الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ما وراء دُخان إدلب – تسوية، حسم، أم تسوية حاسمة؟

ما وراء دُخان إدلب – تسوية، حسم، أم تسوية حاسمة؟

شام تايمز

إعداد: علا منصور – نور الشربجي

شام تايمز

يتكاثف الدخان فوق محافظة إدلب، إذ يواصل الجيش العربي السوري عملياته لاستئصال التنظيمات الإرهابية هناك. يتراجع التصعيد أحياناً ويزداد حيناً في منطقة خفض التصعيد، إلا أن حدة الخطابات السياسية في ارتفاع مضطرد. فهل سيكون دخان إدلب أبيضَ، ينفرج لتظهر حلحلة في جملة العلاقات المتشابكة بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا وإيران والكرد والجهاديين و”إسرائيل”، وبطبيعة الحال سورية، أم ستستمر لعبة عضِّ الأصابع؟
مؤخراً، تعترض تركيا كثيراً على الهجوم السوري، بعد أن أثار صمتها تساؤلات حول إذا كان الهجوم جزءاً من اتفاق أستانا، خاصة وأن التقارير تشير إلى وصول الإمدادات الروسية إلى الجيش السوري عبر الأجواء التركية إلى حميميم. وباتت التساؤلات اليوم: هل لردة الفعل التركية الحالية جذور في الوضع الداخلي التركي، والتراجع الاقتصادي، وتدني شعبية أردوغان كثيراً، الأمر الذي ظهر بجلاء في خسارته إسطنبول في الانتخابات البلدية.
ملف إدلب غير منفصلٍ عن ملف شرق الفرات، وبالطبع عن الملف السوري بالعموم، خاصة وأن تركيا لم تتخلَّ تماماً عن موضوع “المنطقة الآمنة”، المرتبط بقضايا عدة من قبيل الأكراد في “وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية”، وما لديهم من أسرى، إرهابيين وغيرهم؛ وكذلك بفواعل عدة أولها الولايات المتحدة وأوروبا، وموقفهم من تركيا “الحليف الأرعن” في مواجهة الأكراد “الحليف المطيع”، إن جاز التعبير، وما انعكاسات ذلك كله على سورية، وإعادة إعمارها.
ففي إعادة الإعمار، ما تزال الولايات المتحدة مصرّة على عقوباتها، ومعها أوروبا، وإن كان موقف الأخيرة أكثر مرونة بعض الشيء، وقد يتأثر نسبياً بخطوات تقدم عليها روسيا لإيجاد إطار تعاون مع الأوروبيين في سورية، تقبل به دمشق ولا يتنافى مع مصالح موسكو. ترى معظم مراكز الأبحاث، الأمريكية بخاصة، أنّ تعاوناً كهذا بعيد المنال، بل وتصل إلى أن الاستثمارات في سورية لن تعود إلى ما كانت عليه بأي شكل من الأشكال. وهو موقف متوقع، فإعادة الإعمار إذا تمت بالطريقة التي تفكر فيها روسيا وسورية، تعني في المقام الأول تجاوز الدولتين للعقوبات الأمريكية، السلاح الاقتصادي الأمضى لدى الولايات المتحدة، بعد أن تجاوزتا جملة من أسلحتها السياسية والعسكرية.
لا يعني ذلك أن التعاون مع الأوروبيين بات مضموناً أو أن جانبهم بات مأموناً، فليس واضحاً بعد ما الذي يريده الأوروبيون بالتحديد، فهم يشترطون للمشاركة في إعادة الإعمار معالجة قضايا تتخصص بحقوق الإنسان ووصول المساعدات وعودة اللاجئين، وغيرها.
وهذا يدل على ارتباك أو غياب التقدير الصحيح للموقف، فعودة اللاجئين تتطلب ظروفاً اقتصادية واجتماعية تتجاوز الجانب الأمني الذي يتحدث عنه الغربيون، ولا يمكن تحقيق هذه الظروف دون أن تكون تدور عجلة إعادة الإعمار. أما القضية الثانية التي تبرر عدم شعور دمشق بالثقة حيال الأوروبيين هو ازدواجية المعايير “المعهودة” فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فما يقفون عنده في سورية يتغاضون عنه بالكامل في السعودية أو قطر وطبعاً في “إسرائيل”، ليظهر واضحاً ارتباط هذا الموضوع بأمور بمصالح سياسية واقتصادية.
ألا يرى الأوروبيون الجولان السوري ومحاولات سرقته بالكامل بعد احتلاله، بالتعاون بين “إسرائيل” وأمريكا، وهل تعاوُن الطرفين المذكورين فيما تسمى “صفقة القرن” لسلب الفلسطينيين ما تبقى لهم من حقوق خافٍ على أوروبا؟ كلّ ذلك يزيد من توجس دمشق، ويحدُّ من اندفاعها نحو اتخاذ خطوات أو تقديم تنازلات يطالبها بها الأوروبيون.
يُخطئ من يظن أن سورية هي الحلقة الأضعف في المشهد السياسي العسكري الاقتصادي القادم، فحربها باتت المحدد للعلاقات في الإقليم والمنطقة وما بعدهما، أضف إلى أنّ نَفَس دمشق طويل وتجيد اللعب في الوقت الضائع، وبالتالي لن تقدم تنازلات لا يتأتى عنها تحقيق مصالح حقيقية للسوريين.
مواضيعُ كثيرة ومتشابكة تقرؤون عنها في عدد حزيران/يونيو 2019 من تقرير «سورية في عيون مراكز الدراسات العالمية»، المتضمن أهم مقالات وأبحاث مراكز التفكير الغربية التي تناولت الحدث السوري، مقسمة على المحاور الآتية:
المحور الأول– إدلب وتشابك العلاقات والمصالح
تتناول مقالاته التطورات الحاصلة في الشمال على جبهة إدلب، والتصعيد السوري وردة الفعل التركية، والاحتمالات والمآلات التي قد تصل إليها المواجهة، والانعكاسات على العلاقات بين الفواعل هناك.
المحور الثاني– إعادة الإعمار: روسيا، أوروبا، و “العقوبات”
يعرض هذا المحور في مواده إلى محاولات روسيا تجاوز “العقوبات” الأمريكية لتحقيق إعادة الإعمار في سورية، كذلك للموقف الأوروبي ومطالبه واشتراطاته على دمشق، بالإضافة إلى آراء باحثين في مستقبل إعادة الإعمار في سورية.
المحور الثالث– الحرب السورية محدّدٌ للعلاقات التركية
يتحدث هذا المحور عن علاقات تركيا مع فواعل رئيسة في الإقليم مثل “إسرائيل” وروسيا، وارتباط هذه العلاقات بشكل مباشر وعضوي بالحدث السوري، ارتباط يمتد في حالات معينة إلى ما يتجاوز علاقات تركيا في المنطقة.
المحور الرابع– “إسرائيل” والغرب والحقوق في المنطقة
يتطرق هذا المحور في مقالاته إلى ازدواجية المعايير الغربية فيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان، فما تُحاسَب عليه سورية وإيران واليمن مثلاً، يتم التغاضي عنه في قطر والسعودية وبالطبع “إسرائيل” التي تحاول سرقة الجولان وسلب الفلسطينيين ما تبقى لهم من أرض أو حقوق.

مداد- مركز دمشق للابحاث والدراسات

شام تايمز
شام تايمز