الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سكان بناء مهدد بالانهيار في دمشق: إما الموت تحت السقف أو الشارع

سكان بناء مهدد بالانهيار في دمشق: إما الموت تحت السقف أو الشارع
“ليس أصعب من أن يتحول السقف الذي يحميك إلى مصدر خطر حقيقي عليك، إلا أن تجد نفسك في الشارع بكل ما تعنيه الكلمة.. هذه هي خياراتنا”.
كانت تلك كلمات ساكن مكلوم، يتحدث من أمام بناء مهدد بالانهيار في أي لحظة، وبداخله ماضيه وحاضره ومستقبله وآماله وأحلامه، حتى الأخيرة لم يعد لها مكان. لم يكن يريد ترك المكان، كغيره من القاطنين، لم يتركوا المكان، حتى وسط طاقة الذعر التي تملؤه، وتهدد بانهيار مباغت في أي لحظة، كما يقول الأهالي.
لقد أخلت محافظة دمشق البناء المؤلف من خمسة طوابق، الواقع في منطقة مكتظة من حي المزة 86 في دمشق، أحد أكبر مناطق السكن العشوائي، أو ما يسمونه رسميا بـ “مناطق المخالفات”.
كارثة متوقعة
بدأ البناء بالتشقق منذ يومين، وصدرت عنه زمجرة أشبه بالانفجارات، ورغم استقراره النسبي اليوم، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا للسكان الذين لا يعولون كثيرا على الجهات الرسمية المختصة كي تساعدهم.
يتعامل الناس في الحي مع الأمر بنوع من التسليم بالقضاء والقدر.. ونعم بالله! “ليس بالإمكان إلا انتظار القدر”، وعلى الرغم من الانهيار الوشيك في أي لحظة، إلا أن الحياة تستمر وكأن الأمور على ما يرام. يمارس السكان حياتهم كالمعتاد.. حركة السير المعتادة، وحركة البيع والشراء في المحلات المجاورة منتعشة كما هي، بل إن بعض قاطني البناء يقولون إنه لولا أفراد المحافظة، وإخراجهم لقاطني العقار عنوة، لما خرجوا.. ما الفرق بين الموت في الداخل أو الموت في الخارج.. الموت واحد، والرب واحد.. هكذا يقول لسان حالهم.
لكن لأفراد المحافظة رأي آخر.. أخرجوا السكان عنوة، وأغلقوا باب البناء بالشمع الأحمر، فظل السكان في الشارع يراقبون حياتهم وأشياءهم بينما يحتفظ بها البناء المهترئ، الذي يزمجر ويعدهم بالانهيار في لحظة مجهولة خائنة. رفض معظهم الذهاب إلى ما يسمّونه “مراكز الإيواء”.. ماذا عن الأطفال، ماذا عن المدارس، بل قل ماذا عن المبنى الذي يحمل داخله كل حياتهم.
لا يزال أحد الساكنين يداوم في محل استأجره في بناء ملاصق للبناء المهدد، يقول إن إجراء المحافظ بإخلاء البناء جيد، لكنه يتساءل بعد ذلك: “هل هذا كل ما بجعبتهم؟ هل هذا كل ما استطاعوا أن يدعموا به السكان المساكين؟”.. وبشأن تأمين مأوى لأولئك السكان، يتساءل صاحبنا: “إلى متى سيستمر الوضع على هذا النحو؟ متى سنعود إلى بيوتنا؟ وهل سنعود؟”.
غزة محفوض، أرملة كانت تعيش في منزلها الذي اشترته منذ 6 سنوات، تقول إن تشققات بدأت تظهر في البناء منذ 6 أشهر، وجاء مهندسو المحافظة، ونصحوا السكان بنزع خزانات المياه، لأن الحمل زائد على البناء.. ففعلوا.
منذ يومين، صوت انفجار غير طبيعي.. تقول محفوض: “نظرت إلى السقف، فرأيت التشققات وكأن البناء على وشك الانهيار.. منذ ليلة أمس وأنا في الشارع، يريدون أن أذهب إلى مراكز الإيواء.. لكني لم أقبل”.
مختار حي المزة 86، مازن صافتلي، يقول لـ RT إن مهندسين من المحافظة عاينوا البناء وقرروا إخلاءه، وتأمين مسكن بديل، ويشدّد على أن البديل ليس مركز إيواء، بل بناء من تسعة طوابق في منطقة دمر الشرقية، ولكل عائلة غرفة مجهزة بالاحتياجات الأساسية. أمّا بصدد مدارس الأطفال، فسوف تؤمن المحافظة وسيلة لنقل التلاميذ يوميا، ويرى أن السبب الذي دفع البعض إلى رفض عرض المحافظة، قد يعود إلى أن لديهم أقارب في المنطقة يسكنون عندهم حتى إيجاد حل نهائي.
سكان بناء مهدد بالانهيار في دمشق
ما طبيعة الحل؟
يقول المختار إن المحافظة شكلت لجنة مختصة وأنها ستضع تقريرا حول السلامة الإنشائية للبناء، ليتم العمل بمقتضى التقرير.
أبنية أخرى تحت التهديد
في الحي نفسه، هناك أبنية أخرى ومنازل مهددة بالانهيار، فالمساحات غير صالحة للبناء أصلا، والبناء عشوائي كما اتفق، والأرض ذات مغاور وتجويفات، وسبق أن شهدت المنطقة انهيارا في التربة وسط أحد الشوارع، ما أحدث فجوة كبيرة وأدى إلى انهيارات جزئية في الأبنية المجاورة، ما جعل محافظة دمشق توجّه إنذارات للسكان بإخلاء المنازل المتشققة والمهددة بالانهيار، وتقدم لهم منازل في منطقة أخرى مقابل أجر شهري، إلا أن بعض أصحاب البيوت لم يغادروا بيوتهم، رغم الخطر الماثل في أي لحظة.
أسامة يونس ـ روسيا اليوم

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز