قائد ميداني سوري: على الإسرائيليين الآن أن يحسبوا ألف حساب للجيش السوري
يظهر من خلال التطورات الدراماتيكية على الجبهة الجنوبية بمختلف إتجاهاتها وقطاعاتها أنه سيحدث انقلابا كبيرا في موازين القوى وفي المتغيرات القادمة لجهة الوضع الميداني، والذي سينعكس وفق الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين بشكل عام على الوضع الميداني في سورية ككل وسيرخي بظلاله الإيجابية لجهة المسار السياسي.
يتسارع هذا المتغير بالتناسب طردا مع إعلان فصائل درعا الإرهابية إنحلالها وتشيكلها جيشا جديدا تحت مسمى جديد “جيش الجنوب” في إطار مرحلة جديدة من المواجهات في الجنوب السوري ولكنه لايعدو سوى محاولة إيجاد مخرج من إهانة الهزيمة للوكلاء قبل الأصلاء. فعليا تأتي هذه الخطوة لحفظ ماء الوجه بعد الخسارات التي منيوا بها وسيطرة الجيش العربي السوري على الريف الشرقي للمحافظة وهروب هذه العصابات وتفرق أفرادها، بيان الفصائل المنحلة يتحدث عن 11 فصيلا، أبرزها ما يسمى فصيل جيش الأبابيل ومجالس عسكرية وألوية إرهابية مختلفة من جميع مناطق درعا، من جانب آخر ترد أنباء عن استسلام شبه كامل لهذه الفصائل الإرهابية المسلحة.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتحول فيه فوضى الأحداث في الجنوب السوري إلى مركز قواعد إشتباك جديدة ترسم ملامح مرحلة جديدة من المواجهة قد تجعل الولايات المتحدة وحلفاءها وعلى رأسهم إسرائيل في مرحلة أشد صعوبة وقلقا من أي وقت مضى.
كيف يمكننا قراءة المتغيرات الحالية بشكلها المعقد وبتقاطعاتها الصعبة ارتكازا على ما تقدم من التطورات الميدانية ؟
مالذي ينتظر هذه الجبهة خلال الفترة القريبة القادمة في ظل هذه المتغيرات المتسارعة في ظل التلويح بالتوجه نحو تحرير الجولان السوري المحتل وإجبار إسرائيل على الخضوع لمتغيرات جديدة لم يحسب لها حساب؟
من الذي سيفرض شروطه في المرحلة القادمة هل هو الإنتصار الفعلي على الأرض أم المتغيرات الإقليمية والدولية التي نتجت عن هذا الانتصار؟
روسيا وبشكل رسمي وعلى ألسنة مسؤوليها قالت إن عودة السيطرة على هذه المناطق للجيش السوري لا يهدد مصالح الدول الإقليمية وإن الوجود الإيراني لا يهدد إسرائيل وإن هزيمة الإرهاب في مصلحة إسرائيل، كيف نفهم ذلك؟
هل سيتم فعليا فتح معبر نصيب وإعادة حركة المرور بين سورية والأردن، في هذه الحالة كيف سيتم التعامل مع الإرهابيين المتخفين والذين قد يخلوا سورية من الأردن أو بالعكس؟
يقول عضو مجلس الشعب السوري والقائد الميداني مهند علي الحاج علي:
“المشهد الحالي في الجنوب السوري يرسم من الناحية الداخلية المحلية والإقليمية والدولية، فمن الناحية الداخلية نلاحظ أن الجيش العربي السوري يتقدم من ثلاثة محاور، حيث قام المسلحون في ريف درعا الشرقي بتسليم سلاحهم عبر المصالحة الوطنية، أما القسم الغربي من ريف درعا فنحن كما نعلم تتوزع هناك مجموعات مسلحة إرهابية مدعومة من الكيان الصهيوني وتحاول الآن أت تعيد تنظيم نفسها تحت مايسمى بجيش الجنوب، هذا في الظاهر ولكن في الباطن فإن هذه المجموعات الإرهابية المسلحة بايعت تنظيم “داعش” الإرهابي ليضمنوا تمويلهم ودعمهم ضد الجيش العربي السوري الذي دفع بهذه المجاميع الإرهابية لتكون ورقة ضاغطة على من يرعى هذه المجموعات الإرهابية وخاصة تجاه الأردن وإسرائيل، والألوية الآن هي أولوية سياسية ومن ثم تأتي الأولوية العسكرية حسب رأي”.
وأردف الحاج علي
“الجيش العربي السوري جاد في هذه المعركة ولاتوجد أي عوائق إقليمية أو دولية وكان الحليف الروسي قد إستطاع أن يؤمن المناخ السياسي المطلوب لهذه العملية، ويبقى عندنا الموقف الإقليمي على مستوى الأردن والكيان الصهيوني، فالأردن يريد إستعادة العلاقات التجارية مع سورية، وحتى الآن هذا القرار لم يتخذ من قبل سورية، وهذا يعني أن الدول التي رعت الإرهاب ودعمته باتت تسلم بنصر الجيش العربي السوري، وأؤكد لكم أنه لايوجد أي لقاءات أمنية سرية مع الأردن وعلاقتنا مع الشعب الأردني هي علاقات أخوة وصداقة وخلافنا مع القيادة الأردنية التي هددت منذ فترة بالزحف نحو دمشق والتي من الأفضل لها أن تؤمن قوت عيش شعبها وتحسين ظروفه الإقتصادية بدلا من تهديد سورية القادرة على ضبط الحدود والمعابر دون الإستعانة بأحد.
وأضاف الحاج علي
“الكيان الصهيوني الآن في مأزق كبير جدا لعاملين أساسيين أولهما هو أن المجاميع الإرهابية التي اعتدنا على أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني يزورهم في المشافي التي تقدم لهم العلاج والإهتمام الطبي، هل سيستطيع أن يستقبل هذه المجاميع الإرهابية القادمة هربا من تقدم الجيش العربي السوري، لذلك نراه يقوم بدعم هذه المجموعات الإرهابية من أجل توحيدهم ضد الجيش العربي السوري، لأن كل المعطيات تدل على أن الجيش العربي السوري قادر على الذهاب نحو الجولان العربي السوري المحتل وقادر على تهديد أمن الكيان الصهيوني بالكامل وخاصة أنه لدينا أراض محتلة من حقنا استراجعها كما ذكرنا، ومن هنا نرى أن الإسرائيلي يحاول الضغط على الأمريكي قبل قمة الرئيسين بوتين وترامب لمنع حدوث هذا التقدم للجيش العربي السوري الذي يمكنه أن يتوجه نحو الجولان العربي السوري المحتل، ويجب على الإسرائيليين أن يحسبوا ألف حساب لأن الجيش العربي السوري استعاد قدراته وتسليحه من حيث العدة والعتاد وقادر على تحرير المنطقة “.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم – سبوتنيك