خالد العبود:لماذا يزحف “أردوغان” نحو سواحل ليبيا؟!!!..
خالد العبود
-كنّا قد حدّثناكم في أكثر من مرّة، عن أنّ “أردوغان” ليس كما هو عليه في مطلع العدوان على سوريّة، كون أنّ هناك انزياحات هامة جدّاً في الدور الذي يؤديه، باعتبار أنّ المشروع الذي كان جزء منه، أضحى من الماضي..
-عندما لم يستطع المشروع القضاء على الدولة السوريّة، من خلال إسقاط نظامها الوطنيّ، تفكّك تحالف العدوان، وأصبح هدفه أهدافاً، وهي أهداف ليست جامعة بالنسبة لأطراف تحالف العدوان ذاته، بمعنى أنّ أهداف “أردوغان” متناقضة مع أهداف “مملكة آل سعود”، وذلك عندما أصبح البحث جارياً عن ضحيّة تتحمّل المسؤولية عن الدم الذي غطّى المنطقة، وكان مسؤولاً عن صعود الإرهاب على مستوى المنطقة والعالم..
– من هنا نرى أنّ “أردوغان” يشتبك مع “آل سعود” في أكثر من موقع، وهو اشتباك يمثّل كلاً من “الأخوان” و”الوهابيّة”، باعتبار أنّ كلاً منهما يحاول دفع تهمة الإرهاب عنه..
-إنّ نجاح “الأخوان” أو نجاح “الوهابيّة” في حلقات الاشتباك القائمة الآن، يعني أنّ تركيا، أو “مملكة آل سعود”، أضحت جزء من قوى رئيسيّة، سوف تفرض قواعد استقرار المنطقة في المرحلة القادمة..
– من هنا نرى أنّ “أردوغان” الزاحف نحو الغرب، وتحديداً لخوض المعركة في “ليبيا”، يعمل جاهداً على هزيمة “الوهابيّة” هناك، باسم “الأخوان” الذين خسروا أكثر من معركة على مستوى المنطقة..
-إضافة إلى ذلك، يدرك “أردوغان”، أنّ نار ليبيا المشتعلة، قادرة على إخفاء مادة جريمته في سوريّة، وهو يحتاج إلى زجّها هناك، أمام حسم معركة إدلب لصالح الجيش العربيّ السوريّ، ونعني بالضبط ترحيله لآلاف المسلحين الذين كان يدعمهم ويدفعهم لإسقاط الدولة السوريّة..
-“أردوغان” الذي يبدو أنّه يدافع عن إرث “عثمانيّ”، فهو لا يعنيه ولا يقصده، وإنّما يحاول أن يدافع عن نفسه، باعتباره من جهة هُزم داخليّاً، وهو يحاول شدّ العصب القوميّ للشعب التركيّ، من خلال البحث عن أي إنجاز، ومن جهة أخرى يحاول أن يراكم ويوسّع ويعدّد ملفات اشتباكه، أملاً بإمكانيّة منحها إياه موقعاً جديداً يحميه من كونه أضحى “صيدة” الصراع الجديد..
-فتوغله في الأرض السورية، وذهابه إلى “ليبيا”، والمواجهة مع “وهابيّة آل سعود”، أو اشتباكه السياسيّ مع القيادة المصرية، كلّها ملفات لا تعبّر عن قوّة أو قدرة “أردوغان” على التحكّم أو التأثير في هذه الملفات، بمقدار ما هو استثمارٌ فيها دفاعاً عن وجوده ووجود نظامه، نظامه فقط، وليس وجود أو دور تركيا!!..