الأحد , أبريل 28 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ممرضة سوريّة نذرت حياتها للفقراء ووفرت عليهم دفع مئات الآلاف في الخارج!

ممرضة سوريّة نذرت حياتها للفقراء ووفرت عليهم دفع مئات الآلاف في الخارج!

شام تايمز

ثمّة أشخاص “يُثقّلون بالذهب” .. أشخاص لم يعرفوا سوى العطاء حتى لو كان المقابل لا شيء، لأنهم لا ينتظرون المقابل، مجبولون على حب الوطن وأهله وفقرائه ومستعدين لفني حياتهم في سبيل هؤلاء..

شام تايمز

رندا علي

الممرضة روعة نعمة حنا واحدة من هؤلاء، فهي لم تكتفِ بالقيام بعملها، بل أخذت على عاتقها تشغيل جهاز طبي متطور ومعقد ومعالجة المرضى عبره وإنقاذ حياة المئات من الفقراء الذين كان يمكن أن يكونوا في مكان آخر لولا روعة و”فضولها” وحبها اللامحدود لعمل الخير .

الجهاز الذي تعمل عليه روعة يسمى ( PASMA PHERESIS ) وهو جهاز طبي معقد يعالج العديد من الأمراض الصعبة التي قد تؤدي إلى شلل أو توقف الحركة عند المريض، حيث يعالج ( TTP ) نقص الصفيحات في الدم – والتسمم الدوائي – الدم المنجلي – زرع الخلايا الجزعية – والمرض الأكثر انتشاراً هو متلازمه غيلان باريه GUILLIAN BARRE YNROME

“هاشتاغ سوريا” زار مستشفى تشرين الجامعي باللاذقية للاطلاع على آلية عمل الجهاز وكيفية استخدامه، والتقى المسؤولة عن العلاج بهذا الجهاز الممرضة روعة حنا نعمة.

تقول روعة: يقوم الجهاز بعملية تنظيف الدم من خلال Plasma pheresis وهي عملية تنقية الدم من المضادات الذاتية، ويساعد الجسم على التخلص من حالة المناعة الذاتية، والعلاج يشمل كل الأعمار.

الجهاز مصدره ألماني وكان موجودا في مشفى الأسد الجامعي باللاذقية قبل عام 2016، وكانت تكلفة جلسة العلاج تكلف 75000 ل.س بينما يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى 7 جلسات، تختلف حسب الوزن والطول و”الهيماتورين” .

تروي روعة حكايتها مع الجهاز فتقول: في عام 2017 انتقلت إلى مشفى تشرين الجامعي حيث كان وزير الصحة في جولة على المستشفى، فطلبتُ منه نقل الجهاز إلى مشفى تشرين لتكون المعالجة مجانية، لأن أغلب الناس لا يستطيعون دفع أجور الجلسات، وتمت الموافقة، وبدأت المعالجة المجانية، في ذلك الوقت كان هناك جائحة تصيب الأطفال ممن تتراوح أعمارهم من 15 إلى 17 عاما، فبدأت روعة العمل بمفردها لإنقاذ هؤلاء الأطفال على مدار 24 ساعة لأنه في أغلب الأحيان كانت تأتيها حالات في منتصف الليل وتضطر لإجراء الجلس .

وبالرغم من عدم وجود طبيب مختص بالعلاج، إلا أن الممرضة روعة استطاعت استخدام الجهاز المعقد من تلقاء نفسها، وذلك من خلال مراقبتها للمهندس المختص بتركيب الجهار وتجريبه، وهي اليوم تقوم بإجراء عمليات الصيانة وتصليح الجهاز بمفردها.

تقول: كان الدافع الأساسي هو حبي لمهنتي التي أعتبرها مشرفة وأخلاقية، والأهم كان بالنسبة لي مساعدة الفقراء الذين يحتاجون لدواء أو لعلاج.

ولأن الجهاز نادر وغير متوفر في معظم المحافظات، فقد كان يقصده للعلاج مواطنون من أغلب المناطق السورية (حمص، حماة، اللاذقية، طرطوس ومناطقها).

وتحدث الموقع مع إحدى المريضات اللواتي كنّ يذهبن للعلاج في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت قبل أن تعلم بوجود الجهاز في مستشفى تشرين الجامعي باللاذقية. تقول المريضة إن الجلسة الواحدة كانت تكلف في بيروت 800 ألف ليرة سورية، ما يعني توفير مبالغ هائلة على المرضى.

أحصت الممرضة روعة عدد الجلسات في هذا العام بـ 51 جلسة مختلفة ما بين تسمم دوائي، نقص صفيحات الدم، و”غيلان باريه” .

وأكدت ان الجلسة تكلف المستشفى معدات بما يقارب 100 الف ليرة سورية كثمن الدارة التي تتبدل مع كل مريض، و سيرومات مختلفة، وبعد إنهاء الجلسة يُجري المستشفى الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم وجود أي عارض جانبي جراء العلاج، مؤكدةً أن جميع الحالات التي خضعت للعلاج كانت نتائجها ممتازة وإيجابية بنسبة 100% .

إحدى زميلات روعة، الممرضة عبير البناوي أثنت على عمل روعة، مشيرةً إلى أنه عندما تعرضت روعه لنوبة قلبية أجرت على إثرها عملاً جراحيا، وتم تركيب شبكه قلبية لها، إلا أن ذلك لم يمنعها من ترك سريرها عندما احتاج أحد المرضى بشكل إسعافي للمعالجة على الجهاز ، هذا الموقف دفعها بعد ذلك لتعليم أحد الأخصائيين في التخدير على استخدام الجهاز.

الأخصائي مالك درمش أتقن خلال فترة وجيزة العمل على الجهاز، وبدأ بمزاولة العمل ومساعدة روعة في العمل على الجهاز، وحاليا تعمل روعة على تجهير كادر متكامل قادر على استخدام الجهاز نظراً للعدد المتزايد من المحتاجين للعلاج.

بقي أن نشير بأن راتب الممرضة روعة لا يتعدى 40 ألف ليره سورية ، ومجموع المكافآت التي تتقاضاها خلال عام كامل لا تتجاوز 100 ألف ليره سورية، أما “الإضافي” فلا يتجاوز 20 ألف ليرة سورية سنوياً ، مع هذا كان يأتيها عروض كثيرة، إلا أنها فضلت أن تعيش بكرامة في بلدها الذي يحتاجها لأنها تؤمن بأن بلدنا يستحق أن نضحي من أجلة ، وأن الله انتخبها لخدمة الفقراء، فهي في النهاية واحدة منهم تشعر بهم وبأوجاعهم ولن تتردد في خدمتهم طالما بقيت قادرة على ذلك.

شام تايمز
شام تايمز