الخميس , نوفمبر 7 2024

مسار تصادمي.. هل ستنفجر الأمور بين “إسرائيل” وروسيا في سوريا؟

مسار تصادمي.. هل ستنفجر الأمور بين “إسرائيل” وروسيا في سوريا؟

أثارت التصريحات الأخيرة لأدميرال روسي تكهنات حول ما إذا كانت روسيا ستغير نهجها فيما يتعلق بالضربات “الإسرائيلية” في سوريا.
(المقال نشره موقع “Insider” للكاتب “ميتشل بليتك”) وجاء فيه:
إذا حدث مثل هذا التحول، فقد يطرح مشاكل للولايات المتحدة، لأن الوضع بين “إسرائيل” وروسيا، رغم أنه ليس عدواني، فهو هش ومعقد.
وفي 19 تموز، شنت “إسرائيل” هجوماً في سوريا، وادعى اللواء فاديم كوليت، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، أن أنظمة دفاع الجو في سوريا أسقطت 7 من 8 صواريخ “إسرائيلية” أطلقت على مواقع بالقرب من حلب.
بعد أيام قليلة، أعلن المركز الروسي أيضاً أن “إسرائيل” أطلقت 4 صواريخ أخرى بالقرب من حمص، وجميعها تم اعتراضها على حد قوله.
لم تعلق “إسرائيل” على الهجوم، لكنها نشرت صور الأضرار الكبيرة التي لحقت بموقع سوري على نطاق واسع، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي خاصةً.
شكك المراقبون في تفاصيل ادعاءات المركز الروسي، وألقوا قدراً كبيراً من الشك على صحتها.
ولكن، ما هو الغرض من مثل هذه التصريحات من قبل روسيا؟
من الواضح أن المركز الروسي للمصالحة لم يكن يتحدث بصراحة، حيث لم يقم القادة الروس بتوبيخ أو دعم تصريحات المركز الروسي علناً، مما يعزز فكرة أن هذه المزاعم يتم طرحها هناك لأغراض استراتيجية.
ومع قدوم جو بايدن محل دونالد ترامب ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” الجديد نفتالي بينيت، يعني هذا تحولاً بالنسبة لبوتين الذي اعتمد على علاقاته الشخصية مع ترامب ونتنياهو، وذهبت هذه العلاقات مع ذهابهم.
في أوائل تموز، أعادت روسيا وإيران وتركيا التأكيد على رغبتها المعلنة في رؤية سوريا موحدة ومستقلة يتم إصلاحها.
هذا هو المكان الذي تأمل فيه روسيا استعراض عضلاتها الدبلوماسية على المسرح الدولي، ولكن بصرف النظر عن تصريحات مثل هذه، وبعض التعاون بين روسيا وتركيا في الحفاظ على مجال نفوذ كل دولة في سوريا، فإن العملية التي قامت بها هذه الدول قبل أربع سنوات أظهرت إمكانات ضئيلة لحل الصراع السوري.
في ظل هذه الظروف المتغيرة، ربما تبحث روسيا عن طريق للمضي قدماً.
تستكشف الدول العربية وأبرزها الإمارات، طرقاً لبدء إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، تريد روسيا بشدة أن ترى ذلك يحدث، حيث سيكون لها تأثير مباشر أكثر في المنطقة، من خلال دمشق.
لكنها عملية صعبة. لا تريد الدول العربية تحمل عبء إعادة بناء سوريا، وهو أمر لا تستطيع روسيا أيضاً تحمله، ولا يزال البلد في حالة صراع ومنقسمة.
من خلال توبيخ “إسرائيل”، أعادت موسكو تأكيد دعمها لدمشق، لكن المخاوف الإقليمية هي التي تجعل التساؤل حول ما إذا كانت روسيا تنوي بالفعل اتخاذ موقف أقوى ضد الإجراءات “الإسرائيلية” في سوريا أمراً مهماً للغاية.
سيتعين على إدارة بايدن التفكير ملياً في كيفية المضي قدماً إذا قررت روسيا الدفاع عن المجال الجوي السوري بقوة أكبر. ستحتاج إلى إيجاد طريقة لإقناع “إسرائيل” باحترام المجال الجوي السوري مع ضمان بقاء “إسرائيل” آمنة من الهجوم، وهو أمر ستحتاج الولايات المتحدة إلى التعاون مع موسكو لتحقيقه.
ظلت واشنطن هادئة حتى الآن. إذا كانت التصريحات الأخيرة مجرد مواقف من جانب روسيا، فيمكنها الاستمرار في القيام بذلك بشكل مريح. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتعين عليها الانخراط في التوسط في صفقة، خشية أن تتصاعد التوترات “الإسرائيلية” مع روسيا وتخلق برميل بارود جديد في منطقة تحتوي على انفجارات واسعة سابقاً.
وكالات