السبت , مايو 4 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ماذا فعل الأسد حتى اتحد الخليج مع إسرائيل ؟

ماذا فعل الأسد حتى اتحد الخليج مع إسرائيل ؟

شام تايمز

يامن أحمد

شام تايمز

إن فكرا لايرصد من أقاصي المشهد الإقليمي حثيث أفكار العدو في دهاليز مخططاتهم ولا يداهم غياهب عقولهم لن يكون بمستطاعه إجتياح المجهول كما سيل شمسي يخلي الليل من آخر مواقعه فما من جهاد أقدس من جهاد الأدمغة التي تلد التفسير العاصف بالحقيقة. نحن في قلب منطقة إختفت منها الجاسوسية ليس لسموها الفكري بل لأن سوق عقول أهلها إلى الضياع كان موفقا مع أوليائهم فلسنا بحاجة لننتظر ربع قرن كي يقول لنا الجاسوس خفايا ماجرى فقد بات العدو مع صغاره يمارسون أفضل هواياتهم وهي العمالة في العلن .ولهذا فإن تحركات العدو مع صغاره توجب علينا أن نفسرها عبر البحث عن حقيقة المتغيرات التي يشكل العدو طرفا فيها بحثا عن بقائه فنحن في حرب معلنة عنوانها لدى الجميع ( البقاء ) ولهذا لابد أن ننقب عن الحقيقة في مناكب المشهد الذي يتلو علينا طلاسم غيبه ويطالب عقولنا بفك عقدها .كما أنه لا نصر مقدسا إن لم يرمم الفكر أنقاض العقول وإلا فسوف ننصب العجز وليا على زوالنا وإماما على صلوات معتقداتنا الوجودية وتصبح الأمة نسيا منسيا . إنني لا أريد مبارزة شقيقا في أمتي قد إبتلع عقله غول الفتنة حتى سالت في شرايين كلماته دماء قابيل بل أريد أن أنتصر له فكريا عند هزيمة عدوي الحقيقي به .فنحن على مشارف مشهد تاريخي قميء تقترن فيه معاشر الأقزام والعملاء مع لقطاء اليهود في مشهد إتحدت فيه الجهالة مع الخبث والرضوخ مع الهزيمة مخافة مجيء المتغيرات الغيرعادية .

فجميع الكرنفالات التي تقام للعدو الصهيوني في أنحاء الخليج وغيره توحي إلى العقل بتشكل قوة إتحادية باطنها عسكري نووي وظاهرها حلف إقتصادي حديدي يواجه رسوخ دمشق في قلب محور ثري بعقوله وإقتصاده وإنتصاراته على محور اسرائيلي أعرابي إشتهر في هزائمه فمن يدرك بأنه في مواجهة مع جوع مادي وجودي فإن هذا لسوف يعيده إلى سيرته الاولى ويفرغ أحشاء صحرائه من النفط وسوف لن يقترن مع الشيطان بل سيكون عبدا له كي يبقى فمن إعترف بأنه إعتنق و مارس الوهابية الدموية بأمر من البريطانيين والأمريكان سوف يعتنق أي ديانة مادية عند الحاجة إليها لأنه في المعتقد الديني كان منافقا فكيف هو الحال في إختيار المذاهب المادية الإستراتيجية فهو حقيقة لن يختار تل أبيب قرينا بل آلهة يقدم أرضه لها قربانا لحمايته فإن عدوا جبانا و متخما بالقنابل النووية سوف يسعى بالتأكيد لتغليف كيانه المنهزم بمن حوله بعد أن كان يحيا عزلة العداء إلا أنه يحيا حالة جذب الشعوب له قبل حكوماتهانتيجة سعي الحكومات المعتنقة لليهودية طوال المدة السابقة في الحرب التحريضية المذهبية فماهي تلك الحرب إلا الطريق الأوحد كي يصل هؤلاء إلى الإتحاد العلني مع العدو الصهيوني ومانشاهده اليوم ليس تطبيعا ولا مجرد علاقات بل هوإتحاد فإسرائيل الكبرى إنتهت في العراق ودمشق فعليه يجب أن يولد في الضفة المقابلة إسلامائيل الكبرى فمن يريد أن يبقى الخليج قويا ولو رحلت أمريكا عليه أن يقترن مع تل أبيب لتشكيل تلك القوة في مواجهة المد المقاوم ومواجهة فنائه الذاتي عند فناء جبروت قوته النفطية.فكل مايحدث لدى الطرف الآخر يمثل ردا على إنتصار كوكب يدعى دمشق .كوكبا أحدث عاصفة ضوئية إخترقت قرونا من الكذب والهراء والجحود والمكر و قذفت بأرواح الظلاميين إلى عصر النور حيث تعرى الجاسوس من جاسوسيته وإنسلخ العملاء من قشورهم لإسعاف إسرائيل من عظائم النصر الدمشقي.
كما أن إعطاء تيران وصنافير للسعودية ليس تنازلا مصريا للسعودية فقط وتخليا بل هي معرفة عميقة بأن تحصين السعودية ومن ثم تل أبيب يعني تحصين الدولة المصرية العميقة أي منظومة كامب ديفيد التي جعلت مصر تمارس دورها ضمن الأوزان المفقودة على كافة حدودها ومحيطها فمصر ليست موجودة بل منظومة كامب ديفيد التي تحكم مصر .اليوم هو يوم المواجهات الأخيرة من حروب إثبات الوجود ولم يعد هناك حياد أو إعتدال بل هناك وجود أو لاوجود.

نحن أمام مرحلة ردم الفوالق الإقليمية والمحلية من قبل جميع الاطراف فلا بد من تطعيم الجسد الإسرائيلي المرتعب بجرعة الأمان التي لايجدها إلا في الخيانة الأعرابية والعربية..
والرؤية تتوجه نحو هذه الفوالق والتحولات للتمحور القديم المتجدد لدى الحلف الغارق من تأثيرات الحروب ولهذا سوف نشهد مع الكلمات التالية حقيقة المشهد الذي يجذب لنا الصور من خلف مسافات الحرب..

كنت قد تحدثت سابقا عن الإمتزاج السعودي الإسرائيلي قبل أن يظهر إلى العلن مع بعض خفاياه واليوم أؤكد كيف تم نصر دمشق وهل حقا بأن دمشق ضربت المنطقة بزلزال المتغيرات فماالذي حصل؟؟

إن نظرتم جميعا إلى الكيان اليهودي سوف تشاهدون أن أمانه في ظل إقتتال العرب والمسلمين ولكن هل كان هذا الأمان هشا أم كان متينا ؟؟ نقول : هو متين عندما يتوسع الكيان على كافة الصعد وهو هش إن بقي محاصرا ضمن “حدوده ” فكيف يكون هذا ؟؟ هي ليست تساؤلات بل إجابات تقول:

إن محورا هزم أمريكا في العراق عبر الدعم الدمشقي المباشر وهزمها في جنوب لبنان عبر الدعم السوري العملياتي المباشر أيضا هو محور لن يقف ليشاهد بقايا زواله فإن تراكم الهزائم في قاموس الوجود الصهيوني تعني الفناء ولابد من الرحلة في مواجهة الهزائم ولايمكن أن تنتهي رحلة المواجهة عند حدود الكيان أي أن زمن المواجهات المصيرية على أرض فلسطين قد ولى لأن الصهيوني أيقن بأنه أية مواجهة ستكون لصالح الطرف المقابل والسبب هو رؤية الإسرائيلي التي قرأت في تحرير الجغرافية السورية التي تفوق مساحة الكيان بمرات بأن زوال كيان تلك المساحة أصبح أكثر من ممكن ولأن سوريا قبالة إسرائيل وجب أن يكون الخليج كله قبالة إيران لإحداث توازن جديد عبر التماس العسكري البارد الذي يراد منه حماية تل أبيب والسعودية ثم إن الضربات التي وجهت إلى إيران في الأهواز تخط رسائل الشكل المحوري الجديد للمنطقة ولهذا كان لإيران رسائل الرد عبر الإستهداف الصاروخي لمعاقل الإرهاب السعودي في أقصى الشرق السوري .لايمكن أن ننظر دائما للمتغيرات من أعين المنتصر أي من أعين دمشق بل من اعين المهزوم وهزيمة العدو لاتعني أن نثق بهزيمته بل أن نبحث عن كيفية تلقيه للهزيمة فالحرب القادمة لن تشبه باقي الحروب وإن أعظم الردود على حقيقة هزيمة الإسرائيلي هو الإتحاد الخليجي الإسرائيلي هذا الإتحاد الذي سوف نلحظه ينمو بسرعة على عكس ماحلم به العرب في إتحادهم ضد العدو الصهيوني ..

لقد تم تدمير نواة إسرائيل وعزلها عن إستراتيجية الإنتصار على أرض فلسطين ولهذا لامفر من الإتحاد الأعرابي اليهودي ردا على أعظم هزيمة تعرضت لها إسرائيل فإن طرحت الهزيمة عبر التحليل العسكري سوف تشهد بأن العنصر الصهيوني خسر ذاته القتالية كليا أمام الذات القتالية للجندي السوري وهذا ماشرحته في كتاب ( جراحة في قلب الجحيم ) وعليه فإن العسكري الصهيوني هو نواة إسرائيل وليس السلاح النووي لأن العنصر البشري إن فقد في المعارك لا نفع للسلاح وإن تفوق بتطوره وقوته التدميرية فلا بد من وجود العنصر العسكري .

ولهذا لابد من إعتقال ثقة العسكري اليهودي التي فرت من جحافل أشباح الهزائم وإعادتها من اغوار الخوف عبر إيجاد (حلفاء ) الإمتزاج الشعبي “الفكري” المصيري وليس الدبلوماسي المرتبط بالعلاقات الحكومية حصرا فهم يريدون اليوم أصدقاء وأخوة في المصير يتقاسمون العداء المشترك ضد دمشق وطهران وعلى الصهيوني أن يطرد أشباح الهزيمة من كل بيت ومستوطنة ودماغ يهودي عبر التوسع في وجوده “المدني” و قواعده العسكرية ولن يتأخر في إقامة قواعد عسكرية على كافة أراضي الخليج ..

لو لم تكن وجهة دمشق أبعد من الجولان لما سجدت المنطقة بأسرها للمتحولات وأعلنت الإمتزاج الشعبي قبل السياسي مع الكيان الصهيوني فهذه الزلزلة الهيستيرية العلنية لحكومات المنطقة وبخاصة الخليج ومعهم الجزء الضائع من شعوب المنطقة دليل صارخ على أن دمشق لم تكن تطلق طوال اربعين عام مضت طلقة واحدة على جبهة الجولان بل على كافة الجبهات وإلا لماأعلن الإتحاد المصيري المشترك بين اليهود وآل سعود إلا لهزيمته العالمية الكبرى فمامن عاقل يقرأ حقد قبيلة سعود على الأسد والسوريين جميعا إن لم يكن طرفا مهددا لوجودهم الذي يؤاخي الوجود الصهيوني مباشرة وهذا ما اعترف به ترامب عندما قال (لولا السعودية لكانت إسرائيل في مأزق كبير ) … فدمشق لم تهدد وجود الكيان اليهودي ببقائه فقط بل و هزمت المحور المقابل الذي بدأت هزيمته بإنسحاب القوات الأمريكية من العراق ونكرر ذكر قول الصهيوني ديك تشيني:( لن يمر إنسحاب القوات الأمريكية من العراق دون معاقبة الأسد) ..

لم يظهر الإتحاد الخليجي الصهيوني مصادفة ولم يكن لتلك الوقاحة الأعرابية أن تمتلك جرأة الخيانة إلا بعيد تفجر ثورات الربيع العربي التي تكفلت بجعل إسرائيل قلب العروبة النابض فهذا ماأنجبته ثورات برنار ليفي وما أرادت تحقيقه فعندما تثور شعوب الجهل والحقد لابد من أن تصبح الخيانة معتقدا دينيا .إلا أن إنتصار دمشق على المحور المقابل هو من فرض عليه الإتحاد العلني بعد أن كان سرا أي أن دمشق قادت المواجهات إلى العلن بعيد أن كانت سرا وهذا مايؤكد بأن الحرب الوجودية أعظم من أن تحصر في جبهة الكمائن ( الجولان) التي يشتهي الطرف الأخر حصر الإشتباك عليها وفيها لتكون دمشق ضمن حلبة صراع ضيقة وليس في ضواحي بغداد وجنوب لبنان وفلسطين .لقد تبين لنا بأن ما أوصل الطرف الآخر إلى ماهو عليه اليوم من الإتحاد المصيري (الخليجي واليهودي) ليست هي الطلقات التي لم تطلق في الجولان بل هي القذائف والصواريخ التي عبرت الجولان وقصفت تل أبيب والتي فجرت الميركافا في 2006 وصهرت الدبابات الأمريكية في ضواحي بغداد. إنها سياسات البعد المقاوم التي لم تحِد عنها دمشق ودمشق وحدها ليست كل المحور المقاوم بل هي قلب هذا الجسد وأعظم مافيه ..

شام تايمز
شام تايمز