نارام سرجون:هل تورط وليد جنبلاط في هجوم السويداء؟؟
نارام سرجون
أخجل جدا من نفسي عندما أحاول ان أسير على نفس الدرب التي سلكها اللصوص وقطاع الطرق .. وأحس ان النجاة من سلوك تلك الممرات نجاة ملوثة .. ونصر لايستحق الاحترام .. حتى دروب الجنة لو سلكها اللصوص فانها ستصبح دروب الشيطان وسأشق طريقي الى الجنة بعيدا عنها ولو عبر الجحيم .. واذا ما دخل اللصوص الجنة فانني في غنى عنها .. وعن صاحبها .. ولكن عندما تجد أن اللصوص يستعملون الطرقات ذاتها للسلب والنهب .. فانك ستلحقهم لتقضي عليهم وتلاحقهم لتقتلهم على نفس الطريق .. وستضطر في رحلة اصطياد قطاع الطرق الى ان تسلك نفس مسار اللصوص وانت تقتص أثرهم وهم يهربون .. وتسير على نفس الطريق ولو كلن يوصلك لى الجحيم حتى تقضي عليهم ..
منذ سنوات عندما كانت التفجيرات والعمليات الانتحارية تجتاح شوارع سوريا كان اللصوص يرددون نفس العبارات الموحدة ويسلكون ذات التفسيرات من ان (التفجيرات من عمل النظام لارهاب شعب الثورة المسالم) .. كانت التفجيرات تتمدد من العراق الى سورية .. وكنا ترى الانتحاريين الملتحين في وصاياهم قبل الصعود الى الجنة وهم يتسلقون أكوام الجثث والضحايا .. ومع هذا فان اللصوص من المعارضين والسياسيين أخذوا الناس وضللوهم واقنعهوهم ان القتلة هم مناضلو حرية وأن معركتهم يجب ان تكون مع الدولة السورية .. كان المسلحون يقتلون بحرية ودون خجل ودون اي تردد او خوف من ان يلومهم احد لأن فريق الدفاع ومجلس الامن كانوا جاهزين لالقاء الدم على ثياب “الدولة السورية” واتهانها بالجرائم .. حتى المسرحيات الكيماوية كان كل مافيها من مبالغات وتناقضات وتوقيت وصور كصور الاعلانات يقر ويعترف انها عمل دنيء يقصد به تقديم مبرر لشن حرب على الجيش السوري لمنعه من كبح جماح المسلحين .. ورغم كل التحقيقات الكبرى من شخصبات مستقلة عالمية مقابل التردد الاممي في التحقيقات يقول ان القضية هي قضية لصوص يستعملون دم الناس من اجل مشروعهم القذر .. ومنذ ذلك الوقت ظهرت ثقافة قتل الابرياء من اجل تصريح سياسي .. فكلما احتاج مجلس الامن قرارا لتوبيخ الدولة السورية يتم التنمهيد بقتل الابرياء بيد المسلحين .. واذا احتاج زعيم غربي ان يدخل سباقا انتخابيا وليظهر بطلا في الساحات الدولية يطلب من المعارضة السورية مسرحية دموية كي يخرج بخطاب ناري يثبت لناخبيه انه زعيم دولي قوي وسيعيد بلده الى الساحة الدولية من الباب السوري المليء بالجرائم التي يرتكبها “النظام السوري” ..
لكن تميزت كل شخصيات المعارضة السورية في الخارج بنهج سياسي واحد وهو انها عاملت المواطن السوري وفق قاعدة (اما معنا او علينا) فكل مواطن لم يتحمس للثورة صار عدوا وهدفا للتصفية والقتل والعقاب .. وكانت قذائف جهنم والهاون تتساقط وتقتل آلاف الحلبيين والدماشقة ولكن كان هذا في نظر المعارضين عقوبة يستحقها الدماشقة والحلبيون لأنهم لم يؤيدوا الثورة وبقوا محايدين او موالين “للنظام” ولم يفكر احد من المعارضين لحظة واحدة ولم يتردد في استعمال اي حادثة واي جريمة يسقط فيها ابناء الشعب لاستعمال هذه الجثث منابر ومنصات للردح والتلفيق والتحريض ..
اليوم نقف امام أحد اكبر اللصوص والانتهازييين ودروبه معروفة منذ ان قتل الناس في الجبل وجلس على جثثهم .. ومن يومها وهو يبحث عن ضحايا جدد لأن هذا النوع من الانتهازيين لايستطيع البقاء الا على الجثث .. انه وليد بيك جنبلاط ..
