترة الأخيرة بدأت في استهداف المطارات، لا سيما مطاري دمشق وحلب، لأنها تريد ذريعة لضرب البنية التحتية السورية، راغبة في ألا يكون هناك عودة للحياة الطبيعية في سوريا، وتعرف أن المطارات هي عصب أي دولة.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تقصف إسرائيل المطارات السورية بحجة استخدامها من قبل إيران لإرسال الأسلحة، ضمن الطيارات المدنية وغير ذلك، ولكن من غير المعقول أن تخاطر دولة بمطاراتها أو بطائراتها المدنية من أجل إرسال الأسلحة، هي كلها مجرد ذرائع واهية تسوقها إسرائيل من أجل استهداف بنية الدولة.

رسائل مختلفة

ويرى أن القصف الإسرائيلي المتكرر يحمل كذلك رسائل أخرى لعدة دول، فعندما تقصف مناطق مدنية أو عسكرية قرب قاعدة حميميم الجوية فهي ترسل رسائل لروسيا، وكذلك عندما تقوم بضرب المطارات السورية والبنية التحتية فهي تغازل إيران، وتبعث برسائل مفادها أن هذه الدول ليست اللاعب الوحيد في المنطقة.

وأكد أن هذه الخطوات تتوافق مع التوجه الأمريكي الهادف لعدم استعادة سوريا عافيتها، ومن الملاحظ التناغم الكبير بين الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول المنطقة، وكذلك الدول الأوروبية لعدم عودة الحياة إلى سوريا، مشيرًا إلى أن هذا لن يثني سوريا عن إعادة البناء والإعمار وتحرير ما تبقى من الأرض.

وتابع: “قد تكون سوريا غير قادرة بمفردها على مواجهة العربدة الإسرائيلية، باعتبار أن روسيا لا تريد الصدام معها على الأرض، وإيران التي تقول إنها تدعم الدولة السورية اقتصاديًا بتقديم النفط والغاز والتدريب والسلاح، والتعاون في محاربة الإرهاب، لكنها غير مستعدة كذلك لمواجهة إسرائيل، لذلك ربما على الدولة السورية أن تواجه هذا العدوان منفردة بإمكانياتها المتوفرة لديها”.

الدعم الأمريكي لإسرائيل

واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن “الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على البنى التحتية في سوريا هي نتيجة الدعم الأمريكي لإسرائيل”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي، إن “مزاعم الكيان الصهيوني حول الهجوم على القوات الإيرانية في سوريا لا أساس لها من الصحة، وأن تواجد إيران في سوريا هو تواجد استشاري”.

وهذه المرة الثانية التي تستهدف فيها ضربات إسرائيلية مطار حلب في أقل من أسبوع. وكانت إسرائيل قد شنت ضربات على أهداف داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا في السنوات الأخيرة، وأقرت بأنها تستهدف قواعد الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، مثل “حزب الله” اللبناني.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أدت الضربات الجوية الإسرائيلية إلى توقف مطار دمشق الدولي عن العمل بشكل مؤقت.

المصدر: سبوتنيك

اقرأ أيضا: هروب «جهادي» من إدلب

شام تايمز
شام تايمز