الأحد , مايو 5 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

خالد العبود: هل ينجح الأسد في تحرير تركيا من “الأمريكيّ”؟!!..

هل ينجح الأسد في تحرير تركيا من “الأمريكيّ”؟!!..

شام تايمز

-ما يبدو في الإعلام لا يعبّر حقيقة عمّا يحصل في واقع المواجهة الحاصلة على مستوى المنطقة والعالم، وهذه القاعدة كرّرناها ربّما عشرات المرّات، والأسباب موضوعيّة جدّاً، باعتبار أنّ المعركة وتفاصيلها لا تحتاج إلى بيانات صحفيّة، بمقدار ما تكون البيانات والاطلالات ذاتها جزء رئيسيّاً من المعركة وليس تعبيراً عنها..

شام تايمز

-في التفصيل المسكوت عنه، في هذه المرحلة من المعركة، أنّ هناك أدواراً تؤديها أطراف التحالف: “السوريّ، الإيرانيّ، الروسيّ”، والغريب أنّ الرئيس الأسد لمح لها في أكثر من إطلالة، غير أنّ البعض لم يستطع التقاطها، وهي أدوار غير متناقضة كما تبدو في الشكل، باعتبار أنّ هناك من أراد أن يصدّرها كذلك، وإنّما هي وظائف متبيانة تؤديها أطراف التحالف وصولاً إلى الهدف الاستراتيجيّ الأخير..

-بعد أن جمّع الرئيس الأسد “جبهة النصرة” في “إدلب”، وبعد أن حسم الجبهات الرئيسيّة على مستوى جغرافيا المواجهة في الداخل السوريّ، ورّط “أردوغان” بجبهة “إدلب”، من خلال تظهير “جبهة النصرة” في هذه المنطقة، والتأكيد على هويتها وعلى مرأى من العالم، فأضحى “أردوغان” أمام مأزق سياسيّ وفوضى كبيرة لا يمكن له إلا الاستقواء والاستثمار فيها من جهة، ومن جهة ثانية فإنّ أيّ استثمار له فيها يعني أنّه داعم لها، وهو ما وقع فيه فعلاً!!..

-تأكّد “أردوغان” من ورطته جيّداً، ووقع في الفخّ الهام الذي دفعه إليه الرئيس الأسد، فلم يستطع الفكاك منه، إلا بالهروب أماماً، باتجاه عناوين أخرى، أهمها العنوان “الكرديّ”، صانعاً منه تهديداً لتركيا، حاضراً ومستقبلاً، والعمل على هذا العنوان الذي سيمنحه إمكانية تجاوز الفخّ في “إدلب”!!..

-أدرك “الروسيّ” أنّ “أردوغان” وقع في الفخّ تماماً، فانسحب من العنوان “الكرديّ”، كما أنّ “السوريّ” استمهل في ذات العنوان، سعياً لجعله عنوان صراع “تركيّ – أمريكيّ”، فازداد التباعد والتناقض “الأمريكيّ – التركيّ”، في حين أنّ الحضن “الروسيّ” كان يزداد دفئاً بالنسبة لـ “أردوغان”!!..

-الرئيس الأسد التقط اللحظة، فلم يضغط على “أردوغان” في “إدلب”، واكتفى بالضغط عليها وحصارها بسيف ذي حدّين، الحدّ الأوّل جاء بتوقيعٍ دامغٍ أنّه يحاصر “جبهة النصرة” المرفوضة “أمميّاً”، والحدّ الثاني جاء بتوقيع حقّ دستوريّ وطنيّ، باعتبار أنّه يستردّ جزء من جغرافيا وطنية تسيطر عليها مجموعات إرهابية مهزومة!!!..

-كما أنّ “الروسيّ” التقط اللحظة أيضاً، وفتح ذراعيه لـ “أردوغان”، وهنا يبدو أنّ الموقف “الروسيّ” متناقضٌ مع الموقف “السوريّ”، في حين أنّ الأمر ليس كذلك، والحقيقة أنّ الرئيس الأسد يهزم “أردوغان” في واحدة هامة من حلقات المعركة الكبرى التي يخوضها، و”الروسيّ” يريد أن لا يقع “أردوغان” بشكل كاملٍ ويخرج من المشهد!!!..

-الرئيس الأسد يعمل على حسم المعركة التي يخوضها، من خلال إغلاق حساب “إدلب”، لكنّه من جهة ثانية يدرك جيّدا حسابات المنطقة الكبرى، كونه ضمن تحالف دوليّ وإقليميّ يريد ترسيم خرائط المنطقة في وجه “الأمريكيّ” الذي ينحسر ويتراجع دوره..

-هنا يبدو واضحاً كيف أنّ الرئيس الأسد يترك هامش المناورة بالنسبة لحليفه “الروسيّ”، في واحدة هامة، وهي في استعمال “أردوغان” من جديد، بغية هزيمته من جهة، والحفاظ عليه من جهة أخرى، وصولاً إلى الإبقاء عليه ضعيفاً لا يرتقي لمستوى “الحليف”، الذي يمكن أن يساهم في إعادة إنتاج خرائط المنطقة، كي يبقى بحاجة التحالف الصاعد الجديد، من جهة، ومن جهة أخرى، كي يبقى غير قادر على أن يكون أجيراً لـ “الأمريكيّ” من جديد!!..

-هكذا تبدو الأمور واضحة بعيداً عن الإعلام، فـ “الروسيّ” يسحب “أردوغان” من جيب “الأمريكيّ”، من خلال الحفاظ عليه ضعيفاً، كما أنّ “الإيرانيّ” يساهم في الحفاظ على “أردوغان” الضعيف سعياً للإبقاء على تركيا غير الأمريكيّة!!!..

-بهذا المعنى نرى أنّ الرئيس الأسد، لم يعمل على تأسيس تحالفه “الإقليميّ – الدوليّ، بغية هزيمة العدوان عليه، وإنّما وصولاً على طرد “الأمريكيّ” من المنطقة!!!..

-نعم.. مثلما طرد الرئيس القائد حافظ الاسد “الامريكيّ” من لبنان يوماً، وكان الرئيس بشار الأسد عموداً رئيسيّاً في خيمة المقاومة التي طردت “الأمريكيّ” من العراق، فهو اليوم يقود تحالفاً لتحرير تركيا من “الأمريكيّ”؟!!..
إنّه الجزء الهام من المعركة التي نعيش تفاصيل رحاها في هذه اللحظات!!..

خالد العبود

اقرأ أيضا: الرئيس الأسد يوجه دعوة الى الشركات الروسية

شام تايمز
شام تايمز