الأحد , مايو 19 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

بن سلمان في دمشق أم شاه إيران؟

بن سلمان في دمشق أم شاه إيران؟
عندما تشبّه الصحافة الاميركية السعودية الآن، بشاه ​إيران​ في سبعينيّات القرن الماضي، فهذا يعني الإعتقاد أن مصير المملكة، سيشبه مصير الشاه الذي سقط في اواخر تلك الحقبة، لتفرض ثورة الإمام الخميني الجمهورية الاسلامية التي تحكم إيران حتى اليوم.
أسباب التشبيه لا تعود فقط الى حادثة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية بإسطنبول التركية، بقدر ما هي إستعادة لكل المحطّات السياسيّة التي يتحكّم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لم تكن سياساته لا الداخلية، ولا الاقليميّة او الدوليّة موضع ثقة الدولة الاميركية العميقة، التي تعتبر ان بن سلمان هو أكثر من حليف للرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​، عبر صهره جاريد كوشنير. لذلك أتت العمليّة الاستخباريّة السعوديّة الفاضحة بحق خاشقجي، تشكّل السبب المباشر لإرتفاع الأصوات الأميركيّة ضد “ممارسات بن سلمان”. ما اضطر ترامب الى التدرّج في رفع السقف ضد حليفه، لغايات اميركيّة، في صراعه المفتوح مع الدولة العميقة. هي المعركة بين الأميركيتين، ورأسماليتيهما، لكنها تتدحرج الى الأطراف الاخرى. كانت روسيا في صلب الصراع الاميركي-الأميركي، واليوم اصبحت السعودية. الفارق بين موسكو والرياض، ان في العاصمة الروسية رجل دولة محنّك هو الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يملك القدرة على التفاوض والتلاعب، وإبراز عناصر القوة، كما فعل في القرم وسوريا، من دون أيّ تراجع، كأنه يقود امبراطوريّة عظمى، بينما بدأت الصحافة العالميّة تسلّط الضوء على بن سلمان، وتدعو الى اقالته بعد محاسبته.
الفارق ايضاً، أن بوتين لم يهزّه الصراع مع تركيّا، فلم يستطع رئيسها ​رجب طيب اردوغان​ احراجه، ولا كسره، ولا اجباره على التراجع في سوريا، بينما يضع اردوغان السيف على رقبة بن سلمان، الآن، ويتدرّج في الضغط، من دون ان يحزّ حتى الآن.
لن يكتفي اردوغان برشوة ماليّة، بل سيطالب بالمزيد، من زيادة الاستثمارات السعوديّة في تركيا، الى فرض فكّ الحصار عن قطر، الى محاولة التضييق على الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي.
لم يأتِ من فراغ، تصريح رئيس تحرير صحيفة “يني شفق” التركية المقرّبة من حزب العدالة والتنمية، إبراهيم قراغول، عن أن “تفاصيل ارتكاب جريمة خاشقجي، أصبحت أموراً ثانويّة، أمام واقع أن فريق الإعدام الذي نفّذ الجريمة يتبع “لإدارة الدولة السعودية” بشكل مباشر.
خطورة اتّهامات انقره، والاندفاعة التركيّة لإبتزاز السعوديين، لا ينفع معها ما قاله بن سلمان عن العلاقة الايجابيّة مع اردوغان. فالرئيس التركي سيضرب تحت الحزام السعودي، بالتدرّج. ومن هنا يأتي تأكيد الصحافة التركيّة المقرّبة من اردوغان أنه “يجب تحميل أبوظبي والرياض مسؤولية مخطّطات كبرى في المنطقة، تتخطّى عمليّة إعدام صحافي، والنقاب يكشف الواحد تلو الآخر عن علاقات القوّة وتصفية الحسابات والمخطّطات السريّة على المستويين الإقليمي والدولي، لتظهر تفاصيل في غاية الدهشة”.
تنوي تركيا ابقاء الكتاب السعودي مفتوحاً، وكلّما اقفل بن سلمان فصلاً، فتحت له فصلاً جديدا. ما يفرض على السعوديين عدم الاتكّاء على واشنطن، ولا القبول بالكلام عن الحماية الاسرائيلية لها.
فهل يكون الحلّ في دمشق، حيث يكمن الردّ على الابتزاز التركي، من خلال تحسين العلاقة مع سوريا؟ تجربة بوتين تؤكّد ان هكذا حلول، هي التي تواجه المطامع التركية بالأموال العربيّة. خصوصا أنّ الامارات قادرة على اعادة وصل الريّاض بدمشق، والتخطيط لبناء المرحلة الجديدة، عندها سيجد بن سلمان ان الشعوب العربيّة مدّت يدها اليه، وساعدته في صدّ الهجوم التركي المتدرّج.
النشرة بتصرف

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز