الجمعة , مايو 17 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

شمال سوريا يغلي.. ماذا سيحدث إذا اشتبك الأمريكيون مع الجيش السوري؟

شمال سوريا يغلي.. ماذا سيحدث إذا اشتبك الأمريكيون مع الجيش السوري؟

شام تايمز

أصبحت حماية القوات الأمريكية بشمال سوريا هي الشغل الشاغل للقادة الأمريكيين، في ظل تعقُّد الجبهة بهذه المنطقة، فهل تقع معركة بالخطأ بين القوى المتنافسة في شمال سوريا؟

شام تايمز

وكشف مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية أنَّ التحول السريع في استراتيجية الإدارة الأمريكية الخاصة بالوضع في شمال سوريا، ترك القادة العسكريين الأمريكيين هناك ينازعون لحماية قواتهم من موجة صعود متوقعة في عمليات الوحدات العسكرية التابعة لتركيا وروسيا وإيران والحكومة السورية، ووكلائهم.

وبات القادة الأمريكيون يعتقدون أنَّ هذه الجماعات المسلحة، إضافة إلى قوات الجيش السوري، تمثل تهديداً لها أخطر مما يمثله تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذي أُرسلوا إلى سوريا لمحاربته، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

تعليمات مشوَّشة تعرقل حماية القوات الأمريكية في شمال سوريا
وطلب القادة الأمريكيون خطوطاً إرشادية حول كيفية التعامل مع أي هجوم من مِثل هذا المزيج من الجماعات المسلحة، وضمن ذلك قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا، التي حاولت في الماضي استعادة السيطرة على أراضٍ من الولايات المتحدة.

لكن مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية كشفوا أنَّ القادة تلقوا من البنتاغون تعليمات مُشوَّشة.

وإلى الآن، تعتمد قيادة العمليات الأمريكية في سوريا بقوة على حدس القادة الصغار الموجودين على الأرض، والمكالمات التحذيرية من مسؤولين بروسيا وتركيا، وعمليات المراقبة الفوقية -التي تكون عرضة للفشل في الظروف المناخية السيئة- للمساعدة على تجنُّب وقوع مواجهات من مسافات قريبة مع القوات الأخرى بسهل نهر الفرات، حيث تتمركز أغلب القوات الأمريكية.

وفي هذا الصدد، قالت جنيفر كفاريلا، مديرة الأبحاث بمعهد Institute for the Study of War في واشنطن، «هذه القوات معرَّضة للخطر، ومن دون فهم واضح لطبيعة ما يُنتظَر منهم تحقيقه، ومن دون دعم سياسي من دولتهم، في حال قرر أحد خصومهم -وهو احتمال ليس ببعيد- مهاجمتهم. هؤلاء الأفراد منتشرون في واحدة من أخطر الظروف وأعقدها، وأسرعها تغيراً على الأرض».

وتأتي هذه المخاوف نتيجة قرار الرئيس دونالد ترامب سحب 1000 جندي أمريكي من سوريا، وفي ظل تدخل تركي بشمال سوريا في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبعدها بأسابيع، وافق ترامب على خطة البنتاغون باستبقاء 500 جندي فقط في مواقع عدة من مدينة الزور، لملاحقة عناصر «داعش».

وقال الرئيس ترامب وقتها، إنَّ الوجود الأمريكي هناك يهدف إلى «حماية النفط»، إلا أنهم في الحقيقة، بحسب مسؤولين عسكريين، يواصلون مهمتهم الأصلية المتمثلة في مطاردة فلول «داعش». ويستأنف الأمريكيون العمل إلى جانب حلفائهم من قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد.

ومع تقهقر القوات الأمريكية من مواقعها على الحدود السورية مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حذَّرت مذكرة عسكرية أمريكية، تناقلتها أيدي قواتها المنتشرة في المنطقة، من الصعوبات المرتقبة.

وجاء في الوثيقة، التي حصلت صحيفة The New York Times الأمريكية على نسخة منها، أنَّ «التعقيدات» المحيطة بالقوات الأمريكية بشمال سوريا «تضاعفت في الأسابيع الأخيرة، في ضوء زيادة الجماعات المعارضة السورية وفاعليتها وزيادة قوام قواتها تدريجياً في المناطق المحيطة».

وكان هذا التحذير جزءاً من موجة من تقارير الحالة والخرائط والبيانات الصحفية التي ترصد تحركات القوات العسكرية الروسية حول مدينة منبج السورية، وبدء العملية العسكرية التركية على طول الحدود السورية-التركية.

كيف ينسق الأمريكيون والروس عملياتهم العسكرية؟
وقبل اقتحام القوات المدعومة من تركيا منطقة شمال سوريا، التي كانت تخضع سابقاً لسيطرة القوات الأمريكية، كانت القوات الروسية والأمريكية هي المسؤولة عن تنسيق العمليات العسكرية في هذا الجزء من الدولة السورية، وقد فعلت ذلك على مدار ثلاث سنوات.

واعتمد الجيشان على خط هاتف «تفادي النزاع»، وحزمتَي تخطيط منفصلتين؛ باستخدام خريطة مقسَّمة إلى أجزاء، يحمل كل جزء منها رقماً وحرفاً، معروفة باسم لوحة التحكم، لتكون المرجع لهما, وهذا سمح لمسؤولي كل دولة بمعرفة أماكن عمليات الأخرى.

غير أنَّ دخول مئات من القوات المدعومة من تركيا إلى المعادلة، سرعان ما أربك هذا النظام القديم، وهو ما انعكس في حادث القصف التركي بالقرب من موقع أمريكي قريب من الحدود التركية-السورية في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

وفي واحدة من الوثائق العسكرية التي حصلت صحيفة The Times البريطانية على نسخة منها، كتبت السلطات الأمريكية عقب الهجوم: «لا يمكن أن نستبعد احتمال أن تخطئ القوات العسكرية التركية في تقدير أماكن تمركز القوة الأمريكية مرة أخرى».

وفي حديث إلى المُشرِّعين بلجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أمس الأربعاء 11 ديسمبر/كانون الأول، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك أسبر، إنَّ الوضع في شمال سوريا «استقر عامة»، إلا أنه حذَّر من أنَّ المقاتلين المدعومين من الأتراك ما زالوا «ورقة جامحة».

وأضاف أسبر أنه لا توجد خطط لسحب القوات الأمريكية من سوريا؛ إذ قال: «في الوقت الحالي لا توجد خطط تقييم عمليات لأتابعها».

من جانبهم، قال عديد من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية إنَّ الجيش الروسي أكثر موثوقية في مواجهة الصعوبات على ساحة المعركة هذه المتنازع عليها.

قوات الجيش السوري قد تتقدم تجاه مناطق النفوذ الأمريكي
ولتأكيد حقيقة أنَّ طبيعة ميدان المعركة في شمال سوريا تتغير باستمرار، قال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، في مقابلة أُجريت معه مؤخراً، إنَّ حماية حقول النفط قد يترتب عليها تحديات أكبر من قِبل قوات الجيش السوري غرب الفرات.

وأوضح الجنرال ماكنزي: «أتوقع أن تتقدم قوات الجيش السوري، في مرحلة ما، إلى تلك البقعة من الأرض».

واستطرد الجنرالي ماكنزي قائلاً إنه للوقت الحالي، القوات الأمريكية الباقية في شمال سوريا، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع عدة آلاف من أفراد الميليشيات المتحالفة معها والتابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ستكون قادرة على تنفيذ مهام «فعالة» لمكافحة الإرهاب ضد «داعش» في هذا الجزء من سوريا.

وأضاف الجنرال ماكنزي: «لدينا ما يكفي، لننفذ بنجاعةٍ خطة مكافحة إرهاب مع شركائنا، قوات سوريا الديمقراطية، ضد تنظيم داعش».

وأشار ماكنزي، في المقابلة، إلى أنَّ الولايات المتحدة تحتفظ بإمكانات قوية من الاستطلاع والقوات الجوية الرادعة، وأكد: «لدينا كل ما نحتاجه».

معركة دامية كشفت كيف تصرفت القوات الأمريكية.. فهل تعيد استخدام القبضة الحديدية؟
ان إمكانية أن تتحرك القوات السورية لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأمريكية، ليست أمراً جديداً.

ففي فبراير/شباط 2018، هاجم نحو 500 جندي سوري وعشرات المركبات، يدعمهم جنود روس، من حقل غاز كونيكو بالقرب من مدينة دير الزور.

واشتبكت معهم القوات الخاصة الأمريكية هناك (الكوماندوز)، ومعها القوات الكردية، تدعمها موجات من الطائرات الأمريكية.

وكانت هذه المعركة، التي استمرت ساعات، رسالة واضحة إلى المقاتلين الآخرين في المنطقة بأنَّ الأمريكيين سيحمون قواتهم الحليفة.

لكن المسؤولون العسكريون قالوا إنه عقب أشهر من الاضطرابات السياسية بواشنطن وموافقة ترامب على التدخل التركي، في أكتوبر/تشرين الأول، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت القوات الأمريكية، حتى مع تزويدها بمركبات برادلي القتالية المدرعة، ستقف وتقاتل مثلما كانت تفعل في الماضي.

وأضاف المسؤولون أنَّ مدرعات برادلي أُرسِلَت فقط في إشارة إلى تسوية الأوضاع، وليس بالضرورة لقتال الجيش السوري.

نيويورك تايمز

إقرأ أيضاً: مفاجأة.. بعد الكشف عن هوية قاتل “هبة ونور جبور” في القرداحة

شام تايمز
شام تايمز