الثلاثاء , أكتوبر 15 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

حسين مرتضى:تل الحارة في الريف الجنوبي والاهمية الاستراتيجية

شام تايمز

حسين مرتضى:تل الحارة في الريف الجنوبي والاهمية الاستراتيجية

شام تايمز

حسين مرتضى
قالت الدولة السورية كلمتها ووصلت الى حدود محافظة درعا مع القنيطرة من الجهة الغربية والشمالية الغربية، وصل زمن الانتصارات الممتد منذ وعد الرئيس الاسد بتحرير كل مناطق الجنوب السوري، وانهار ما كان يحضر له كـ”جيش لحد” في جنوب البلاد، انهارت “جبهة النصرة” واخواتها في الجنوب السوري، وهرعوا الى مشغلهم الامريكي والاسرائيلي، لكن ما من مجيب، فأنفاس هؤلاء باتت معدودة وقلقهم يتفاقم، بعد هذا السقوط المدوي لمن راهنوا عليه منذ سنين.

شام تايمز

الجيش السوري الذي يسجل انتصارات متسارعة في القنيطرة ودرعا، استطاع من خلال قفزات متلاحقة من قواته، من السيطرة على ريف درعا الشمالي الغربي باستثناء الجيب الجغرافي المحيط ببلدة نوى والتي تعتبر من أكبرمعاقل جبهة النصرة بمساحة تقدر 3% من ريف درعا، ليصبح على تماس مباشر مع جبهة النصرة في القنيطرة، هذا الانجاز لم يكن ليتحقق لولا تحرير جميع التلال المحيطة بالمناطق التي دخلتها وحدات الجيش، وبالذات تل الحارة وتل المال وتل مسحرة، والتي سمحت لدخول الجيش الى بلدات عقربا ومسحرة والطيحة وحتى بلدة الحارة، وتأثرت بالسيطرة على تل الحارة بلدات مهمة كانت المجموعات المسلحة فيها لاخر لحظة تحاول الممطالة مثل مدينة جاسم، وعدة قرى عادت بالجملة الى سيطرة الجيش السوري ما يؤكد القدرة الكبيرة التي يتمتع بها الجيش السوري لتنفيذ المعارك بتكتيك هجومي.

تل الحارة هو مفتاح المعارك الناجحة والسيطرات السريعة
السيناريو المتعدد للجيش العربي السوري في معارك ريف درعا والقنيطرة، يقوم على اساس القفزات السريعة مع هامش كبير في المناورة، ما يحرم المسلحين القدرة على تحديد اتجاه الهجوم الأساسي، فالجيش بالسيطرة على بلدة الحارة ومن ثم الدخول الى الغابة المحيطة بتل الحارة والسيطرة على التل، بات يشرف على غالبية مناطق القنيطرة، ويتيح له تموضعه الأخير على التلال في ريف درعا الغربي، السيطرة العسكرية الواسعة، حيث تعتبر هذه المعركة معركة تلال بامتياز، وتل الحارة هو مفتاح المعارك الناجحة والسيطرات السريعة، في ريف درعا الشمالي الغربي والغربي وحتى ريف القنيطرة الاوسط والجنوبي، كون هذا التل يقع في الجهة الشمالية الغربية من محافظة درعا، وتل الحارة من أعلى التلال في درعا، بارتفاع يبلغ 1075 مترا، ويبعد عن القنيطرة مسافة 12 كلم و55 كم عن مدينة درعا و16 كم عن الصنمين، ما يعني الاشراف الواسع على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق، فضلا عن اشرافه على طريق درعا ـ دمشق، والمنطقة الشمالية من ريف درعا والقنيطرة ما يحقق افضلية نارية على المنطقة المحيطة به يصل إلى 40 كم، اما من جهة الجولان المحتل يبعد التل حوالي 12 كم عن الجولان ويكشف إربد الأردنية، وكان يضم كتيبة دفاع جوي هامة ومؤثرة في وجه الكيان الاسرائيلي والذي حاول في عدة حروب الوصول اليه واحتلاله، لكنه فشل بذلك، وبقي التل خلال حرب تشرين التحريرية عام 1973 صامدا ويوجه الضربات العنيفة للطيران الاسرائيلي وقوات مشاته، ومع اندلاع الحرب المفروضة على سورية، تمكنت المجموعات المسلحة وبدعم من الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية من الوصول الى التل، ومن الجدير ذكره ان عدد من ضباط الاستخبارات في الكيان الاسرائيلي، دخلوا عبر المجموعات المسلحة الى التل، وسلمتهم تلك المجموعات اجهزة رصد واستطلاع للجيش السوري كانت هناك.

استطاع الجيش السوري السيطرة على عدد كبير من التلال الحاكمة التي فرضت ايقاع المعارك والمصالحات في درعا
وبلغة المطمئن إلى سير العمليات، استطاع الجيش السوري السيطرة على عدد كبير من التلال الحاكمة التي فرضت ايقاع المعارك والمصالحات في درعا، وضبطت العمليات بنغمة خاصة، اعفت القوات المتقدمة من معارك المدن الكبرى، وبالذات الملاصقة لتلك التلال، في تكتيك يحسب للقيادة العسكرية السورية، ومن ابرز تلك التلال تل العلاقيات وتل عنتر، على أطراف بلدة كفر شمس، ومن اهم التلال ايضا تلي المطوق الكبير والصغير الواقع الى الجنوب من مدينة إنخل، بالاضافة الى تل المحص قرب بلدة نمر شمال غرب درعا، الواقع عند الحدود الإدارية بين ريفي درعا والقنيطرة، بالاضافة الى تل المال الذي اتاح السيطرة على بلدة المال وقرية عقربا وتلها، يقع تل المال في نقطة تلاقي مناطق مسحرة والطيحة وعقربا بريف القنيطرة.

اما الجيب الجغرافي المحيط ببلدة نوى والذي من المتوقع التوصل فيه لاتفاقات مصالحة، ما زال يضم عدد من التلال المهمة وكان ابرزها، تل الجابية والذي يعد الاهم كونه يشرف على وادي وبلدة الرفيد التي تحاذي بشكل مباشر مع الحدود الاردنية، وكان طريق امداد للمجموعات المسلحة ادخالت منه المعدات العسكرية والسلاح والمسلحين من تلك المنطقة امتداداً حتى حدود ريف دمشق الجنوبي، ويشرف على بلدة نوى التي تبعد عن الجولان السوري المتحل 10 كيلومتر، اما تل الجموع فأنه سيكون منطلقا لقوات الجيش السوري باتجاه قرى الريف الغربي لدرعا، مناطق تواجد داعش، ويشرف على بلدة الشيخ سعد، والتيتقع في منطقة منخفة منه على السفح الشرقي للتل، وزرعت فيه في وقت سابق بحسب مصادر اهلية المخابرات الاسرائيلية اجهزة تشويش وتنصت على اجهزة الاسلكي لوحدات الجيش السوري، وكما يوجد في هذا الجيب الجغرافي تل ام حوران التي تعد نقاط استراتيجية مشرفة نارياً وبالرؤية تمنح الجيش القدرة على الاستطلاع الناري باتجاه بلدة نوى والقرى المحيطة بها.

معركة الجنوب السوري ستحمل نتائج كبيرة في كل المنطقة، وتبدد وهم الجانب الصهيوني
معركة الجنوب السوري ستحمل نتائج كبيرة في كل المنطقة، وتبدد وهم الجانب الصهيوني الذي يعيش مشهد ارباك هزائمه في جنوب لبنان عام 2000 وعام 2006، بنفس الاوجاع والتي انطلقت بلغة اكثر فصاحة هذه المرة عبر الجيش السوري، الذي حقق القوة والثقة التي تخوله الاستعداد جيدا للتعامل مع اي اعتداء من قبل الاصيل في تل ابيب بعد ان هزم الوكيل في جنوب سوريا.
العهد

شام تايمز
شام تايمز