الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز
وزير سوري : كنت أتمنى لو كنت فرانا

وزير سوري : كنت أتمنى لو كنت فرانا

وزير سوري : كنت أتمنى لو كنت فرانا

شام تايمز

كتب الدكتور نضال الشعار وزير الاقتصاذ الاسبق

شام تايمز

بدي كون فران….

لما كنت صغير(ومازلت) كان بدي أكبر وأصير أحسن فران في حلب..
ماكان بدي أكون ضابط ولا مهندس ولا دكتور..
بس فران..
كنت أعشق منظر الخبز وهو عمينتفخ وكنت أعشق آكل الوجه المقمر..
كنت أعشق اللحم بالعجين البلدي والعنتابي وكنت مدهوش من رقة العجين وطراوته..
كنت أعشق الكعك الأصفر مع اليانسون وكنت حطو بشنتايتي لأشم ريحته..
كنت أعشق القراص بعجوة(بالتمر) وكنت دائما ابدأ باكلها من المكان المقمر..
كنت أعشق الكبة بالصينية بالفرن وكيف بيعملوها قبل مايسكروا وكأنها هدية نهاية اليوم..
كنت أعشق اللحمة بالفرن(الكواج) وكيف برشولها مي وكيف بيحرقوها..نعم بيحرقوها لأنها طيبة محروقة..
كنت أعشق دفة الفران وكيف بيحط الخبز بالفرن من دون مايلزق. كنت أعتبرها سحر..
كنت أعشق ان الناس تاكل من ايدي…
ومازلت..
ولكن وللأسف..حطموا أحلامي
بدأوا يضعوا الخبز على الأرصفة الوسخة لكي تنشف..
الرصيف مليان بقايا زبالة وبقايا حيوانات..
الناس مماطلة عالأرض لكي تأخذ رغيف عيشها..ياللمذلة..
وصاحب الفرن يتمتع بمخصصاته من الطحين والمازوت الحكومي ومتل(…و) إذا الشعب أكل أولا…
عندما أصبحت موظفاً بمرتبة يعتقد البعض أنها عالية..
أول رحلة كانت لي إلى فرن الرازي في حلب خلف سوق الإنتاج. أصريت على انشاء رفوف لتجفيف الخبز ودفعت جزءاً من تكاليفها..
وهكذا لأفران أخرى في حلب ودمشق وحمص..
لا أعلم إن كانت هذه الرفوف مازالت موجودة..
ولكن مازلت أتمنى أن أكون فران..
فران لهذا الشعب الذي أرهقه حتى خبز يومه…
ياليتني كنت فران سورية…ياليت…

(أكتب منشوري هذا بعد 24 ساعة من خروجي من عملية تركيب شبكة في قلبي المجروح على سورية)..

يحميكي المولى يابلدي..
“كلنا سورية”

نضال الشعار

اقرأ أيضا: أول امرأة كردية ترشح نفسها لعضوية مجلس الشعب في سوريا

شكراً لكم لمشاركة هذا المقال.. ضع تعليقك في صفحتنا على موقع فيسبوك

شام تايمز
شام تايمز