دراسة تكشف عن “بالوعة تنظيف” هائلة تدور حول محيط القطب الجنوبي للأرض… صور وفيديو
كشفت دراسة جديدة عما وصفته بـ”بالوعة كربون” عملاقة موجودة في المحيط الجنوبي لكوكب الأرض، الأمر الذي يؤكد أن المحيط الجنوبي له تأثير مهم وكبير بالنسبة لانبعاثات الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري ويعمل كمنظف للغلاف الجوي.
وأشارت الملاحظات الجديدة المسجلة من الطائرات البحثية إلى أن المحيط الجنوبي يلعب دور “بالوعة هائلة” تعمل على تنظيف وامتصاص كمية كبيرة جدا من الكربون من الغلاف الجوي أكثر بكثير من تلك الكمية التي يطلقها المحيط.
بالوعة هائلة تدور حول القطب الجنوبي للأرض
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “Science” العلمية، أكد العلماء أن “بالوعة الكربون” هذه قوية جدا ومفيدة جدا بالنسبة للانبعاثات التي يسببها الإنسان، لكن الأبحاث السابقة عجزت عن تقدير كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي (CO2) التي تمتصها المياه الباردة التي تدور حول القارة القطبية الجنوبية.
وتمتص المياه التي تدور حول القارة القطبية الجنوبية كمية كبيرة جدا من الكربون من الغلاف الجوي، حيث تشكل المياه الباردة حول القطب الجنوبي ما يشبه “البالوعة الهائلة” التي تدور حول القطب.
استخدم العلماء، في دراسة تدعمها “ناسا” ملاحظات الطائرات لكميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي “لإظهار أن التدفق الصافي السنوي للكربون إلى المحيط أسفل خط العرض رقم 45 درجة جنوباً كبير، مع امتصاص أقوى في فصل الصيف وتقليل إطلاق الغازات في فصل الشتاء.
ووجد العلماء أن المياه في المنطقة تمتص ما يقرب من 0.53 بيتاغرام (530 مليون طن متري) من الكربون أكثر مما كانت تطلقه كل عام.
“تُظهر القياسات المرصودة جوا انخفاضا في ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي السفلي فوق سطح المحيط الجنوبي في الصيف، مما يشير إلى امتصاص المحيط للكربون”.
تُظهر الرسوم المتحركة والصور المناطق التي تم فيها امتصاص ثاني أكسيد الكربون (باللون الأزرق) وانبعاثه (باللون الأحمر) من المحيط العالمي في عام 2012.
NASA Supported Study Confirms Southern Ocean Is Absorbing Carbon https://t.co/DCHlD0SRw8 pic.twitter.com/MnLGdb5dJO
— TheEazyCadet (@EazyCadet) January 3, 2022
وبحسب المقال المنشور في مجلة “scitechdaily”، فإنه عندما تدخل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يسببها الإنسان إلى الغلاف الجوي، يمتص المحيط بعض الغازات، وهي عملية يمكن أن تبطئ من تراكم الكربون في الغلاف الجوي وتزيد درجة الحرارة العالمية المصاحبة له.
وتحدث هذه العملية بسبب تصاعد المياه الباردة من أعماق المحيط، وبمجرد وصولها إلى السطح، يمتص الماء الأكثر برودة والغني بالمغذيات (الكائنات الدقيقة) ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وتحدث هذه العملية عادة بمساعدة الكائنات التي تعتمد على عملية التمثيل الضوئي التي تسمى العوالق النباتية، قبل أن تغرق مرة أخرى في أعماق المحيط.
وتشير نماذج الحاسوب إلى أن 40% من ثاني أكسيد الكربون الذي أنتجه الإنسان حول العالم قد تم امتصاصه في الأصل من الغلاف الجوي إلى المحيط الجنوبي لكوكب الأرض، مما يجعله أحد أهم مصارف الكربون على كوكبنا. لكن قياس تدفق أو تبادل ثاني أكسيد الكربون من الجو إلى البحر كان يمثل تحديا بالنسبة للعلماء.
ورصدت التجارب الميدانية في البحث سلسلة من اللقطات (أو الملامح) للتغيير الرأسي في كمية ثاني أكسيد الكربون عبر ارتفاعات مختلفة من الغلاف الجوي وفصول مختلفة. حيث رصد العلماء انخفاضا في تركيزات ثاني أكسيد الكربون مع هبوط الطائرة واكتشفوا أيضا اضطرابا شديدا بالقرب من سطح المحيط، مما يشير إلى تبادل الغازات بين الجو وسطح المياه.
اقرأ ايضاً:تعرف إلى أغرب 8 وظائف لدى العائلة المالكة البريطانية