تسبب ارتفاع أمواج البحر في مدينة الإسكندرية في تجاوز المياه المحملة بالرمال طريق كورنيش الإسكندرية، أول أمس الأربعاء، بعدة مناطق منها “المكس والجمرك والمنتزه أول والمنتزه ثان”.
وضربت نوة قاسم سواحل الإسكندرية ولا تزال مستمرة.
النوة صاحبها رياح جنوبية غربية وعواصف، وأمطار غزيرة.
ما يحصل من غرق متزايد في سواحل في الاسكندرية مربوط بالتآكل السريع للشواطئ الذي حذرنا منه في بحثنا المنشور أول هذا العام. البحث منشور في الرابط لمن يريد الاطلاع عليه:https://t.co/BcISmy7QQK
التغير المناخي بكل اثاره سيمثل أكبر تحدي أمام مصر في العقود القابلة إذا لم نتدارك الامر. https://t.co/YSNFjnDWZv pic.twitter.com/3WJR46V2iX— د. عصام حجي (@essamheggy) December 3, 2021
وتعد قاسم من أخطر نوات الشتاء حيث تسببت في عام 2010 في تحطيم سور كورنيش الإسكندرية وتجاوز مياه البحر للطريق في مناطق مثل لوران ومحطة الرمل.
مشاهد تجاوز الأمواج للكورنيش ذكّرت بتحذير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة غلاسكو، من اختفاء 3 مدن؛ وهي ميامي والإسكندرية وشنغهاي، وذلك في حال لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.
جونسون قالها صراحة: “4 درجات حرارة ونقول وداعا لمدن بأكملها؛ ميامي، الإسكندرية، شنغهاي، كلها ستضيع تحت أمواج البحر”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الري المصرية، محمد غانم، إن مصر بدأت في تدشين مشروعات حماية الشواطئ ومنها مدينة الإسكندرية، مشيرا إلى تنفيذ 120 كيلومترا، والعمل على تنفيذ 110 كيلومترات أخرى لحمايتها من التغيرات المناخية.
#نوة_قاسم ⛔ تضرب #نادي_المهندسين في سابا باشا ب #الاسكندرية pic.twitter.com/ta1UxGteh2
— اسكندرية – Alexandria ☁️ (@Alexandria_egy1) December 2, 2021
أكبر تحد
من جهته قال عالم الفضاء المصري عصام حجي إن ما يحصل من غرق متزايد في سواحل في الاسكندرية مربوط بالتآكل السريع للشواطئ الذي حذره منه في بحثه المنشور أول هذا العام.
وأضاف حجي أن التغير المناخي بكل آثاره سيمثل أكبر تحد أمام مصر في العقود القابلة إذا لم نتدارك الامر.
ارتفاع أمواج البحر يتجاوز المصدات الخرسانية والمياه تصطدم المواطنين على أرصفة الكورنيش في #الإسكندرية تزامنًا مع “نوّة قاسم” pic.twitter.com/OWqg6G77RL
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 3, 2021
ليس جديدا
في ذات السياق قال الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام إن تحذير جونسون ليس جديدا ولا مفاجئا ، مشيرا إلى وجود دراسات عديدة أشارت إلى أن حاضرة مصر الثقافية من أكثر المناطق الساحلية المنخفضة عرضة للغرق بالعالم.
وأضاف عبد السلام أن الغريب والمثير للأسى أن جونسون لم يحّمل بلاده والدول الغنية مسئولية ما يحدث على كوكبنا من تغير مناخى يكاد يقضى على الحياة البشرية.
وقال إن مصر ليست دولة صناعية كبرى تستخدم مليارات التوربينات والأفران التى لوثت الأرض وكانت السبب الرئيسى فيما وصلنا إليه ،مشيرا إلى أن بريطانيا مهد الثورة الصناعية أول من لوثت الأرض نهايات القرن 18 وتلتها أوروبا وأمريكا قبل أن تدخل اليابان والصين ثم الهند وغيرها سباق الصناعة والتلوث.
الأمواج تسحب السيارات والكراسي وانهيار أجزاء من الكورنيش بشواطيء #الإسكندرية (فيديو)https://t.co/g9ZDMBSfIO pic.twitter.com/uafdRMOFXF
— المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) December 3, 2021
وتابع قائلا: “الأمر يستدعي دراسة تجارب الحفاظ على مدن إيطالية وقبلها هولندية من تغول البحر، وهى ظاهرة بدأت تحدث بمصر، فقد تراجع شاطئ دمياط 2.6 كيلو متر ورشيد 4.8 كيلو بالإضافة لزيادة نسبة الملوحة. ومع ذلك، كل هذه الجهود لا تكفى، فالخطر لا يمسك بتلابيب مصر فقط بل بمنطقة البحر المتوسط والعالم، مما يستدعى خطة كونية عملاقة لمواجهة أخطر تحد يواجه البشر منذ بدء الخليقة”.
واختتم عبد السلام قائلا: وبدلا من أن يكون جونسون نذير شؤم فقط ربما تعيّن عليه، باعتباره رئيسا لمؤتمر جلاسجو، قيادة حملة دولية لمساعدة الدول النامية ماديا وتقنيا على مواجهة الكارثة، التى لو وقعت ـ لا قدر الله ـ فلن ينجو منها أحد، فقيرا كان أم غنيا.
اقرأ أيضا: “أونروا” تبدأ ببناء مقراتها في مخيم اليرموك جنوبي دمشق من جديد