سوريا, المعلّمة الى قسم الشرطة وتلميذها للعناية المشددة.. فكيف تم حل القضية ؟
لم تكن المعلمة (ج . ر) تتوقع في لحظة غضبها من الضجيج الذي يثيره طلابها في الصف وانفعالها وردة فعلها لإسكات الطلاب أن يؤدي بها التهور والتسرع إلى أن تأخذ الأمور منحى سلبياً يسيء إليها وإلى سلوكها التربوي والمهني الذي شهد كثير من زملائها بتميزها فيه وكفاءتها في تدريس الطلاب، لكن كفاءتها تلك لم تشفع لها أمام التسبب في إدخال تلميذها محمد العناية المشددة.
ففي مدرسة ضاحية قدسيا الثانية للبنين قامت المدرسة المذكورة بسحب الطالب محمد الحبال من مقعده ودفعه خارج الصف بعد أن أثار حفيظتها التشويش الذي أحدثه بعض الطلاب على زملائهم أثناء الحصة الدرسية لمادة الاجتماعيات في الصف الثامن، ولسوء حظ الطالب أنه كان هو من يتحدث مع زملائه أثناء التفاتتها لهم، فقامت بسحبه من مقعده ودفعه ليخرج من الصف، ما تسبب بسقوطه على حافة مسرح الصف وتسبب له بالنزيف في الطحال وأدخل على إثر ذلك إلى العناية المشددة في مشفى المواساة الخيري. أحيلت المعلمة إلى قسم شرطة المزة في منطقة الشيخ سعد بعد الادعاء الشخصي عليها من أهل الطالب. عن ملابسات تلك الحادثة والمتابعة لها التقتينا الأطراف المعنية بالموضوع، حيث أكدت مديرة المدرسة نور كتعة أن المعلمة لم تكن تقصد إيذاءه، فهي معلمة متميزة بين زميلاتها ويشهد لها الجميع بأخلاقها، وهذا ما أكده جميع الطلاب والمعلمات اللواتي التقيناهم.
وأوضحت مديرة المدرسة أن الطالب لحظة خروجه من الصف راجعها في غرفة الإدارة ليخبرها بأن المعلمة طردته من الصف من دون إخبارها عن دفعها له، فأرسلته بدورها إلى المرشدة الاجتماعية بدأ الطالب يشكو من ألم في بطنه، وأصابته حالة إقياء، وتم إخبار أهله ونقله إلى المشفى، وكانت المعلمة (ج . ر) غادرت المدرسة مع نهاية الدوام، ولم تكن تعلم ما حصل من مضاعفات لحالة الطالب، فأخبرتها المديرة بما حصل لمحمد وأنه في العناية المشددة، وحسب قول المديرة فإن المعلمة مصدومة مما سمعت، إذ لم تكن تتوقع أن يصل الموضوع إلى هذا الحد وتلك المضاعفات، وبعد ادعاء الأهل على المعلمة تمت إحالتها إلى قسم الشرطة وأوقفت هناك.
حضرت إلى المدرسة لجنة من مديرية تربية ريف دمشق ومن نقابة المعلمين للاستماع إلى أقوال الطلاب والمعلمات في المدرسة للمعالجة.
في المشفى
وزارت المديرة وزملاؤها المشفى وحضر أهل المعلمة وقدّموا اعتذارهم لأهل الطالب وأبدوا استعدادهم لما يطلب منهم. وبعد اطمئنان والدة الطفل وأهله على أنه تجاوز الخطر ويستطيع العودة إلى مدرسته عدّوا الموضوع قضاء وقدراً ولا موجبات لبقاء المعلمة في التوقيف فتنازلوا عن الادعاء الشخصي بحق المعلمة وتم الإفراج عنها بعد اتفاق الطرفين.
الطبيب المشرف على حالة محمد أكد أن الفحص الأولي ونتائج فحص الإيكو لحالة محمد لحظة وصوله المشفى أشارت إلى ملاحظة وجود سائل أحمر بكمية كبيرة في البطن وبكمية خفيفة حول مسكن الطحال، ولكن بعد متابعة حالته تجاوز مرحلة الخطر وأصبح وضعه طبيعياً، وفضل بقاءه في المشفى إلى صباح اليوم التالي للمراقبة فقط، ولضمان عدم حدوث مفاجآت أو أي حالة طارئة وأوضح أنه بعد الاطلاع على التحاليل والفحوصات فإن الوضع الصحي لمحمد مستقر.
مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج أكد أثناء زيارته للطالب في المشفى والاطمئنان على وضعه الصحي أنه ستتم متابعة الموضوع بشكل خاص حسب الأنظمة والقوانين، وستتخذ الإجراءات اللازمة والمساءلة بحق تصرف المعلمة، وأشار إلى ضرورة وجود علاقة الاحترام المتبادل بين المعلمين والطلاب في المدارس ووزارة التربية حريصة في ظل وجود الأعداد الكبيرة في الصف الواحد على سلامة الطلبة في كل مراحل التعليم.
المصدر: تشرين