الأحد , أبريل 28 2024
شام تايمز
ملك السموم

ماذا تعرف عن «ملك السموم» الموجود في مياه الشرب والمأكولات البحرية؟

ماذا تعرف عن «ملك السموم» الموجود في مياه الشرب والمأكولات البحرية؟

شام تايمز

يعد عنصر الزرنيخ من العناصر شديدة السمية، ورغم هذا قد يصعب تجنبه بشكل تام لأنه قد يكون موجودًا في مياه الشرب؛ إذ ترتفع نسبة هذا العنصر بشكل طبيعي في المياه الجوفية بعدد من البلدان، مثل: الولايات المتحدة والهند والصين والمكسيك، ويمكن أن تجد هذا العنصر السام أيضًا في بعض الأطعمة مثل المأكولات البحرية، وقد تُسبب المياه الملوثة بالزرنيخ التي قد تُستخدم في الشرب أو إعداد الطعام أو ري المحاصيل الغذائية خطرًا كبيرًا يُهدد الصحة العامة.

شام تايمز

التعرُّض الطويل لعنصر الزرنيخ الموجود في مياه الشرب والغذاء قد يكون سببًا في الإصابة بمرض السرطان، كما قد يُسبب أيضًا أمراض القلب والأوعية الدموية، وتسميم الخلايا العصبية، وداء السكري، تابع قراءة السطور التالية للتعرُّف أكثر إلى ملك السموم.

بلا طعم أو رائحة.. لهذا يعد الزرنيخ خطيرًا للغاية

مادة الزرنيخ من العناصر الطبيعية المُكونة لقشرة الأرض، وهي موجودة حولنا في البيئة بشكل طبيعي، فيُمكنك أن تجدها في الماء أو الهواء أو التربة، وهي شديدة السمية في شكلها غير العضوي، يكون لون الزرنيخ رماديًّا أو فضيًّا أو أبيض، وما يجعله خطيرًا بشكل خاص هو أنه ليس له طعم أو رائحة، لذلك يمكن أن يتعرض الشخص للزرنيخ دون معرفة ذلك.

قد تحتوي الأسماك والمحار واللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والحبوب على الزرنيخ بشكل طبيعي، لكن مستوى التعرض للزرنيخ من هذه الأطعمة أقل خطورة، وذلك لأنه يتخذ في المأكولات البحرية شكلًا عضويًّا يعد الأقل سمية، فللزرنيخ شكلان أحدهما عضوي والآخر غير عضوي، والمركبات غير العضوية مثل تلك الموجودة في المياه؛ شديدة السمية، أما المركبات العضوية مثل تلك الموجودة في المأكولات البحرية، فهي الأقل سمية.

بخلاف وجود الزرنيخ بشكل طبيعي حولنا، فهو قد يأتي أيضًا من صنع الإنسان؛ إذ يُستخدم الزرنيخ في الزراعة والتعدين والتصنيع، ففي الصناعة، يدخل في عمل السبائك، ومعالجة الزجاج، والأصباغ والمنسوجات، والورق، ولواصق المعادن، والمواد الحافظة للخشب والذخيرة، ويُستخدم في عملية دباغة الجلود، كما أنه أحد مكونات المبيدات الحشرية، فقد كان الزرنيخ مكونًا شائعًا في العديد من مبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب في الماضي.

لا يقتصر التعرُّض للزرنيخ على مياه الشرب والمأكولات والعمل في بعض الصناعات فقط، يمكن أيضًا أن يحدث التعرُّض للزرنيخ من خلال تدخين التبغ، وذلك لأن نباتات التبغ تمتص العنصر الموجود طبيعيًّا في التربة.

وكيف يحدث التسمم به؟

يحدث التسمم بالزرنيخ بعد تناول مستويات عالية من العنصر السام أو استنشاقها، وغالبًا ما يحدث التسمم به في مناطق التصنيع، سواء كان الشخص يعمل أو يعيش هناك، وينتج التسمم المزمن بالزرنيخ بسبب التعرُّض الطويل الأجل للزرنيخ غير العضوي، من خلال شرب المياه الملوثة به وتناول الأطعمة المُعدَّة من تلك المياه، وتناول الأغذية المروية بمياه غنية بهذا العنصر.

يمكن أن تشمل الأسباب المحتملة الأخرى للتسمم بالزرنيخ ما يلي:

تنفس هواء يحتوي عليه.
استنشاق الهواء الملوث من المناجم التي تستخدم الزرنيخ.
استنشاق الدخان أو الغبار من الخشب أو النفايات التي سبق معالجتها بالعنصر السام.

فيما تشمل أعراض التسمم به:

احمرار الجلد أو انتفاخه.
حدوث تغييرات الجلد مثل ظهور الآفات الجديدة.
ألم في البطن.
الغثيان والقيء والإسهال.
عدم انتظام ضربات القلب.
تشنج العضلات.
وخز في أصابع اليدين والقدمين.

وقد يتسبب التعرُّض طويل الأمد له إلى حدوث أعراض أكثر حدَّة، تظهر في غضون خمس سنوات من التعرض، وقد تؤدي حالات التسمم الشديد إلى الوفاة، تشتمل الأعراض الحادة على:

سواد الجلد.
التهاب الحلق الحاد المستمر.
مشكلات الجهاز الهضمي المزمنة.

