الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

الصين تعزز حضورها في سوريا

الصين تعزز حضورها في سوريا

شام تايمز

يزداد الحضور الصيني في سوريا، منذ مطلع العام الحالي، على أكثر من مستوى سياسي وخدمي، ما يزيد التساؤلات حول توقيت هذا الحضور، وماذا تريد بكين من خلاله.
وتقابل دمشق هذا الدور بالتعبير عن دعمها لحكومة الصين.
حيث اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في 27 من حزيران الماضي، أن الصين تتعرض “لهجوم سياسي” بعد اتهامات واجهتها بأنها “لم تكن شفافة تمامًا”، في التحقيق العالمي حول أصول فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وأعلنت الوزارة دعمها لحكومة الصين، مبررة أنه من ناحية علمية بحتة يعتبر كشف مصدر الفيروس “عملًا شاقًا وطويل المدى”.
جاء هذا الموقف بعد إعلان صيني من أعلى مستوى، عن دعم الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، إذ قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن بلاده ستقدم كل مساعدة ممكنة لسوريا في سبيل إنعاش اقتصادها، وتحسين الظروف المعيشية للسوريين، وكذلك في مكافحة جائحة فيروس “كورونا”.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية، في 1 من حزيران الماضي، أن الرئيس الصيني أرسل برقية تهنئة إلى الرئيس السوري، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، مفادها أن “الصين تدعم سوريا بقوة في حماية سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، وستقدم كل مساعدة ممكنة لسوريا في مكافحة جائحة فيروس (كورونا)، وتنشيط اقتصاد البلاد، وتحسين حياة شعبها”.
وأشار الرئيس الصيني في برقيته إلى أن جمهورية الصين الشعبية “ستعزز تقدم التعاون الصيني- السوري إلى مستوى جديد”، بحسب الوكالة.
وأضاف بينغ، “إنني أعلّق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات الصينية- السورية، وأقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الأسد لاستغلال الذكرى الـ65 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الثنائية وتحقيق المزيد من النجاح”.
وتعتبر الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع الحكومة السورية، ودعمتها سياسيًا واقتصاديًا وماليًا منذ اندلاع الازمة السورية، إذ عرقلت منذ 2011 عدة قرارات ضد سوريا في مجلس الأمن الدولي عبر استخدامها حق “النقض” (الفيتو)، إلى جانب روسيا.
ما الذي تريده الصين من سوريا؟
تريد الصين الوصول إلى أسواق المنطقة وشواطئ البحر المتوسط بالعموم، بهدف ترسيخ مشروعها الاقتصادي بترويج المنتج الصيني وإيصاله إلى العالم.
كما تعد الجغرافيا السورية أحد ميادين التدافع الدولي بين الصين وروسيا وإيران، في مواجهة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب تقرير لـ معهد “ “نيو لاينز للاستراتيجية والسياسة” الأمريكي، سعت الصين إلى دمج الحكومة السورية بمبادرة “الحزام والطريق”، وحاولت الاستفادة من احتياجات إعادة الإعمار الملحة في البلاد، لتأسيس موطئ قدم في قلب بلاد الشام، ولتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، تدرك الصين حاجة سوريا إليها، وبهذا تعتمد عليها في تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية في منطقة بلاد الشام، بما في ذلك تراكم النفوذ الإقليمي على حساب الولايات المتحدة.
ومنذ عام 2016، سعت الصين إلى خلق فرص لشركاتها من أجل المشاركة بإعادة الإعمار في سوريا، حسبما أكد مبعوثها الخاص إلى سوريا، شي شياو يان، حينها، موضحًا أن الصين “واثقة من أنها ستشكل جزءًا من عملية إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب في سوريا”.
كما لم تمتنع منذ 2011 عن تقديم مختلف أشكال المساعدات الإنسانية والمنح المالية، وساندت دمشق في الأشهر الماضية بالعمل على مواجهة جائحة “كورونا”، عبر مساعدات طبية ولقاحات ضد الفيروس.
وبحسب تقرير لمجلة “THE DIPLOMAT“، فأن الوصول إلى رأس المال الخارجي يعد أمرًا حيويًا لإعادة إعمار سوريا، لأنه من غير المرجح أن تكون المصادر المحلية كافية، ففي عام 2017، قدّر البنك الدولي أن الاقتصاد السوري تقلّص بمقدار 226 مليار دولار بين عامي 2011 و2016، ولكن هذا التقدير ارتفع بعدها بعام إلى 350 وحتى 400 مليار دولار.
وتظهر الأرقام، وفقًا للتقرير، أن أقصى ما يمكن جمعه من المساعدات الروسية والإيرانية الداعمة لسوريا، لا يتجاوز سبعة مليارات دولار لروسيا و23 مليار دولار لإيران، وهو لا يقترب بجميع الأحوال من المبلغ المطلوب.
وأضاف التقرير أن هذه الأسباب جعلت من الصين اقتراحًا أكثر جاذبية للبعض في دمشق، خاصة أن الأشكال الأخرى من رأس المال الأجنبي بما فيها بعض الدول الغربية، من المرجح أن تبقى غير متوفرة بسبب المواقف السياسية.
أين الصين في مستقبل سوريا؟
أوضح تقرير مجلة “THE DIPLOMAT“، أن العديد من العقبات والمخاطر ستواجه الشركات الصينية والاستثمار في سوريا، ويعد أبرزها أنه على الرغم من “قرب انتهاء الحرب في سوريا” فلا يعني ذلك نهاية الصراع، وقد تشكّل التقلبات والتغيرات في السيطرة من قبل القوى الموجودة على الأراضي السورية سواء كانت من الجيش السوري أو القوات الأمريكية والتركية، مصدر قلق لكثير من المستثمرين الصينيين.
كما قد تكون العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على سوريا سببًا لتجنب بعض المؤسسات المالية الصينية التورط باستثمارات في سوريا خشية من عقوبات قد تطالها.
وأضاف التقرير أن التنافس الإيراني والروسي على اقتصاد سوريا وكسب عقود إضافية مربحة للجانبين، قد يتسبب بإشكالية لدى الشركات الصينية إن انغمست بتلك الشراكات، وهو ما قد يفرض عليها التنقل بين المصالح السورية والروسية والإيرانية.
وكالات

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز