الأحد , ديسمبر 15 2024
شام تايمز
ماذا تعرف عن الحقيبة المدرسية في اليابان "راندوسيرو"؟

ماذا تعرف عن الحقيبة المدرسية في اليابان “راندوسيرو”؟

شام تايمز

ماذا تعرف عن الحقيبة المدرسية في اليابان “راندوسيرو”؟

شام تايمز

يستخدم التلاميذ اليابانيون في المرحلة الابتدائية حقائب جلدية تبدو أقرب للصندوق، ورغم ارتفاع سعرها الذي يبلغ نحو 450 دولارا أمريكيا، إلا أنها تشهد إقبالا واسعا على شرائها، فيما تُعد إلزامية في بعض المدارس التقليدية باليابان.

شام تايمز

ما قصة الحقائب المدرسية في اليابان؟

الحقائب هولندية الأصل، إذ أتى بها الجنود الهولنديون إلى جزر الأرخبيل الياباني في القرن التاسع عشر، لتحوز على إعجاب العسكريين اليابانيين.

ومنذ عام 1885، أصدرت الحكومة اليابانية تعليمات بالبدء في نشر حقائب “راندوسيرو” في أنحاء البلاد، كجزء من اللباس المدرسي الموحد بروح عسكرية، في سياق عملية التحديث الشاملة التي شهدها عهد الإمبراطور ميجي.

وحتى عهد قريب، استمر اعتماد اللون الأسود للصبية والأحمر للفتيات، ولكن السنوات الأخيرة شهدت تنوعا في الألوان والتصميمات.

وتشتهر هذه الحقائب باسم راندوسيرو، حيث أصبحت معيارا ثقافيا بين السكان اليابانيين، لما تتميز به من سمات عدة أهمها صلابتها، ومقاومتها للماء والخدوش، فيما يتجاوز العمر الافتراضي لصلاحيتها حتى 6 سنوات كاملة تخدم الطفل الياباني طوال فترة دراسته في المرحلة الابتدائية.

كما تتميز بتأثير جيد على وضعية الجسم، بفضل تصميمها الفريد، حيث لا تسبب إجهاد العمود الفقري للتلاميذ أثناء حملها على ظهورهم، وسيرهم إلى المدرسة.

ما طريقة صنع حقائب راندوسيرو؟

بحسب موقع Suki Desu، فإن هذه الحقائب اليابانية، تصنع في الأصل من جلد طبيعي سميك يدوم لفترة طويلة.

بينما في الوقت الحاضر يستخدم الجلد الصناعي بديلا عنه، لصنع ما يصل إلى 70% من حقائب راندوسيرو تجاريا، حيث تشبه الجلد الأصلي في المظهر والملمس، ولكنها أخف وزنا.

وعادة ما تصنع هذه الحقائب يدويًا، في عملية معقدة للغاية، تشابه لحد بعيد لعبة الألغاز أو تركيب الصور، حيث تحتوي على أكثر من 100 قطعة مختلفة، وتستغرق عملية تركيبها ما يصل إلى 300 خطوة، وتتضمن استخدام مواد مختلفة، بالإضافة إلى الخياطة، واللصق، وحفر أحزمة الكتف، والتثبيت وغيرها.

ويُضيف صانعو حقائب راندوسيرو، حشوة لينة في الظهر تقلل الحمل على العمود الفقري، وأحزمة قابلة للتعديل تتكيف مع جسم الطفل، مما يسهل عليه الحركة والجلوس وحتى الاستلقاء.

كما تتم تقوية الألواح الجانبية الكبيرة للحقيبة بدعامة داخلية من البلاستيك، فتحافظ بذلك على شكلها المربع وتوفر مساحة تخزين أكبر.

ويتوزع وزن الحقيبة بالتساوي بشكل جيد، ويبلغ طول التصميم الشائع للحقيبة 30 سم، وعرضها 23 سم، بينما يصل عمقها إلى نحو 18 سم، ووزنها 1 كجم.

الاستخدام الأولي

في البداية، تبنت الحكومة اليابانية حقائب راندوسيرو لاستخدامها ضمن التكنولوجيا العسكرية للجنود، حيث كانت تصنع في سنواتها الأولى بالكامل من القماش.

ومع بداية عصر مييجي ”الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصر“، وتأسيس الجيش الإمبراطوري الياباني“ 25 يناير 1868 – 30 يوليو 1912″، تم تجهيز الجنود اليابانيين بحقائب راندوسيرو مربعة الشكل، ومصنوعة من الجلد الطبيعي، والتي بدت تشبه تلك التي يستخدمها أطفال اليابان في العصر الحالي.

وفي عام 1885، اقترحت الحكومة اليابانية، من خلال مدرسة Gakushūin، أن استخدام حقيبة ظهر راندوسيرو مثالية لطلاب المدارس الابتدائية.

ولكن كانت تكلفة جلد حقيبة راندوسيرو، تفوق إمكانيات الكثير من الناس، بسبب حروب اليابان وحتى هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.

واستغرق الاقتصاد الياباني ما يقرب من عقد من الزمان، للانتعاش، حيث في حوالي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ سكان اليابان في الإقبال بشكل لافت على شراء هذه الحقائب، وتحولت آنذاك من كونها رمزًا للمكانة الاجتماعية إلى معيار ثقافي.

رموز النخال – إرم نيوز

اقرأ ايضاً:بارد ومرعب ومقصدٌ سياحي.. “طريق عظام الحوت” في سيبيريا يحيّر علماء الآثار

شام تايمز
شام تايمز