الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

شاب سوري يروي قصته: تقدمت لخطبة أكثر من 10 فتيات ولم يقبلوا بي!

شاب سوري يروي قصته: تقدمت لخطبة أكثر من 10 فتيات ولم يقبلوا بي!

شام تايمز

“ممكن تأتي يوما ما مساء للبيت، وتراني قد تركته لك وخرجت أمشي في الشارع”، “نحن نريد شاب من حلب حصرا, لا نريد شاب من إدلب”، صدمني صديقي عامر (اسم مستعار) بهذا الكلام، حيث طلب مني عدم ذكر اسمه، حفاظا على سمعته وسمعة من تقدم لهن.
“عامر” شاب من مدينة إدلب، بلغ 31 من عمره، يرغب من مثله في هذا السن بالعيش على شركة حياة ناضجة، وزوجة طيبة تعينه وتقف بجانبه أمام التحديات الكبيرة والصعبة التي يعيشها السوري في تركيا، وسط انخفاض فرص العمل، وغلاء فاحش لا يستثني فقيرا ولا مسكينا.
لم يكن بالحسبان أن النقاش بيني وبينه سيتطور قليلا ليحدثني، أو ربما “يفش خلقه”، “ويفضفض لي”، ما بداخله، بدأ الأمر أن دعاني بعد العشاء لتناول “فروج مشوي” معه، في البيت الذي نسكن فيه مع 3 شبان، وافقت على الفور، كنت أشعر بجوع مفرط, بعد يوم طويل من العمل.
البنت “المغرورة”..
أثناء تناولنا للطعام، كنت أسترق النظر إلى وجه عامر، الشاب الوسيم، أشقر الشعر، أحمر الوجنتين، جميل المحيا، ولكن فاجئني فيه تجاعيد كثيرة في وجهه، خصوصا عند ضحكاته التي أبداها كلما حدثني عن قصص تقدمه للزواج من بنات رفضنه لأسباب لم يراها مقنعة رأيه، وقد وافقته في ما قال أنا أيضا.
يقول” تقدمت لفتاة والدها طبيب، وأمها مدرسة، قبلوا أن أنظر الرؤية الشرعية، و أعجبتني الفتاة، كانت جميلة، وتدرس في السنة الثالثة، وعندما رجعت، بدأت تناقشني في أمور المهر والمال، وتطلب مني 100 ألف ليرة تركية -عدى عن المهر-، كضمان لها. قالت لي أنها لا تدري المستقبل, فقلت لها إذا كانت ثقتك من الآن فيَّ هكذا, فلا أظنها ستستمر.
نهاية قصتي معها…
كان والد الفتاة جيدا، ولكن لم يكن له سيطرة على إدارة البيت وحسم الأمور بمعزل عن زوجته، وكانت الفتاة شبيهة بأمها. كان عامر يأكل وكأنه يمضغ الطعام مجبرا، ربما عادت به الذكريات لتلك الفترة، وأحزنته، واستثارت مشاعره وغضبه وقهره، كنت حينها، أحاول طمأنته، أن شاب طيب، الكثيرات يرغبن به، إلا أنه يقول أنه تقدم للكثيرات، والغالب يرفضنه.
في آخر حديث بيني وبينها، غصبت لأن والدها دعاني لتناول الطعام في الخارج، “أنت كيف تأتي وتقبل العزيمة، وللآن لا يوجد خطبة حقيقية بيننا”، تناقشت معها قليلا، كانت تتحدث بغرور وكبر واضحين معي، ثم قلت لها، لا أود الحديث معك حتى نخطب، فأرسلت لي رسالة طويلة
ربما أعدتها مسبقا، تنهي فيها القصة بيننا، فأخبرت والدها، فتعجب، واعتذر مني، وانتهت القصة.
“تقدمت لبنت من حلب، فرفضتني لأني من إدلب، اتصلت بأمها، ونصحتها لله، بغض النظر عن تقدمي لها، وقلت لها هذه عادة جاهلية “. ينطلق عامر بكلامه من مبدئ ديني فهو حافظ للقران، يحفظ البخاري وكثيرا من الأحاديث، كما أخبرني.
“تقدمت أيضا لفتاة من حمص، تسكن في الريحانية، فقالوا لي أنها صلت استخارة، ورأت مناما
وأشياء، وعلى إثرها رفضتني أيضا، وكان أول ما سألوه لي كم راتبك؟ وماذا تعمل؟
لم يكن راتبي مناسب لهم ربما، 1000 ليرة كل شهر هو راتبي، ولكني استطيع تامين 25 ألف ليرة تركية للزواج حالا. لم اقتنع برد الفتاة. كله نصيب.
انتهيت من تناول الطعام، أما عامر فلا يزال يتكلم ويأكل، غير آبه بالذي حصل، كانت ملامح عينيه تبدي ثقة وطمأنينة أنه ما حصل له خير، وأن الخير قادم، وأن فشله معهن، لن يكون إلا دافعا للمتابعة والحصول على زوجة مناسبة. لم يكن لدينا وقت ليسرد لي كل قصصه مع من تقدم لخطبتهن، تأخر الوقت وكنت وهو متعبان، فاعتذر مني وذهب للنوم.
بين المطالبة بمهور عالية، والسؤال عن الراتب الشهري والعمل، كثير من الشباب ممن يرغب بإعفاف نفسه والزواج، يقع ضحية هذه الطلبات الصعبة، في بلد فقير أصلا، وشعبه فقير، فكيف باللاجئ فيه، بل حتى التعصب لتزويج الخاطب من أبناء المدينة ذاتها، يكون مانعا وسببا للرفض من قبل الأهل أحيانا، وهذا ينعكس سلبا جدا على الشباب.
ولكن لسمير- اسم مستعار- أخ، قصته مختلفة، فقد جاء الأب والأم إليه، وعرضوا عليه تزويج ابنتهم له، هكذا ببساطة ويسر، وتم الزواج من شهرين. فشتان بين هذا وهذا
محمد إسماعيل/ المركز الصحفي السوري

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز