الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل هي معركة تحرير إدلب الكبرى؟

هل هي معركة تحرير إدلب الكبرى؟

شام تايمز

عمر معربوني

شام تايمز

بحسب سير العمليات العسكرية يبدو واضحاً أن عمليات تحرير المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية ستستمر وإن على مراحل ، ففي ملاحظة طبيعة التقدّم الذي تحرزه وحدات الجيش العربي السوري مقابل انهيار خطوط الدفاع الأكثر صلابة في ريف حماه الشمالي تحديداً الغربي منه حيث عقدة الوصل الهامة مع سهل الغاب وجبل الزاوية الذي يُعتبر المعقل الأخير للجماعات الإرهابية ، إضافة إلى أنّ الجيش العربي السوري هو مَن يُمسك زمام المبادرة إن كان بما يرتبط بتحديد نقاط الإندفاع أو إختيار اتجاهات الهجوم .

على المستوى العام ليست خافية على الخبراء طبيعة المواجهة ومحاورها وهي برأيي ستكون مجموعة من المعارك وليس معركة واحدة ، وإختيار محور الإندفاعات الحالية في ريف حماه الشمالي يرتبط بتوجيه رسالة واضحة للجانب التركي حيث تتموضع جماعات إرهابية تابعة له وأغلبها ذات خلفية عقائدية إخوانية، يعوّل الجانب التركي أن تكون شريكة في السلطة السياسية مستقبلاً، وهو أحد الأسباب التي جعلته يذهب بعيداً في المناورة والمماطلة على أمل أن يتم صرف هذه المماطلة في البُعد السياسي سواء بما يرتبط ب ” لجنة الدستور “أو بما يرتبط بما يسمّيه الأتراك ” هواجس الأمن التركي”.
في هذه المعركة يبدو المشهد تكراراً لما حصل في حلب وما حصل في الجنوب، حيث أطلق الرئيس بشّار الأسد كلامه الشهير قبل تحرير الأحياء الشرقية بشهور في السابع من حزيران سنة 2016: “أردوغان سياسي أزعر وحلب مقبرة الطغاة “.
والكلام نفسه حصل قبل فترة بتاريخ السابع عشر من شباط 2019 عندما وصف أردوغان بالأخونجي والأجير الصغير عند الأميركيين. الهدف من التذكير بأقوال الرئيس الأسد هو المسار الذي سيرتّبه هذا الكلام على سير العملية العسكرية الحالية لجهة الحزم في الموقف ووضوحه وطبيعة المرحلة التي تسير فيها العملية، بعد زيارة الرئيس الأسد لطهران واجتماع القادة العسكريين في سوريا وإيران والعراق والتي تبعتها في اليوم الثاني زيارة وزير الدفاع الروسي لسوريا ، وهي أمور إن دلّت تدّل على حجم التفاهمات الحاصلة وأهمية الإنتهاء من الجانب العسكري والتفرّغ لترتيب البيت السياسي لدول محور مكافحة الإرهاب ، وفي نفس الوقت إرسال رسالة واضحة للجانب التركي بضرورة عدم الإغراق في المماطلة والسير في تسهيل العملية السياسية بشروط المنتصر ، مع مراعاة الهواجس التركية المتعلّقة بالملف الكردي وهي نفسها لدى سوريا والعراق وايران .
أما وأن العملية قد انطلقت فيبدو جليّاً أن تفكيك مكامن القوّة التركية هو الهدف الأساس بما يخدم جدول أعمال دول محور مكافحة الإرهاب ، ويعجّل في حسم تركيا لموقفها المتذبذب في أكثر من ملّف قدّمت فيه كل من روسيا وإيران الكثير من الصبر والحكمة والتي ستستمر بوتيرة ونهج مختلفين في المرحلة القادمة.
