لماذا لا يغرّد المسؤولون السوريون؟
قالت وزيرة الاقتصاد السابقة د. لمياء عاصي إن السياسيين المشهورين في العالم يبدون أراءهم حول قضايا تشغل الرأي العام من خلال “توتير” أو “فيس بوك” أو “انستغرام” لأن هذه المنصات والبرامج تستطيع أن توصل المعلومة أو الرأي بنفس اللحظة لملايين الناس دون أي تشويه أو إضافة.
لكن عاصي ترى بالمقابل “أنّ موضوع الفيس بوك وتوتير ما زال يُستخدم في سورية من قبل الوزراء لغايات اجتماعية بحتة (معايدات أو تعازي)، ولا يستخدم من أجل نشر معلومة، أو بيان رأي، أو توضيح مسألة”.
وتضيف الوزيرة السابقة في حديثها لصحيفة “الأيام” السورية أن الوزير ليس لديه وقت للتفاعل مع الناس والرد على مشاكلهم. لكنه يستطيع أن يوصل لهم رسالته أو رأيه بقضية معينة، أو أن يستخدم منصات التواصل ليشرح وجهة نظر حول أمر ما. وهذا ما كان يقوم به حاكم مصرف سورية المركزي السابق الدكتور دريد درغام عبر نشر بعض البوستات حول السياسة المالية والنقدية السورية.
من جهته، يرى النائب في البرلمان نبيل صالح “أنّ مسؤول متوسط يلزمك موافقات ووساطات لعبور ثلاثة أبواب قبل رؤيته”، ويتساءل قائلاً: “كيف يمكن للمسؤول أن يجلس مع الشعب مباشرة على وسائل التواصل من دون حماية وأبهة!؟ مضيفاً أنّ رأي الناس آخر هم المسؤولين، في حين أنّ مرضاة من عيّنوهم هو ما يقلقهم”.
ورغم رفض معظم الوزراء والمسؤولين لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات للتعبير وشرح ما يحدث من حولهم للسوريين، إلا أنّهم لا ينفكّون عن الحديث حول الحكومة الإلكترونية ومزاياها وضرورتها لتبسيط الإجراءات المعقدة – رُبما بِفعل قراراتهم- يؤكد النائب نبيل صالح، “أنّ بعض المسؤولين لديهم مواقع وصحف مُخصصة يومياً لأخبارهم، بينما لا نرى شكاوى المواطنين على وزاراتهم ضمن صفحاتها”.
ويكمن السبب في عدم استخدام وسائل التواصل من قبل المسؤولين وفقاً ل د. لمياء عاصي، “إلى ثقافة التواصل الرسمي، والكتب الرسمية التي سادت لفترة طويلة حيث لم نخرج بعد من ثقافة (عدم نشر أي معلومات عن أي شيء) واعتبار ثقافة التعتيم هي الأسلم والأصح”. في حين يرى النائب نبيل صالح أنّ “بنية الخطاب الحزبي ما زالت تهيمن على المؤسسات وتعيد إنتاج الماضي في دائرة مُفرغة”.
وبحسب “الأيام” فإنه بتصفح سريع لموقعي فيس بوك وتوتير، يمكن ملاحظة أنّ الأغلبية العظمى من المسؤولين لا يستخدمون هذه التطبيقات، وأنّ أغلب المسؤولين السوريين ينشطون على الفيس و/أو توتير مجرد خروجهم من دائرة المسؤولية والعودة لحياتهم الطبيعية، كما أنّ هناك عددا كبيرا من المسؤولين لا يعرفون استخدام هذه التطبيقات الاجتماعية بطريقة احترافية، أي لديهم ضعف في استخدام التكنولوجيا، وربّما يخافون من الردود.
مقابل ذلك وعند التوجه لعدد من المكاتب الصحفية في بعض الوزارات، ردتَّ هذه المكاتب بنفس الإجابة والرؤية لناحية أنّ هذه الصفحات غير رسمية، ولكن حضور وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على التأثير فرض التعامل معها، ما اضطرهم لإنشاء صفحات فيس بوك للوزارات، تختص فقط بنقل أخبار الوزارة والوزير وفي أغلب الأحيان لنقل زياراتهم ومهامهم الميدانية.
مدير المكتب الصحفي في وزارة الثقافة، جوني ضاحي أفاد “لأيام”، بأنّ وزير الثقافة بَعيد عن وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم الاكتفاء بصفحة الوزارة على الفيس بوك، للتعامل مع مختلف القضايا التي تخص عمل الوزارة. في حين نقل المكتب الصحفي في وزارة الاتصالات المعنية مباشرة بموضوع الحكومة الإلكترونية، وعن أي خلل في وسائل التواصل الاجتماعي، اعتذار وزيرها عن الإجابة على الأسئلة المتعلقة بموضوع استخدامه لوسائل التواصل.