الأحد , أبريل 28 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

في “تانغو” أصابع الاتهام تتجه نحو الجميع

في “تانغو” أصابع الاتهام تتجه نحو الجميع
بسبب قلة الأعمال الدرامية التي تتسم بالتشويق هذا العام أصبحت عين المشاهد تبحث عن عمل يدفعه لانتظار الحلقات المقبلة بشغف المتابع الذي كان حاضراً في الكثير من المسلسلات التي شاركت في السباقات الرمضانية الفائتة، مسلسل “تانغو” اليوم أثبت جدارته بين الأعمال المتاحة فيما يخص هذا السياق.
الخطف خلفاً
يعتبر “الخطف خلفاً” من أكثر أساليب السرد تشويقاً، هو لا يتسم بالنمطية ويتطلب حرفية عالية من كاتب النص، ويخلق رابط الفضول بينه وبين المتابع، فالجريمة في أول حلقات العمل تمت لكن المجرم مجهول الشخصية والأثر حتى، مما يحرضك على التفكير في العديد من الأسئلة وأولها لماذا حدثت هذه الجريمة بالأساس؟ لتتوضح فيما بعد تباعاً كل الدلائل وصولاً إلى النهاية التي ستعود بك إلى الجريمة ذاتها.
تشويق متصاعد
من يتابع “تانغو” من بداية حلقاته حتى اليوم لا يصعب عليه التماس التشويق المتصاعد في حلقاته، فكل حلقة هي تتمة للسابق وتمهيد للاحق، جعلت العمل أشبه “بالدومينو” متصل ببعضه البعض، ومترابط في الحركات، فخلق بذلك كاتبه “إياد ابو الشامات” لوحة متكاملة لن تكتشف سرها من النظرة الأولى بل أنت مضطر كمتابع للبحث وإياه عن اللغز الذي يكمن في الحكاية.
صدق الانفعالات
الأهم في أي عمل درامي هو أن يشعر المشاهد بصدق انفعالات الممثل الذي يصنع المشهد أمامه على التلفاز وإلا سيسقط المشهد مهما كان نصه محبوكاً، والنجوم الذين شاركوا في العمل يبدو أنهم حرصوا على هذه النقطة وفي عمل تزدحم فيه مشاعر الخوف والقلق مع الشك والخيبة تتطلب جهداً كبيراً من ملامح وجوههم حتى يقتنع المتابع أنهم فعلاً يغوصون في سر ويترقب معهم النهاية التي ستكشف هذا السر.
حالة تفكير مستمرة
اللافت في العمل أنك كمتابع مضطر للبحث والتحري وكأنك جزء منه، وفي كل حلقة يتوجب عليك وضع الاحتمالات والتشكيك بجميع الشخصيات التي تلتف حول الجريمة، وقد تجعلك حرفية الكاتب أن تشك كل يوم بشخصية مختلفة فأصابع الاتهام ليست واضحة بل تدفعك لتوجيهها توجيهاً متجدداً حتى أنك قد تخرج عن الدائرة الضيقة لعناصر الجريمة لتفكر في الشخصيات الثانوية في العمل أيضاً، فالجميع في “تانغو” متهم.
حالة الغموض في الدراما أصبحت ضرورة ملحة لأنها فعلاً تخلق نمطاً محبباً من التشويق، وربما نجح كاتبه “إياد ابو الشامات” بذلك، فالمشاهد اتحد معه وأخذ يطلق مع كل حلقة جديدة سيناريوهات مختلفة لما هو قادم، ولعل توق المتابع لانتظار النهاية هو دليل على نجاح أي عمل درامي.
المصدر: دمشق الآن

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز