السبت , مايو 18 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

مواسم الحج الى دمشق بدأت

مواسم الحج الى دمشق بدأت
على طبق من خيبة.. تقدم أمريكا لنتنياهو هدايا رأس السنة وهي تحزم حقائبها للخروج من سورية بخفي «هزيمة»، تصل شتائم المعارضة الإسرائيلية إلى بيت نتنياهو وغرفة نومه، فالانسحاب الأمريكي من سورية فشل سياسي وأمني لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وصفعة مذلة تلقاها نتنياهو بصمت بعد أن استخدم كل دهاء الصهاينة ومكرهم ليقنع ترامب بالعدول عن قراره، لكن الرئيس الأمريكي لا يود المشي في جنازة جنوده الخارجين من سورية بالتوابيت،
قد أدرك بعد فوات الأوان أنه «ليس شرطياً في الشرق الأوسط» وليس حارساً أبدياً على بوابة «إسرائيل» وأمنها: «نقدم لهم المليارات فليحموا أنفسهم».
تتراكم الاستقالات على مكتب ترامب بعد قراره بالهروب الأكبر الأمريكي من سورية، لكن التاجر الأمريكي يحسبها جيداً من منطق الربح والخسارة ولا تعنيه رؤية الدولة العميقة لتأثير قراره السلبي في استراتيجية أمريكا في الشرق الأوسط، ولن يقف طويلاً عند «زعل» الدول الخليجية بعد أن ملأ جيوبه وخزائنه من أموال آل الإبل، أما «ماتيس» المستقيل فليبلط البحر أو ليجد لنفسه مهنة أخرى يمتهنها ولا عزاء له إلا ما قاله أحد مستشاري ترامب المستقيل من البيت الأبيض قبل أشهر: «لو بقيت هناك لأمضيت بقية عمري في مستشفى المجانين»!. مر طعم التفاح الجولاني في فم نتنياهو هذه الأيام، وهو يرقب تقدم الجيش العربي السوري نحو شرق الفرات ويفرك عينيه جيداً وهو ينظر إلى العلم السوري المرفرف في سماء منبج.. مرة قهوة زوجته «سارة» في صباحات الهزيمة وهي تذكر زوجها بما قاله شارون: «عندما نتراجع خطوة واحدة إلى الوراء فلن تبقى هناك إسرائيل» لذلك أرسل وابلاً من صواريخ الغدر إلى دمشق ليخفف من علقم الهزيمة، ولكن هيهات فقد تحولت إلى أشلاء متناثرة في سماء العاصمة العصية على الانحناء. تغير الزمان يا نتنياهو ومن حاولوا رمي أخيهم «يوسف» في جب التآمر يلتفون حوله اليوم، أما وصلتك الأخبار و«التغريدات» التي تقرّ بأن سورية بوابة السلام وأن دمشق درة العرب وعز الشرق أوله وآخره.
تغير الزمان وسقط الخونة في شر أعمالهم لا تسمع لهم صوتاً إلا لشتم ترامب ولعنه بعد أن أطلق عليهم رصاصة الرحمة ومضى غير آسف على شيء.. هؤلاء لا يملكون اليوم سوى بيانات بائسة يتلونها في المنفى بعد أن راهنوا طويلاً على «إسرائيل» لأنها تمثل «لحظة الرجاء للسوريين.»!!
كانوا ينتقلون من بلاط إلى بلاط يتسولون الأعطيات، من قال لهم: إن المتسولين يصنعون التاريخ ويقودون الثورات، بعضهم من ائتلاف الخردة البشرية كان يراهن على أردوغان باشا السفاح، اليوم يبحث هؤلاء عن مستقبلهم داخل صناديق القمامة.
يرتدي العرب وجهاً جديداً للتعامل مع دمشق بعد أن أدركوا أن السوريين الخارجين من عشب الأرض وملح الصخر مزقوا أسطورة «داعش» ورفعوا للكرامة العربية راية ساطعة على جبين الأمة.. قدر السوريين أن يكونوا أسياداً لأنهم أذلوا الصهيوني في السماء وأحرجوا الأمريكي على الأرض وهم ماضون في قهر المستحيل، فأي غيث تنتظره الأرض في زمن المعجزات؟
سورية اليوم تنتظر عودة ابنها الضال بعد أن مد للأمريكي في الشمال جسوراً وظن أن أمريكا تحفظ الود وتصون العهد، لكن ترامب قال لأردوغان قبل تنفيذ قراره بالخروج من سورية: لك «داعش».. وأراد أن يقول له ولك الأكراد أيضاً!!
لا خيار أمام هؤلاء سوى العودة إلى حضن يتسع للسوريين جميعاً فأردوغان يسن أسنانه بذريعة الدفاع عن الأمن القومي والتركي في مواجهة الأكراد.
لا خيار أمام العرب جميعاً سوى الاعتذار ومصافحة دمشق.. جارة الأبدية، أما الذين يجدون رجاءهم في الغريب «ويهيلون الذهب عند أقدامه فلن يجدوا من يهيل التراب عليهم».
صمدت سورية رغم أنهم عقروا ناقتها وأباحوا دمها لكنها تنهض اليوم من تحت الرماد لأنها آمنت أن «العالم لا يحترم المذبوحين بل يحترم المحاربين» فحاربت وانتصرت وأثمرت شهداء وسنابل مجد.

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز