الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

التحولات الاستراتيجية بين السياسة و الميدان .. هنا ادلب .

التحولات الاستراتيجية بين السياسة و الميدان .. هنا ادلب .

شام تايمز

الدكتور حسن مرهج

شام تايمز

إن المتابع للشأن السوري و التطورات الميدانية ، ترتسم في مخيلته ما جرى في حلب و الغوطة الشرقية و درعا قبيل بدء المعارك فيها ، ليصل المتابع إلى إدلب ، فما اشبه الأمس باليوم ، فصائل إرهابية متخبطة ، تجاذبات سياسية بين كافة الأطراف ، لكن في المحصلة ما سيجري لاحقا سيكون مضبوطا على توقيت دمشق ، فإرهابيي إدلب يمنعون المدنيين من الخروج عبر الممرات الانسانية و التي فُتحت تحت رعاية الدولة السورية ، في مشهد مشابه لما فعله إرهابيي الغوطة و حلب و درعا عبر منعهم لخروج المدنيين و اتخاذهم دروع بشرية ، و ضمن هذا المشهد مازالت المشاورات والاجتماعات مستمرة بين روسيا وتركيا فيما يخص ملف ادلب، اخرها زيارة “جاويش اوغلو” و رئيس جهاز المخابرات التركي و وزير الدفاع الى موسكو، والتي قد تستمر للقاء بوتين ، حيث صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ” إن السعي لحل عسكري في إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سوريا سيكون كارثيا” ، في حين صرح لافروف قائلا ” إن عشرات الآلاف من المتشددين يحاولون عرقلة جهود تركيا لفصلهم عن القوات الأكثر اعتدالا ” ، وأضاف أن مباحثات أخرى بشأن إدلب ستجري في موسكو بمشاركة وزيري الدفاع وجهازي المخابرات بالبلدين “.

إذا هناك تجاذبات سياسية واضحة ، فالأنباء تشير الى وجود اختلاف بين الروس والاتراك حول فصل الارهابيين عن المدنيين والفصائل الغير ارهابية ، هذه التجاذبات تتقاطع مع قيام روسيا بإرسال تعزيزات من سفن بحرية الى طرطوس وفي نفس الوقت تقليص اسطولها الجوي، والتعزيز بطائرات سوخوي 25 من مطار حميميم، والتي تستخدم عادة في التغطية الجوية للعمليات البرية ، يتزامن ذلك مع تعزيز تركيا لنقاطها الـ 12 في ادلب بمنظومات دفاع جوي وجدران اسمنتية، مما يعني ان الاتراك لا يفكرون بالانسحاب من هذه النقاط ، و ضمن هذا المشهد يستمر الجيش السوري بإرسال تعزيزات عسكرية متطورة إلى محيط إدلب ، في انتظار استكمال المشهد السياسي للبدء بالعمل الميداني و الذي سيطهر إدلب و ريفها من الإرهاب .

في المحصلة ، كل المعطيات الميدانية الواردة من محافظة إدلب تشير إلى قرب وحتمية العمل العسكري على مواقع التنظيمات الإرهابية المسلحة الموجودة في أرجائها ، أعدادٌ كبيرة من المدنيين تعبر إلى مناطق سيطرة الدولة السورية عبر ممر أبو الضهور الإنساني على الرغم من منع مسلحي النصرة لهم، والحشود العسكرية للجيش تنتظر ساعة الصفر فيما يتحسّس الإرهابيون نهايتهم ويستعدّون لصدّ هجمات الجيش أو عرقلتها.

شام تايمز
شام تايمز