وليد بيك استعمل يوما دم الحريري من أجل ثأر شخصي مع الدولة السورية .. لأنه على يقين ان والده كمال جنبلاط لقي حتفه بمؤامرة سورية .. وعندما سنحت الفرصة ووجد ان الاميريكيين قادمون من طريق العراق نحو دمشق .. فانه لم يتردد لحظة واحدة في ان يلاقيهم من لبنان .. فاستعمل الدم للثأر للدم ..
مشكلة جنبلاط انه لاينظر الى نفسه الا على انه زعيم طائفة .. وهذه النظرة خطرة على اي طائفة يفكر زعيمها بمنطق (الطائفة أولا) لأنه يرى انه مسؤول عن جزء من شعب مسؤولية مطلقة .. وبالتالي فانه يحكم بشكل مطلق وتتحول الطائفة الى ممتلك من ممتلكات العائلة .. ولكن هذا الشعور يجعله يحس ان مايطلبه من هذا الجزء من الشعب هو الولاء المطلق .. وان اي انزياح في الطائفة لايمر به فهو تمرد غير مقبول .. ويستوجب العقاب والجلد حتى يفيء الجزء المتمرد من الطائفة الى الخضوع وتقديم فروض الطاعة .. والا فان هذا الجزء لن يحظى بالرعاية ولا الحماية .. بل وسيعرض نفسه لشتى انواع العقوبات والعذابات ..
ومن خبر زمن الاقطاع في سورية ولبنان – بل وفي كل البلدان التي تنمو فيها ثقافة البيك والافندي والباشا والعمدة والبيه – يعرف ان الفلاح الذي يتمرد على ارادة الاقطاعي والبيك هو الذي يناله اقسى انواع العقوبات التي لاترحم ولاترحم عائلته .. فالبيك في ثقافة الاقطاع يخشى جدا من شرارة الاحتجاج والتمرد التي يبدبها أحد الفلاحين والتي قد تنتشر فيعمد الى اطفائها بقسوة لتكون عبرة لمن يعتبر لسكان المنطقة الخاضعين لحكم الاقطاعي .. ولكن تميزت الاقطاعيات في سورية ولبنان في المناطق الزراعية في القرنين الماضيين بأن الطوائف التي تعيش في تلك المناطق كانت اقطاعيات لعائلات اقطاعية تتحكم بمصائر الناس وفق عقد تخادم وتفاهم كالعرف تقدم بموجبه الحماية للفقراء والفلاحين من الطائفة وتتلقى مقابل ذلك الخضوع المطلق والولاء والطاعة العمياء من الجميع .. ولكن عقوبة من يشق عصا الطاعة من الفلاحين كانت قاسية للغاية .. فكانت هناك عائلات مسيحية اقطاعية ودرزية شهيرة في لبنان واقطاعيات لعائلات علوية في الساحل السوري وهناك اقطاعيات للسنة في ادلب وحماة وحلب .. وكلها تتبع نفس الثقافة .. فللأقطاعي حق في كل شيء في حياتك مقابل ان تكون تحت مظلته .. حياتك ووقتك وارضك وأولادك واحيانا بنتك او زوجتك .. اي ان نظام العائلات الاقطاعية كان نسخة طبق الاصل لنظام العبودية .. وذاكرة الكبار في سورية ولبنان ومصر تروي عن الاقطاعيين اشياء لاتشبه الا زمن العبودية والرق ..
وليد بيك هو سليل عهد الاقطاع وعقله ويتصرف كالسيد الاقطاعي ولم يقدر ان يتجاوز هذه العقلية .. بأنه اقطاعي ابن اقطاعي .. وان اقطاعيته هي في طائفته .. وكل من في اقطاعيته هو في حكم ملك اليمين .. وهو يقدم الحماية والرعاية لأبناء الاقطاعية ولكنه يطلب من الجميع ان يتحركوا باشارة واحدة من اصبعه فيتحركون دون اي تردد ..
ولكن عندما تصبح الحالة الطائفية ثقافة في المنطقة يتورم شعور العائلات الاقطاعية بالهيمنة والحاجة للاستيلاء على كل من ينتمي للطائفة لتوسيع الاقطاعية والزعامة .. وتحويلها الى ورقة سياسية ترفع من شأن العائلة ومكاسبها لأن الطائفة الكبيرة تتحول الى ورقة رابحة في السياسة ..
وليد جنبلاط يريد توسيع نطاق زعامته وهو لم يقنع احدا في المنطقة انه زعيم حزب تقدمي واشتراكي .. وليس في تاريخه لو منطلقاته شيء أممي ونضالي .. ولاشيء فيه تقدمي ولا اشتراكي .. وانا شخصيا لم استطع ان اتخلى عن عادة سيئة كلما التقيت واحدا من افراد هذا الحزب .. فأنا لاأكبح نفسي عن الابتسام وأحيانا الضحك كلما ذكر لي اسم الحزب .. لأن هذا الحزب حزب لطائفة الزعيم البيك جنبلاط .. ولكنه شعار مثل شعار الخوذ البيضاء .. شعار سلمي لمنظمة ارهابية .. والتقدمي الاشتراكي شعار تقدمي لحزب طائفي وعنصري ..
وعقلية الزعيم الاقطاعي الطائفي لاتستطيع ان تقبل بقاء جزء من الطائفة لايخضع له ولايقدم الولاء .. وفي علاقته بمدينة السويداء السورية صار خلافه مع المدينة خلافا له مذاق ثأر الاقطاعي من الفلاح الذي لايطيعه .. وهناك ثأر يتنامى في عقل الاقطاعي على هذا الجزء من الطائفة الذي لايدين له بالولاء ويحرمه من ان يكبر في زعامته لتزيد املاك العائلة وحصتها في سوق السياسة .. وهو في تصريحاته ولغته تجاه ابناء السويداء لايتردد في اظهار حنقه وتأخذ ردات فعله وتعليقاته دوما طابعا تأديبيا وتوبيخيا لايخلو من شماتة وتقريع وتذكير بأننهم يدفعون ثمن عدم التحاقهم باقطاعيته التي وحدها من يحميهم ..
ولذلك فانه بعد الهجوم الذي وقع على مدينة السويداء فاجأ جنبلاط العالم انه يستعمله بسرعة من أجل توسيع رقعة اقطاعيته الطائفية والاستيلاء على ولاء ذلك الجزء من سورية .. وتقدم جنبلاط الصفوف ليقول انه حامي الطائفة بطريقة مواربة .. فهو يحرض الطائفة على الدولة ويستعمل دمها في الصراع الذي يتقدمه ثأره الشخصي والعائلي من الدولة السورية .. فهو اعاد انتاج خطاب المعارضة السورية وجبهة النصرة التي قتلت الناس في دمشق ونسفتهم ثم اطلقت خبراء الدعاية للقول ان النظام هو من قتلهم لأنه يريد تشويه الثورة وتوجيه انذار للدماشقة ان لم يلتزموا النأي بالنفس .. وهو على نفس النهج قال بأن النظام السوري يعاقب أهل السويداء لأنهم لاينضمون الى حربه ضد المعارضة ولايحاربون معه كما يجب .. رغم ان اسم عصام زهر الدين وحده الذي صمد في دير الزور وليس في السويداء وأسماء آلاف الشهداء من السويداء يدحض هذا الزعم السخيف ..
ولكن السؤال الذي يجب ان أطرحه كفرضية يجب التعاطي معها كما يتعاطى المحقق الحاذق مع اي جريمة .. هو عن دور اقرب الناس من الضحية في قتلها مستفيدا من أنه أبعد الناس عن الشبهات .. بحيث يقتل الزوج زوجته ويقتل الأخ أخاه ويسرق الابن أباه .. ويترك رجال الشرطة دائخين خلف متهمين ابرياء ولكن محتملين ..
في الاستثمار الوقح والانتهازي لحادثة السويداء من قبل وليد جنبلاط يكون السؤال الذي سيسأله اي محقق هو ان كان لجنبلاط دور فيها .. فهو على علاقة جيدة مع الاميريكيين وهو يبادلهم الزيارات والاستشارات وهو صديق شخصي لفيلتمان الخبير في الخصائص الطائفية للشرقيين وعصبياتهم .. وعندما اجتاح شارون لبنان فان جقل المختارة لم يقاتله بل ومرّ الاسرائيليون في مناطق حزبه بسلام .. وكان أمير دروري قائدا لعملية الغزو وهو ضابط اسرائيلي درزي اراد شارون ان يقول من خلاله لجنبلاط ان الاسرائيليين ينظرون الى جنبلاط كزعيم للدروز في المنطقة ولن يقاتلوه كزعيم للموحدين فقط بل سيساعدونه ليكون زعيما عاما للدروز اذا نأى بنفسه عن المعركة عندما يرى الموحدون ان اسرائيل لم تضرب الجبل احتراما لزعيمه وارسلت قائدا للغزو من طائفته وبالتالي فان جنبلاط سيظهر وكأنه يقدم الحماية للطائفة التي يجب ان تقدم له الولاء عرفانا بدوره كزعيم عام لها وحام لعقيدتها وأرضها ..
