الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سائق يروي تفاصيل عملية نقله المسلحين إلى إدلب

سائق يروي تفاصيل عملية نقله المسلحين إلى إدلب

شام تايمز

ماهي الأمور التي يتعرض لها سائقو قوافل نقل المقاتلين الرافضين للتسوية إلى “إدلب”؟

شام تايمز

رهان حبيب

«نزل ركابك.. تعبئة»، جملة فقدت طابع المفاجأة عند كثير من سائقي البولمان الذين يذهبون بموجب التعبئة إلى المناطق التي تشهد تسويات، لاصطحاب المقاتلين الرافضين للتسوية إلى وجهتهم الجديدة “إدلب” بكل ما تثيره هذه الكلمة من رعب عند السائقين الذين لا يعلمون شيئاً عن مصيرهم اللاحق بعد إيصال مقاتلي الفصائل والكتائب الإسلامية المعارضة.

يروي أحد سائقي شركة “الشهباء” للنقل العائدين من “إدلب” لـ”سناك سوري” تفاصيل الرحلة المجهولة، فيقول: «تلبية للطلب على إحدى الحواجز بين “دمشق” و”السويداء” نزل ركاب الحافلة وجلهم من الطلاب المتجهين إلى امتحاناتهم في منطقة بعيدة عن العاصمة بمنطق دبروا حالكم، وانتقلت ومرافقي إلى وجهة جديدة وفق التوجيهات. أين؟ وكيف؟ ومتى؟ أسئلة لا مكان لها وقد لا تجد بعض الدقائق لتخاطب شركتك وتعلمهم بالمهمة الجديدة التي تقتضي التجاوب مع خطة جديدة تستمر عدة أيام البداية هنا، والنهاية تكتب لصاحب العمر الطويل».

في بداية الرحلة لابد من التخلي عن الجوال بشكل نهائي بعد أن تجري آخر مكالماتك مع عائلتك لتخبرهم أنك ذاهب في مهمة كل السيناريوهات فيها محتملة، يقول السائق ويضيف: «سرت وفق توجيهات القافلة في طرق وعرة تشق مناطق كانت موقع لعمليات عسكرية عنيفة، توقف هنا.. انتظر.. افتح الباب.. أسرع.. وعداك عن تنبيهات الرصاص التي تزيد الرعب لعابر إلى المجهول، هو أنا ومرافقي وخلال ساعات يتجسد المجهول بمسلح صعد عنوة إلى حافلتي وبات يملي علي أوامره إنقل هذه المجموعة وأترك تلك، هو يأمر بقوة السلاح وأنا لا أملك إلا أن أوافق».

بلا ماء أو طعام.. الحافلة تتحول إلى سجن!

لم يكن يخطر ببال السائق أن تمتد رحلته لأيام وليالي معتقداً أنها تقتصر على عدد محدد من الساعات، يضيف: «في رحلتي الأولى مع المسلحين المغادرين إلى إدلب كانت أقرب مسافة بيننا وبين آخر وجبة طعام يوم ونصف من الخوف والترقب بلا نوم أو استقرار في مكان آمن، رحلة مرهقة جعلتني أستجيب لطلب المسلح لعل في ذلك اختصار لمعاناتنا جوع وتعب وخوف فرض سطوته، فقد يكون في خلافي معه أذى أكبر هي لحظات رأيت فيها عائلتي أولادي وأمي بانتظارهم وخوفهم. هل أعود؟ كان سؤال بلا إجابة ففي هذا المكان لا حماية لافريق مهتم ولا سطوة إلا للسلاح».

وفي الرحلة الثانية واجه السائق بعض العراقيل قبيل انطلاقه، يضيف لـ سناك سوري: «في رحلتي الثانية واجهنا معيقات الوصول وكانت عملية إنجاز الاتفاقات تتعثر ففي ساعات يطلب منا الانطلاق، وفي غيرها نضطر للانتظار في مكان محدد ساعات وساعات في مناطق غير مخدمة، لم نكن لنطلب الطعام من أي جهة لكننا أيضا لم نتمكن من شراءه ونفذ الماء منا مرات عدة، وكانت النتيجة أن تتحول الحافلة لسجن مؤقت مدته ساعات أو أيام وأنت وحظك؟».

الجهات المعنية تمنحك وقود الوصول أما الرجعة فهي على مبدأ “دبر راسك”!

انتهت مهمة السائق الصعبة أوصل المسلحين وعوائلهم، وعاد ليكتشف حجم معاناة الرجوع أيضاً، يضيف: «كانت مكافأة العودة انتظار إضافي للتزود بالوقود، حيث اكتشفنا أن رحلة نقل المسلحين مغطاة بالوقود لحين إتمام المهمة وإن نفذ الوقود فعليك مخاطبة الشركة لتنقذك وتنقذ الحافلة، حتى وإن كانت حافلتك من “السويداء” التي تبعد عن مدينة “حمص” مئات الكيلومترات حيث توقفنا، لننتظر في العراء ساعات هي بالحقيقة مدة وصول فريق الشركة ليمدنا بالوقود ونعود إلى “السويداء” بعد عناء أيام تتمنى فيها إمك ما كانت ولدتك؟».
سناك سوري

شام تايمز
شام تايمز