الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ما لاتعرفه عن بلقيس زوجة نزار قباني

ما لاتعرفه عن بلقيس زوجة نزار قباني

شام تايمز

بلقيس الراوي هي الزوجة الثانية للشاعر السوري نزار قباني وأم أولاده، ولدت في الرابع والعشرين من شهر آذار سنة 1939م في مدينة الأعظمية على نهر دجلة في العراق، ووالدها جميل الراوي مؤسس الحركة الكشفية في العراق الأمر الذي ساهم في نشأتها في بيت يقدس الخدمة العامة ويهتم بشؤون الوطن.

شام تايمز

لقاء بلقيس مع نزار قباني

بعد أن أنهت بلقيس دراستها الثانوية تم تعيينها بأمر من وزارة المعارف ككاتبة في إدارة المدارس الثانوية، وباشرت بلقيس عملها في مدرسة متوسطة الجمهورية للبنات، وهناك التقت مع نزار قباني لأول مرة ضمن فعالية لطلاب المدارس الثانوية، ووقع نزار في حبها وذهب ليطلب يدها، إلا أن طلبه قوبل بالرفض لخوفها من مغامراته النسائية ولعدم رغبة عائلتها بتزويج ابنتهم من شاعر يتغزل بالنساء، مما أدى إلى إصابة نزار قباني بالإحباط وتركه للعراق.

زواج بلقيس من نزار قباني

دعي نزار قباني في سنة 1969م إلى مهرجان المربد الشعري الذي أقيم في العراق، فاستغل الشاعر هذه المناسبة ليحدث الجمهور عن محبوبته من خلال تأليف قصيدة خاصة بها ومطلعها:

مرحباً بك يا عراق، جئت أغنيك

وبعض من الغناء بكاء

أكل الحزن من حشاشة قلبي

والبقايا تقاسمتها النساء

ولاقت القصيدة إعجاب وتعاطف الجمهور العراقي وغير العراقي معه، وأرسلت الحكومة وفداً رفيع المستوى لوالد بلقيس لخطبتها إلى نزار، فوافق والدها وتزوج نزار قباني منها وسافرا إلى إسبانيا.

بلقيس الزوجة

رزقت بلقيس من نزار قباني بطفلين هما زنيب وعمر، واستطاعت أن تبث روح الأمومة التي افتقدها نزار في زوجته الأولى، وكانت تتعامل بحكمة مع معجباته وتعلم بأنه كتب شعره بها وأنها ملهمته الوحيدة، وفي عيد زواجهما العاشر كتب فيها نزار:

أشهد أن لا امرأةً أتقنت اللعبة إلا أنتِ

واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملتِ

وقلمت أظافري،

ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنتِ

اغتيال بلقيس

عملت بلقيس في الملحقية الثقافية في السفارة العراقية في بيروت، وفي الخامس عشر من شهر كانون أول سنة 1981م تم تفجير السفارة العراقية في بيروت وتوفيت بلقيس في التفجير، وكان من بين من حضروا للبحث بين الأنقاض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي ظل يبحث وسط الأنقاض لمدة 15 يوماً، وبعدها جلس ليحكي حكايتها وقصة تدربها على يده وأيدي آخرين على حمل السلاح ومشاركتها في معركة الكرامة سنة 1968م في صفوف الجيش الأردني والمقاتلين الفلسطينيين، كما حزن عليها نزار قباني حزناً شديداً ونظم فيها قصيدة بلقيس التي تعتبر من أطول القصائد المرثية التي نظمها.

ما قاله عنها ياسر عرفات

يقول نزار قباني عندما رجعنا من الجنازة (بلقيس) الى مكتب ابي عمار ، بدأ القائد الفلسطيني يتكلم عن بلقيس الراوي وقال:

في آذار 1968 ، وكنا خارجين من معركة (الكرامة) ، جاءتني الى منطقة الاغوار في الاردن فتاة عراقية فارعة القامة، تجر وراءها ضفيرتين ذهبيتين.. وطلبت مع زميلاتها في ثانوية الاعظمية للبنات في بغداد ، تدريبهن على حمل السلاح ، وقبولهن مقاتلات في صفوف الثورة الفلسطينية.

وبالفعل اعطينا الفتيات العراقيات ، ومن بينهن بلقيس ، بنادق ، واخذناهن الى ساحة الرمي حيث تعلمن اطلاق الرصاص، واساليب القتال. وكانت الفتيات سعيدات بملاسمة السلاح ، وكنا سعداء بأن تنضم الى الثورة الفلسطينية هذه الزهرات من ارض العراق.

ودارت الايام وكتب لنا القدر ان نواصل نضالنا في لبنان ، كما كتب لبلقيس أن تعمل في سفارة العراق في بيروت. وذات يوم ، كنت مدعوا للعشاء لدى احد الاصدقاء في بيروت ، فاذا بالفتاة ذات القامة الفارعة ، والضفيرتين الذهبتين .. التي جاءتني متطوعة الى الاغوار قبل عشر سنوات تدخل … وتدخل معها ذكريات نصرنا الجميل في( الكرامة ) وتصافحني بحماسة رفيق السلاح.

ويتابع نزار قباني بأن ابوعمار التفت له، والدمعة عالقة باهدابه ، وقال مخاطبا نزار: هل تعرف يا نزار أن الفتاة التي تزوجتها انت، فيما بعد ، هي رفيقة السلاح التي جاءتنا الى الاغوار في اذار 1968، واكلنا معها خبزاً .. وزيتوناَ .. وبيضا مسلوقاً؟ لذلك يا اخي يا نزار ، نحن نشيعها كمناضلة فلسطينية .. وندفنها الى جانب الشهداء الفلسطينين، ونلفها بالعلمين العراقي والفلسطيني ، تكريما للارض التي اطلعتها، وللثورة التي نذرت نفسها لها. ان بلقيس الراوي لم تكن زوجتك، بقدر ما كانت ابنة الثورة الفلسطينية.

شام تايمز
شام تايمز