السبت , ديسمبر 7 2024
شام تايمز
منصّة الجوازات تغصّ بالحالمين: الهجرة... همّ السوريّين الدائم

منصّة الجوازات تغصّ بالحالمين: الهجرة… همّ السوريّين الدائم

شام تايمز

منصّة الجوازات تغصّ بالحالمين: الهجرة… همّ السوريّين الدائم

شام تايمز

عادت منصّة حجز الدور لنيل جوازات السفر، والتابعة لوزارة الداخلية السورية، إلى العمل، بعد توقُّف دام حوالي شهر. وعلى إثر ذلك، تهافت السوريون للحصول على فرصة الاستعداد لتحقيق حلم مغادرة البلاد، فامتلأت المنصّة بمئات آلاف الطلبات، بغضّ النظر عن امتلاك أصحابها القدرة الواقعية على السفر، ما جعل دوْر الانتظار يقفز بالزمن إلى عام 2024 خلال 24 ساعة فقط من بدء التسجيل

شام تايمز

دمشق | غصّ محرّك البحث «غوغل»، خلال الأيام الفائتة، بعبارة «جواز سفر سوري» وما يرتبط بها من كلمات مفتاحية، فيما استغلّ الكثير من المنصّات وصفحات التواصل الاجتماعي هذا «التريند» لزيادة معدّلات الدخول إليها. فقد أحدث خبر الإطلاق الجديد لمنصّة حجز الدور لجوازات السفر، ضجّة كبيرة في أوساط المجتمع السوري على اختلاف شرائحه، وخاصة بعد المعاناة التي استمرّت طويلاً لكلّ مَن يرغب في استخراج جوازه أو تجديده، إذ كان عليه الانتظار على أبواب فروع الهجرة والجوازات لفترة قد تصل إلى شهر تقريباً من المحاولة اليومية، فضلاً عن دفع الرشى للحصول على دور أو تقريب موعد.

على أن الفرحة بإطلاق المنصّة من جديد «ما تمّت»؛ فالضغط الذي تعرّضت له منذ الساعات الأولى لبدء عملها، جعل عملية الوصول إليها تحتاج إلى وقت طويل، فيما المواعيد قد تأتي متأخّرة أكثر من سنة في بعض الأحيان. يقول علي (طالب جامعي): «كنْت من المحظوظين، حيث حصلْت على موعد في الشهر الثالث لعام 2023، بعدما جرّبت أكثر من 50 محاولة باستخدام إنترنت سريع، بينما صديقي الذي تأخّر عدّة ساعات عنّي حصل على موعد في الشهر الأوّل من عام 2024، إنْ بقي على قيد الحياة إلى حينه». وبهذا، يكون ما سبق مؤشّراً إلى عدم مضاعفة أعداد الجوازات الممنوحة للمواطنين خلال اليوم الواحد، على عكس ما صرّح به مدير إدارة الهجرة والجوازات، اللواء خالد حديد، الشهر الماضي.

وبسبب الأزمة الحاصلة، وما تبعها من ردود فعل ساخطة، سارعت وزارة الداخلية، بعد يوم واحد من إعلان إعادة تشغيل المنصّة، إلى إصدار تعميم تستهدف فيه «المواطنين الذين هم بأمسّ الحاجة للحصول الفوري على خدمة جواز السفر»، من دون تحديد شروط أو معايير معيّنة، «مقابل رسوم خدمة (تبلغ) 300 ألف ليرة سورية، بغضّ النظر عن حجز الدور على المنصّة الإلكترونية الخاصة بجوازات السفر»، بزيادة مئتي ألف ليرة عن الرسوم المفروضة عبر المنصّة الرقمية. ويقول مصدر في إدارة الهجرة والجوازات، رفض التصريح عن اسمه، لـ«الأخبار»: «وصل عدد المسجَّلين على إصدار جواز السفر الفوري من دون دور حجز على المنصّة، إلى 994 مواطناً في جميع فروع الهجرة والجوازات في سوريا، خلال ساعات عمل اليوم الأوّل فقط بعد صدور التعميم، تركّز أغلبهم في محافظتَي دمشق وريفها».

أحلام مؤجّلة

يمكن القول إن «نيّة السفر» موجودة لدى كلّ سوري سارع إلى حجز دوره على منصّة إدارة الهجرة والجوازات، لكن ليس كل من حجز دوراً للحصول على جوازه مؤهّلاً للسفر في القريب العاجل أو الآجل، فالأمنية وحدها هي التي برمجت عقول الكثير من السوريين لبدء استعدادات الهجرة، وعلى رأسها تجهيز جواز السفر.

تقول ريما (موظّفة): “استغلّيت الإنترنت السريع في مكان عملي، وحجزت لي ولإخوتي أدواراً جاءت في منتصف عام 2024، ليس لدينا الإمكانية المادية للسفر ولا حتى إلى محافظة أخرى، لكن حتى ذلك الوقت، يخلق الله ما لا تعلمون”، فيما يعترف عمران بعدم وجود مقوّمات لسفره، لكنه يرى أن “السفر للشباب فرصة قد تأتي في أيّ وقت، ويجب الاستعداد لها في هذا البلد الذي لا يمكن التكهّن بقراراته التي تضع العصيّ بالعجلات في كل شيء”.

أربيل خارج الأمنيات

الوجهات التي تستقبل السوريين المغادرين بلادهم بجواز سفر واحد محدودة جداً، إذا ما استثنيت الطرق غير الشرعية التي يستخدمها البعض في الهجرة، وعلى رأس تلك الوجهات، إقليم كردستان الذي استقبل نحو ربع مليون لاجئ سوري خلال سنوات الحرب وما بعدها، وخاصّة أن إجراءات دخول الإقليم سهلة، وتتمثّل بتأشيرة دخول إلكترونية تكلّف حوالي 650 دولاراً.

غير أن هذه الوجهة أقفلت أبوابها في وجه شريحة كبيرة من السوريين، بعدما أصدرت حكومة أربيل قراراً بوقف منْح السوريين من عمر 18 حتى عمر الـ 50 سنة تأشيرات دخول إلى أراضيها، من دون توضيح الأسباب.

أرقام من المريخ

يتخوّف السوريون من الدخول مجدّداً في دوامة السماسرة الذين نشطوا منذ بدء العمل على منصة حجز الدور لجوازات السفر نهاية العام الفائت؛ فبورصة أسعار خدمة حجز دور أو تقريب موعد حجز، وصلت إلى أكثر من مليون ليرة سورية في بعض الحالات، و300 ألف ليرة باعتراف وزارة الداخلية التي ألقت القبض على عدد من المستغلِّين. وتحكي السيدة الخمسينية، أم عاطف، تجربتها مع أحد معقّبي المعاملات الذي صادفته على باب فرع الهجرة في دمشق، وادّعى أنه قادر على تقريب دورها، فحصل منها على مبلغ 150 ألف ليرة سورية واختفى.

تكلفة جواز السفر السوري – الذي يُعدّ من بين الأغلى ثمناً في العالم بحسب شبكة “سي إن إن” – تضاعفت خلال السنوات الماضية أكثر من ثلاثة أضعاف للمواطنين في الداخل، بينما حافظت على قيمتها المرتفعة أساساً للسوريين في الخارج، وهي 300 دولار للجواز العادي، و800 دولار للفوري. ومع هذا، يتبيّن أن أعداد جوازات السفر الممنوحة في سوريا، في الربع الأول من عام 2022، تجاوزت الـ 140 ألف جواز.

الاخبار

اقرأ ايضاً:صحفية أذربيجانية تكسر قواعد النصرة في إدلب وتنزع الحجاب

 

شام تايمز
شام تايمز