عسكرياً: تشكل معركة تحرير إدلب محطة مفصلية هامة ولكنها ليست تلك المعركة العسكرية المعقّدة بالنظر إلى ميزان القوى الحالي ، ولا حتى بالنسبة لعوامل المعركة نفسها التي تميل لمصلحة الجيش العربي السوري الذي يمتلك مفاتيح الميدان ، ويتحكّم بها بسبب نتائج معارك سابقة أهمها تحرير مناطق واسعة في جنوب حلب وريف حماه الشمالي الشرقي ووصول القوات إلى أبو الضهور، وتشكيل خط جبهي من جنوب غرب حلب حتى حلفايا في ريف حماه الشمالي مروراً بأبو الضهور بموازة خط آخر يمتد من مدينة محردة في ريف حماه الشمالي وصولاً حتى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي مروراً بأجزاء هامة من سهل الغاب.
هذان الخطان يشبهان فكّي كماشة يمنحا الجيش العربي السوري هوامش مناورة عالية جداً ويُلزما الجماعات الإرهابية على تشتيت عديدها ووسائطها النارية وحرمانها من عامل المؤازرة من محور الى آخر ، ولهذا السبب نرى وحدات الجيش تعمل على مشاغلة مواقع الجماعات الإرهابية على كل المحاور رغم التركيز الآن على جبهة ريف حماه الشمالي .
بالنظر إلى واقع الجبهات الحالي يمكن تقسيم خطي الجبهة الحاليين إلى أربعة محاور قتال أساسية هي :
1- محور حلب الشمالي – الغربي والذي يمتد من شمال مدينة حلب ممتداً بشكل قوسي حتى غرب المدينة ، ويشبه في مخاطره على حلب المخاطر التي كانت تشكلها الغوطة الشرقية على دمشق .- محور جنوب غرب حلب حتى جنوب شرق إدلب وهو المحور الذي يمكن للجيش العربي السوري من خلاله دفع القوات من الشرق إلى الغرب بموازاة الطريق الدولي باتجاه الزربة من نقاط تموضعه الحالية في الحاضر ، والوصول إلى مشارف مدينة إدلب عبر تفتناز وباتجاه مدينة سراقب من منطقة أبو الضهور، وتالياً إلى مدينة إدلب ومن سنجار إلى مدينة معرة النعمان عبر جرجناز وتل منس، والتقدّم أيضاً إلى خان شيخون من اتجاه أبو دالي ومدينة صوران .
3- محور ريف حماه الشمالي الممتد من صوران شرقاً حتى سهل الغاب غرباً وهو المحور التي تجري عليه العمليات حالياً في القسم الغربي ، والذي حقّق فيه الجيش تقدّماً كبيراً ويمكنه إذا ما طوّر العمليات من الإتجاه الشرقي نحو خان شيخون أن يضع كامل ريف حماه الشمالي داخل الطوق ومن ضمنها معاقل أساسية للجماعات الإرهابية كاللطامنة وكفرزيتا سواء من خلال تطويقها أو إجبار الجماعات الإرهابية فيها على الانسحاب باتجاه الشمال .
4- محور ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وأجزاء من سهل الغاب ترتبط العمليات فيها بشكل أساسي بالتقدّم أولاً نحو السرمانية وجسر الشغور والالتفاف نحو أريحا ليصبح جبل الزاوية بأكمله داخل الطوق .
هذا السيناريو من العمليات المتوقّعة قد يصطدم ببعض المعوقات السياسية وليس العسكرية ، ففي الجانب العسكري يمتلك الجيش العربي السوري ما يكفي من قوى ووسائط لتحقيق نتائج هامة فيه إن لناحية القوة النارية أو الحركية العالية للقوات وهوامش المناورة الكبيرة والواسعة على كل المحاور ، وهو أمر قد تعترضه مفاجآت يمكن لمسرحية كيميائي محتملة أن تكون أحد عناصر تأخير العمليات ، إضافة إلى مواقف تركية ما وبالتأكيد العمل على البُعد الإنساني كعامل لا يمكن تجاهله سواء بنتائجه المباشرة أو غير المباشرة .
حتى اللحظة لا شيء يُنبيء بتوقّف العمليات أقلّه بتحرير الجيش العربي السوري بدعم روسي مباشر للمنطقة المنزوعة السلاح بانتظار توافر ظروف أفضل لتحقيق التحرير الكامل .
الميادين

شام تايمز
شام تايمز