ولذلك فانه لايستبعد على الاطلاق ان جنبلاط كان على دراية ما بحادث السويداء وأنه أحيط به علما من قبل الاميريكيين وتم حضه على استثماره ليكون خطوة في طريق مشروع لانتزاع طائفة الموحدين اثر ضربات متواصلة تفصلها بالتدريج عن ثقتها بالدولة وتنفصل نفسيا نحو الولاء لعقلية الطائفة ومظلة العائلة الجنبلاطية .. هذا ان لم يكن جنبلاط نفسه هو صاحب الفكرة والمشروع لأنه بذلك يخدم نفسه ويقدم خدمة للأميريكان والاسرائيليين يتقاضى ثمنها من فيلتمان صديقه وهو في ذلت الوقت يضرب عدوه بعدوه .. ففي حساباته الشخصية ينتقم من الدولة السورية باثارة فوضى اضافية تعكر صفو انتصاراتها او تجعلها مرة .. وهو كذلك ينتقم من المدينة التي رفضته كاقطاعي ورفضت مشروعه العائلي الذي يريد ان يتمدد فوق صدرها وعلى حسابها .. والذي يريد ان يقتطع ابناء المدينة بالتدريج وعبر عمليات قد تتكرر لخلق شرخ مع الدولة فيخرجهم من الحرب الوطنية الجامعة ليلتحقوا بحروب عائلته الاقطاعية .. وجنبلاط له سابقة شبيهة في استغلال الاحداث فهو مارس نفس الدور الحقير الانتهازي عندما اغتيل الحريري .. فغرف من دم الحريري ماشاء له ان يغرف وحاول ان يحوله الى سيف لينال ثأره القديم من دمشق رغم انه كان على عداء مع الحريري .. وطبعا ساق الجبل معه الى هذه المعركة كما يفعل الاقطاعي بأبناء اقطاعيته الذين يملكهم .. والملاحظ أنه لم يعترض فلاح او مزراع واحد في الاقطاعية الجنبلاطية على قرار البيك والا فان الحرم الطائفي – مثل الحرم الكنسي – سيكون نصيبه .. وهذا الانصياع والخضوع المطبق دليل على سطوة الاقطاعي الذي يسطو على قرار الجميع ولايسمح لأحد باعتراض طريقه ..
ولذلك فانني – وليس كيدا بل بدافع المنطقية – سأسير على نفس الدرب التي سلكها الجنبلاط وأوجه اتهاما له بالتواطؤ في العملية الارهابية في السويداء .. فافضل طريقة لطرد اللصوص هي ان تلاحقهم في طرقاتهم التي يسلكونها ..
وبالتالي فان وليد بيك جنبلاط بعقلية الاقطاعي لايختلف عن عقلية البغدادي او الجولاني .. فهما ايضا يريدان اقطاعية لأهل السنة .. فيما هو يريد اقطاعية للموحدين الدروز الذين يخضعون له ويمنحونه وزنا سياسيا له ولعائلته .. والجولاني والبغدادي لايريدون أهل الشيعة ان يحكموا أهل السنة وهو من جهته يريد ان يحكم الدروز الدروز فقط لاغير .. وبالتالي يتلاشى الوطن أمام الطائفة .. وتصبح قرية المختارة عاصمة لطائفة وليس دمشق .. وتختار كل طائفة بعد ذلك قرية لتكون عاصمتها الصغيرة والضئيلة .. وهنا يبرز الفرق بين السيد حسن نصرالله والرئيس بشار الأسد وبين زعماء الطوائف والاقطاعيين العائليين من أمثال جنبلاط .. فالسيد حسن لم يدافع عن طائفته بل جعل طائفته حارسا لكل الطوائف وللوطن .. وعابرة للحدود تحارب من أجل من لاينتمون لها في الصراع الكبير مع العدو الكبير .. فهو يدافع عن الفلسطينيين وعن اللبنانيين وهو يخوض حربا من أجل أسير مثل سمير القنطار ليس من طائفته .. وهو يحارب من أجل السوريين .. ولذلك تخلصت طائفته في لبنان من نموذج البيك والاقطاعي وتحولت الى انتاج مفكرين عالميين ومناضلين امميين .. وسقط شعار الطائفة أولا لأن الطائفة صارت تملك شيئا أكبر وهو انها صارت عابرة للطوائف وتوصلت الى الساحة السياسية للعالم كله ولم تبق في حي او ضاحية او جبل .. بل مقاسها على مقاس العالم .. ولذلك نجد أن مايفعله زعماء الطوائف هو الذي يقرر مستقبلها ودورها وحجمها .. فعندما تتحول الطائفة الى حصان البيك فان ساحتها تبقى بيادر البيك .. وعندما يقودها الى بيادر العالم وساحاته تكبر الطائفة ويصبح العالم كله ساحتها وتكسب احتراما وهيبة ودورا أكبر من حجمها الصغير .. تماما مثل سلطان باشا الأطرش الذي لم يدافع عن طائفته بل قادها لتقود ثورة سورية التي حطمت غرور فرنسا الدولة العظمى وحمى بسيفه كل سورية وطوائفها .. فحول جبل العرب الى عاصمة لسورية طوال فترة الثورة .. ونقل ابناء الموحدين من موقع هامشي في الجغرافيا الى قلب الجغرافيا السياسية ..
أنا لم أتمكن من التخلص من عادة تلازمني منذ زمن .. وهي انني لاأكبح ابتسامتي كلما سمعت بعبارة “الحزب التقدمي الاشتراكي” .. لأنها نوع من الدعابات والنكت السمجة ولكن الظريفة التي لاتفقد نكهتها وتحمل سخريتها ولاتفقد بريقها مهما كررتها .. لأنه ليس لدى الحزب التقدمي الاشتراكي من اسمه شيء .. فليس فيه اي تقدمية ولااشتراكية .. وعلاقته باسمه تشبه علاقة الخوذ البيضاء الارهابي بالسلام والعمل الانساني .. وكذلك فانني لم أتخلص من ذلك الشعور الذي يشبه اليقين من أن جقل عائلة جنبلاط كان على اطلاع او علم أو أنه استشير في أن الاميركييين سيوجهون قوة من صحراء التنف (مثل داعش) نحو السويداء لارباك الجيش والاستيلاء على السويداء ولو لفترة قصيرة لمعاقة النظام السوري او مساومته لأنه لايوافق على شريط فض الاشتباك مع اسرائيل .. جنبلاط برأيي يريد ان يعاقب مدينة السويداء لأنها تريد ان تخرج من عباءته نحو العالم وتقدم زعامات تستحق ان تأخذها نحو ساحات العالم كما فعل الجنوبيون اللبنانيون الذين اخرجوا زعامة عالمية اسمها حسن نصرالله فيما لايزال جنبلاط يحرم الموحدين من ان يخرجوا خارج اطار الجبل والعائلة ليصبح زعيما لطائفة يمتطيها هو وتيمور من بعده .. احلامها لاتتجاوز اقطاعية الطائفة في محيط كبير متلاطم من القوى الكبيرة الدولية ..
ولعلي أختم بهذه العبارة التي قالها لي أحد أعز أصدقائي في السويداء الذين دعاني في نيسان الى بيته ومضافته الكريمة ولم يدهشني بكرمه لأنني لم أعد أدهش من كرم اهل السويداء منذ ان أدهشني في التسعينات عندما زرته اول مرة وتعودته في كل بيت زرته في المدينة .. اذ قال صديقي: نحن ينقصنا سلطان باشا جديد لأننا نستحق ان نحمل مهام كبيرة بطبعنا الجبلي .. وهذا السلطان باشا الذي ننتظره يقدر أن يحملنا الى خارج حدودنا مثل البطل عصام زهر الدين الذي لو قدر له العمر المديد لتحول الى زعيم كبير .. ويعطينا زعامة عالمية في اطار سورية الكبيرة .. مثلما فعل حسن نصرالله الذي قاد طائفته الى العالمية فتحول الى غيفارا وتحول الجنوبيون الى ثوار عالميين تبحث عنهم عواصم الدنيا لتغازلهم .. ولسنا بحاجة الى زعامة اقطاعية وعائلية ضيقة .. مثل عائلة جنبلاط تجعلنا ألعوبة بيد البيك وابنه وابنته .. يحرمنا ويعطينا .. ويكرمنا او يعاقبنا ..