وهذه الأعراض تحتاج إلى مساعدة طبية طارئة؛ إذ يجب أن تلجأ للطبيب للحصول على العلاج المناسب لحالة التسمم، ويمكن لطبيبك أيضًا مساعدتك في معرفة السبب الأساسي لحدوث التسمم حتى تتمكن من الحدِّ من التعرض لهذه المادة شديدة السمية في المستقبل، ويمكن قياس المستويات العالية من الزرنيخ في الجسم عن طريق اختبارات الدم، والأظافر، والشعر، والبول.

خطورة التعرض الطويل لهذا العنصر

قد يؤدي التعرُّض الطويل الأمد للزرنيخ إلى الإصابة بالسرطان، مثل سرطان الجلد والمثانة والرئتين، فقد صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، الزرنيخ ومركباته على أنها من المواد التي تُسبب السرطان للإنسان، فيما يؤدي التسمم به إلى حدوث مضاعفات صحية أخرى، مثل: مرض السكري، والأمراض القلبية الوعائية، خاصة بعد التعرُّض له لفترات طويلة.

أيضًا، يمكن أن يؤدي التسمم بالزرنيخ، لدى النساء الحوامل، إلى حدوث مضاعفات جنينية أو تشوهات خلقية بعد الولادة، ويرتبط أيضًا بحدوث الإجهاض ووفيات الرضع، ويؤثر سلبًا في صحة الطفل، وهناك بعض الأبحاث التي أثبتت الآثار السلبية للزرنيخ في النمو المعرفي.

كيف يمكن علاج التسمم بالزرنيخ؟

تُعد أفضل طريقة لعلاج حالة التسمم بالزرنيخ هي التخلص من التعرض له من الأساس، تُعدُّ المياه الجوفية هي المصدر الأكثر شيوعًا للتسمم بالزرنيخ، لذلك، فإن أكثر الإجراءات الوقائية فعالية ضد التسمم به هي التأكد من شرب الماء النظيف والمفلتر، ويُمكنك أيضًا التأكد من تحضير جميع الأطعمة بماء نظيف، وفي أثناء السفر، ضع في حسبانك شرب المياه المعبأة في زجاجات فقط.

مياه الشرب الملوثة، من أبرز مصادر التسمم بالزرنيخ

عند حدوث التسمم بهذا العنصر، قد لا يحدث الشفاء التام لأسابيع أو شهور، بل يتوقف هذا على مُدَّة تعرُّضك للزرنيخ ومدى شدَّة الأعراض التي تُعاني منها، خلال بعض الحالات تُستخدم مكملات «فيتامين E» والسيلينيوم علاجات بديلة للحدِّ من آثار التعرُّض للزرنيخ.

أما إذا كان المصاب يعمل في الصناعات التي تستخدم الزرنيخ، فيجب عليه اتخاذ احتياطات إضافية، مثل إحضار ماء الشرب الخاص به من المنزل، وارتداء قناع لتقليل استنشاق مركباته السامة.

الكمية المسموح بها من التعرُّض للعنصر السام

قد يكون التعرُّض لكميات عالية من ملك السموم قاتلًا، أيضًا قد يؤدي التعرض لمستويات منخفضة منه على مدى فترات زمنية أطول إلى حدوث تغيرات في الجلد، وتلف في الكبد والكلى، ونقص في خلايا الدم الحمراء والبيضاء، مما قد يؤدي إلى الإرهاق وزيادة خطر الإصابة بالعدوى.

ونظرًا إلى أنه مرتبط بكل هذه الاضطرابات الصحية، فإن العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية تُنظم مستويات الزرنيخ والتعرض له، فمثلًا تُحدد وكالة حماية البيئة (EPA) الحدَّ الأقصى للمستوى المسموح به في مياه الشرب الأمريكية إلى 10 ميكروجرامات لكل لتر.

لا توجد حدود للزرنيخ في معظم الأطعمة، على الرغم من أن إدارة الغذاء والدواء قد اقترحت إرشادات للصناعات الغذائية بشأن الحدود المسموح بها في الأطعمة التي من المرجح أن تحتوي عليه، فمثلًا، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إرشادات للمصنعين بعدم تجاوز مستويات الزرنيخ غير العضوي البالغة 100 جزء في البليون في حبوب الأرز للأطفال، كما أصدرت مسودة توجيهات بعدم تجاوز مستويات النوع غير العضوي البالغة 10 أجزاء في البليون في عصير التفاح.

كذلك، وضعت وكالة حماية البيئة قيودًا على الكمية التي يمكن أن تطلقها المصادر الصناعية في البيئة، وقيدت استخدامه في مبيدات الآفات، أما فيما يخص أماكن العمل فقد حددت إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA)، التعرُّض للزرنيخ غير العضوي في مكان العمل بنحو 10 ميكروحرامات لكل متر مكعب من الهواء، بمتوسط ​ثماني ساعات، أما إذا كان هناك احتمالية للعمل في مستويات تعرض أعلى للزرنيخ، تطلب إدارة السلامة والصحة المهنية من أصحاب العمل توفير معدات الحماية الشخصية مثل أجهزة التنفس الصناعي.

ساسة بوست

اقرأ أيضا: أغلفة بسكويت تحدث ضجة في المغرب… متهمة بـ”عبارات خادشة”

شام تايمز
شام تايمز