الرئيس الاسد يستعيد القنيطرة و “اسرائيل” تخسر رهاناتها
تمكنت القوات السورية من تحرير العديد من التلال والقرى والبلدات في المنطقة الممتدة بين ريفي درعا والقنيطرة، وحققت تماسا مع الجولان المحتل في المنطقة الجنوبية الغربية وهو على وشك ان يحقق تماس كامل مع المناطق التي يحتلها الكيان الصيهوني بعد انسحاب الجماعات المسلحة من الشريط الحدودي بعد ان وافقت على التسوية الاخيرة مع الدولة السورية.
تقترب القوات السورية من إغلاق ملف الجنوب عسكريا بعد الاتفاق مع المعارضة المسلحة في القنيطرة، لتعود خطوط الاشتباك مع “إسرائيل” إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، وليثار الجدل حول حدود التفاهمات والرابحين والخاسرين من هذا التحول الكبير في الجبهة الأخطر بالمنطقة.
الجيش بات على تماس مع الجولان المحتل
واهم القرى والبلدات الحاكمة التي حررها الجيش هي تل أحمر غربي وتل أحمر شرقي وقرى وبلدات رسم قطيش ورسم الزاوية وعين زيوان وعين العبد وكودنة والأصبح. واتى ذلك غدة تحرير واحد وعشرين قرية ومزرعة في الجنوب السورية.
ووصلت حافلات المسلحين الخارجين من الجنوب السوري باتجاه الشمال الى معبرِ مورك في ريفِ حماة الشمالي. وبلغ عدد الحافلات الخارجة خمسٍ وخمسين. ومن المقرر أنْ يتمَ استكمالُ تنفيذِ بنودِ الاتفاق، وإخراجُ مَنْ تَبقّى من الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عائلاتهم، لتتمَ فيما بعدُ تسويةُ أوضاعِ الراغبين بالبقاء.
وفي الجنوب السوري ايضا اكدت السلطاتُ الأردنية استعدادَها لاستئنافِ التبادلِ التجاري مع سوريا فورَ فتحِ الحدود بين البلدين. وقال رئيس قطاع النقلِ البري الأردني صلاح اللوزي إن معبر نصيب الذي استعاده الجيش السوري من المسلحين مؤخرا يعد شريانا اقتصاديا رئيسيا للمملكة.
دعم الجماعات الإرهابيّة المسلّحة بالمال والسلاح
وبالامس توسّع النشاط الاسرائيلي في محافظتي القنيطرة ودرعا عبر دعم الجماعات الإرهابيّة المسلّحة بالمال والسلاح. وتعدّى الدعم الاسرائيلي معالجة الجرحة وتقديم المعلومات للمسلحين عن مواقع الجيش السوري، إلى توجيه إرهابيي “النصرة” و”لواء شهداء اليرموك” وجماعات أخرى لإسقاط مواقع معينة بطريقة منهجيّة، بدءاً ب”التلول الحمر الشرقية والغربيّة” في القطاع الأوسط من القنيطرة وقريتي الحميدية والقحطانيّة، وصولا إلى “تل الحارة” الاستراتيجي، الذي قامت “النصرة” بنقل محتوياته إلى داخل الكيان الصهيوني عبر معبر القنيطرة.
وقد ذكرت تقارير اعلامية أنّ بعض قادة المجموعات المسلحة و”النصرة” كانول يحملون هواتف بأرقام خلويّة اسرائيليّة كمحمد البريدي قائد “لواء شهداء اليرموك” والقيادي في النصرة المعروف “بأبو الدرداء”، بالإضافة إلى مراسل “قناة أورينت” في القنيطرة، للتواصل المباشر مع ضباط الاستخبارات العسكريّة الاسرائيلية “أمان”.
الاسد يستعيد القنيطرة و “اسرائيل” تخسر رهاناتها
عودة القوات السورية إلى مواقع التي انسحبت منها بعد عام 2011
ونص اتفاق القنيطرة على عودة القوات السورية إلى مواقعها التي انسحبت منها بعد عام 2011، وتسلم الشرطة العسكرية الروسية مؤقتا نقاط المراقبة التابعة للأمم المتحدة على خط وقف إطلاق النار، إلى حين عودة الجنود الأمميين (قوات إندوف) الذين انسحبوا من المنطقة عام 2014 بعد فترة من احتجازهم من قبل المعارضة.
ضمن بنود الاتفاق أيضا تسليم فصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وخروج من يرغب من المسلحين والمدنيين إلى محافظة إدلب، وتسليم “تل الجابية” شمال غرب مدينة نوى (ريف درعا الشمالي الغربي) لجيش سوري لضمان عدم سيطرة مايسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” عليها.
الرابح الاكبر من اتفاق القنيطرة
في موازين الربح والخسارة، تبدو الحكومة السورية الرابح الأكبر من الاتفاق بعودتها إلى كامل محافظة القنيطرة وقبلها درعا، إلا من جيوب صغيرة يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي في حوض اليرموك (ريف درعا الجنوبي الغربي) وأخرى تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (تضم جبهة النصرة أساسا وفصائل أخرى).
ويشير مراقبون إلى أن الاتفاق -الذي جرى بحرص روسي كبير وتخطيط بدأ منذ فترة- جنّب الاسد معركة كبيرة على حدوده الجنوبية مع “إسرائيل”، كانت ستشكل خطرا محدقا عليه إذا تدخلت فيها “إسرائيل” بكامل قوتها.
الاسد يستعيد القنيطرة و “اسرائيل” تخسر رهاناتها
ويؤكد محللون أن إسرائيل اختارت في النهاية عدم التصعيد بالموافقة على الاتفاق، وراهنت على عودة القوات السورية إلى الحدود وعلى منظومة أمن طويلة الأمد بضمانات أميركية وروسية، وأسقطت في المقابل خيار الرهان على معارضة بدأت في التفكك والتلاشي وفقدت ظهيرها الأميركي والغربي.