السبت , مايو 18 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

السوريون لحكومتهم: لا للحجب

السوريون لحكومتهم: لا للحجب
دراسة حجب مكالمات الصّوت والفيديو عن طريق النّت أقلق جميع المواطنين السّورييّن دون استثناﺀ ، والمبرّرات الّتي أطلقها الدّكتور إباﺀ عويشق مدير الهيئة النّاظمة للاتّصالات لهذا الإجراﺀ هي مبرّرات لا تعني المواطن السّوريّ ولا تهمّه ولا يستطيع أيّ عاقل أن يدافع عنها مهما كانت الأسباب.
الاتّصالات علّلت هذه الدّراسة بأنّ مكالمات الّنت (صوت +صورة) تؤثّر سلباً على إيراداتها، وهذا واقع لا يستطيع أحد إنكاره في ظلّ لجوﺀ الجميع إليها والسّبب لا يخفى على أحد وهو ارتفاع كلفة الاتّصالات العاديّة القطريّة والدّوليّة والخليويّة مقارنةً بدخل الفرد، وهنا لن تنفع جميع الادّعاﺀات الّتي تقول أنّ كلفة الاتّصالات في سوريّا هي الأقل مقارنةً بدول الجوار ، هذا صحيح ولكن يجب أن تترافق هذه المعلومة بأختها التّوأم وهي أنّ الرّواتب والأجور في سوريّا أيضاً هي الأدنى بالمطلق من جميع دول الجوار، لذلك تبدو هذه المقاربة “المقارنة مع دول الجوار” سخيفة و غير مقنعة.
جميع دول العالم، المتحضّرة منها والمتخلّفة، الغنيّة والفقيرة، تعطي الأولويّة للتّقنيّات الحديثة في الاتّصالات وفي مقدّمتها الإنترنت ولم يعد اعتماد شركات الاتّصالات فيها على المكالمات العاديّة، بل على نشر الإنترنت بأوسع نطاق ممكن لأنّه سمة العصر وهي لم تلجأ قطعاً إلى حجب الاتّصال المسموع والمرئي عن طريق الإنترنت برغم وقوعها في نفس مشكلة انخفاض الإيرادات المتأتيّة من المكالمات العاديّة، بل لجأت إلى حلول أخرى ولم تعالج المشكلة بمشكلة أكبر.
في منطق السّوق تلجأ الشّركات إلى تخفيض أسعار منتجاتها الكاسدة كحلّ تشجيعي على تصريفها، ومن نفس المنطق قد يكون تخفيض قيمة الاتّصالات العادية (محلّي وقطري ودولي وخليوي) هو حلّ مناسب لتشجيع المواطن السّوريّ على استخدامها مجدّداً دون أن يحسب حساباً لفاتورته خاصّةً أنّه يحبّ (التّقريش).
حلّ المشكلة يجب ألّا يكون من جيوبنا وعلى الحكومة أن تجترح حلولاً لا يكون فيها المواطن هو الحلقة الأضعف كونه لا يمتلك خيارات أخرى إذ لا توجد شركات اتّصالات منافسة ممكن أن يلجأ إليها المواطن كبديل إلّا إن كانت الحكومة تهدف فعلاً إلى استفزاز المواطنين بقرارات تثقل الكاهل والجيب وتجعل الحياة أكثر صعوبةً وإيلاماً ممّا هي عليه.
نرجو كمواطنين أن تخلُص تلك الدّراسة المشؤومة إلى قناعة إنسانيّة لا إلى مكاسب ماليّة، كما نرجو أن تستمزج آراﺀ الشّعب (المعتّر) بعد أن تتحسّس نبض الشّارع فكثرة الضّغط تولّد الإنفجار.
حكومتنا الرّشيدة ، كوني معنا لا علينا.
المصدر: دمشق الآن – بشار كاسر يوسف

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز