الإثنين , أبريل 29 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سوريا: حرب وشيكة و شاملة ضد الفساد

سوريا: حرب وشيكة و شاملة ضد الفساد

شام تايمز

ناظم عيد
يتوقع مراقبون ألّا تتأخر حرب عنيفة تشنّها الدولة السورية ضد “معاقل” الفساد والمفسدين، بعد أن فرغت الدولة – تقريباً- من حربها ضد الإرهاب، لتكون الحرب الثانية هي الأولوية الوطنية المتقدّمة التي ستوضع على قاعدة المعالجة قريباً.

شام تايمز

ويرى هؤلاء أن مكافحة الفساد تبدو اليوم شرطاً لازماً للانطلاق المتوازن باتجاه مشروع إعادة إعمار سورية، برؤية متجددة تستدرك كل الشوائب التي خلّفتها أو ضاعفتها الأزمة وخصوصيات الظرف الصعب الذي استمر لأكثر من سبع سنوات.

فقد شهدت سورية أخطر أنواع الفساد في هذا العالم، لا لجهة الممارسة بل لجهة الظرف العصيب الذي مرّت فيه وعبرت منه..الحرب مع الإرهاب وبالتالي الحرب مع منظومة دول عظمى متعاضدة متكافلة، وكان الفساد سلاحاً أكثر فتكاً من قناصات داعش والنصرة وسلسلة “جوابي الآفاق” والمرتزقة المتهافتون من كل حدب وصوب.

في هذا السياق تحضرنا رواية واقعيّة مؤثرة، من المفيد سردها لعرض مفارقة حقيقية ببعد وجداني معبّر…يُحكى في سالف عقود هذا البلد العريق – سورية – أن رجلاً دائناً لرجل آخر، انتابه التوجس والريبة من تأخّر المدين على موعد تسديد دَينه لأيام وشهور، فشدّ الدائن راحلته قاصداً من في ذمته ذلك المبلغ المرقوم لا استرداده.

وبعد ارتحال أيام وصل الدائن إلى ديار المدين، ووجده يتلقّى العزاء بفقيدٍ من عائلته، فقدّم واجب العزاء وسأله عن حاجة لمزيد من المال ليعطيه، مؤجلاً العتب واللوم وموعد إبراء الذمة، وعاد أدراجه رافضاً ما يشبه “الغناء في مجالس العزاء”.

من غابر الأيام إلى أيامنا هذه، نقف أمام حالة تحوّل مخيفة في المزاج وفي وجدانيات بالغة السوء استحكمت بالفاسدين والمفسدين، ففي سورية “أمنا” ذاتها عايشنا منعطفاً حاداً يحمل في طياته ما لا نستبشر منه خيراً في خصال بعض أبناء هذا البلد، وجدوا ” أمهم جريحة” وشرعوا ينهشون لحمها على وقع الحراب ..حراب الغزاة الرعاع، فكانوا شركاء فاعلين في محاولة التركيع والنيل من كرامة بلدهم الذي انتصر ولم يركع.

اليوم اندثر العدوان وانكفأ الإرهاب، وبقي بيننا الذين طالما كسروا خواطر المأزومين – وكلنا مأزومون – و أبدوا فصولاً قذرة وضروباً مريبة من “الغناء في مجالس العزاء”، وباتت الحلقة المكملة للانتصار على الإرهاب، هي محاسبتهم وتنظيف البلاد منهم، مسؤولين كانوا أم رجال أعمال مهما ادعوا وزعموا من أشكال “التضحية والفداء”، وبالمناسبة هم بارعون في تدبيج المواقف الكلامية و إعلان الاصطفافات الوطنية، فهذا جزء لا يتجزأ من عدّة استمرارهم وتماهيهم مع الحالة الوطنية، التي كان لها رجالاتها الشرفاء على المستوى الشعبي الأفقي ، وعلى المستوى العمودي في قوام رجال الدولة بسلطاتها المتعددة.

لم يعد من اللائق بنا وببلد طاهر التراب عزيز السيادة كسورية، أن تلوكنا ألسن المنظمات العالمية ووكالات التصنيف، لتشتمنا بترتيب متقدّم على لا ئحة الدول الأكثر فساداً في هذا العالم، فإن كانت هذه التصنيفات مسيّسة، وتعتمد في آليات عملها معايير تتعلّق بنسبة الفساد إلى الناتج الإجمالي في كل دولة، وناتجنا كان متواضعاً خلال الحرب علينا، فيما بقي الفساد فساداً، فظهرنا في ترتيب كان أشبه بالوصمة، لذا علينا أن نواكب بين تزايد وتائر النمو التي انطلقت سريعة كما تؤكد المؤشرات، وبين انحسار مشهد الفساد لنفاجئ العالم بترتيب جديد في العام القادم يليق بسورية..سورية ما بعد الحرب وبعد الأزمة.

و إن كان الفاسدون يشكلون منظومة متكافلة ومجموعات ضغط في الظل، علينا أن نبدأ بحربنا الثانية الآن دون تردد، الحرب ضد الفساد، لأنها مطلب شعبي لطيف جماهيري واسع، بينهم كفاية البلاد من الخبرات النظيفة والكوادر الماهرة التي تنتظر إتاحة الفرصة لها لتقوم بدورها الوطني،، ومشروع وطني قوامه السواد الأعظم من السوريين المؤمنين بسورية الدولة وقائد سورية الرئيس بشار الأسد، قائد رحلة الانتصار في الحرب على الإرهاب، وقائد مسيرة الإعمار التي ستكون محاربة الفساد أحد فصولها الهامة والحسّاسة.
الخبير السوري

شام تايمز
شام تايمز