الجمعة , مايو 17 2024
شام تايمز

كيف يستخدم غوارديولا جامعي الكرات في مانشستر سيتي كجزء من خطته؟

كيف يستخدم غوارديولا جامعي الكرات في مانشستر سيتي كجزء من خطته؟

شام تايمز

شهدت الألفية الجديدة تطور كرة القدم بشكل ملحوظ. انتقلت هذه الرياضة إلى مرحلة وعصر جديد من المجهود البدني والاندفاع لدى اللاعبين، فضلاً عن الذكاء الفردي والجماعي في اللعبة، وهو الأمر نفسه الذي ينسحب على المدربين، الذين نقلوا كرة القدم إلى مرحلة أخرى، دامجين فيها الأساليب التقليدية مع العلوم، مثل علم الأرقام والإحصائيات.

شام تايمز

في كرة القدم، تُلعب المباريات وفق تفاصيل صغيرة تكون حاسمة، وتؤثر في نتيجة المباراة، مثل أخطاء المدافعين، والمهارات الفردية، والتسديدة من بعيد، والكثير من الأمور الأخرى، ولكن المدربين يلعبون المباريات وفق تفاصيل أخرى قد يصعب على المشاهدين ملاحظتها، وهذا ما يفعله مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا.
هذا ما فعله غوارديولا

لا يمكن التشكيك في ذكاء غوارديولا، بعيداً عن النقاشات التي تدور حول إنفاقه في السوق من أجل التعاقدات وغيرها من المواضيع. غوارديولا لا يفكر في خطة للاعبيه فحسب، إنما يستخدم جامعي الكرات كجزء من خطته أيضاً، وهو الأمر نفسه الذي استفاد منه في مواجهة أتلتيكو مدريد في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي انتهى بفوز فريقه بهدف من دون رد. ولاحقاً، تأهل بصعوبة بعد التعادل في ملعب أتلتيكو مدريد “واندا ميتروبوليتانو”.

كان غوارديولا يدرك ويتوقع طريقة لعب خصمه مدرب أتلتيكو دييغو سيميوني، المدرب الذي كان دائماً ما يحاول “كسر” أسلوب الفريق الخصم وجره إلى “معركة” بدنية، فضلاً عن محاولة تمرير الوقت وإضاعته. ولكي لا يمنح بيب أتلتيكو فرصة لفعل ذلك، طلب من جامعي الكرات منح اللاعبين الكرة بسرعة، سواء كانوا لاعبيه أو لاعبي الفريق الخصم.

جامعو الكرات في مانشستر سيتي يُختارون من فريق تحت 12 عاماً وتحت 14 عاماً. قبل المباراة، توجه إليهم غوارديولا عبر فيديو، وأعطاهم تعليمات تنصّ على أن يعتبروا أنفسهم جزءاً من “خطة المباراة الكبيرة”، وأن يتصرفوا بسرعة على الصعيدين الذهني والحركي. وبحسب بعض الأشخاص في أكاديمية السيتي نقلاً عن “The Athletic”، شعر الأطفال بضغط كبير، وأخذوا يفكّرون في هذا الأمر.

وفي ليلة المباراة، كان يمكن ملاحظة سرعة الحركة لدى جامعي الكرات في السيتي، وتنقّلهم للحصول على الكرات في أسرع وقت ممكن. في العادة، لا تجري الأمور بهذا الشّكل في ملعب “الاتحاد”، لكن غوارديولا ركز على منح لاعبي أتلتيكو الكرة بأسرع ما يمكن، كي لا يضيعوا الوقت، ويكسروا إيقاع مانشستر سيتي، وخصوصاً الحارس يان أوبلاك (الصورة في الأعلى لجامع كرات يمنح أوبلاك الكرة).

مثلاً، في الدقيقة الـ35 من المباراة، ذهب أحد الأطفال إلى رينان لودي، ليكتشف أنه لن يلعب رمية التماس، ويتوجه بعدها مسرعاً إلى رينالدو ويمنحه الكرة (الصورتان في الأسفل توضحان العملية).

في المقابل، أدرك دييغو سيميوني الأمر. لذلك، حاول أخذ الكرة بنفسه ليكسب بعض الثواني، وأمر لاعبيه بالتحرك ببطء لتنفيذ رمية التماس وكسب بعض الوقت قبل التنفيذ. لم تركز الكاميرات على هذه اللقطات، لكن صيحات جماهير السيتي الحاضرة في ملعب “الاتحاد” عكست ما يحدث.

يقول غوارديولا: “كنّا سنقوم بالأمر نفسه لندافع عن موقعنا في المباراة”، مضيفاً: “هذا جزء من اللعبة، وعلينا أن نعرف كيف سنكسب الدقائق والوقت”. ولا شكّ في أن غوارديولا كسب بعد خطّته بعض الثواني التي تُجمع لتصبح دقائق، كان نتاجها الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث سيواجه ريال مدريد.

المصدر: The Athletic + الميادين نت

شام تايمز
شام تايمز