الأربعاء , مايو 15 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

درعا ومساحات التهدئة

درعا ومساحات التهدئة

شام تايمز

مازن بلال

شام تايمز

تثير التحذيرات الأميركية لدمشق من «خرق» اتفاق التهدئة في الجنوب السوري مخاوف محتملة من صدام دولي جديد، فالاتفاق الموقع خلال قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في مدينة هامبورغ في تموز الماضي؛ انتهت مدته من دون أن يؤدي إلى تحقيق تهدئة شاملة أو يقدم نموذجاً لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، والتحذيرات الأميركية تظهر على خلفية مشهد من التوترات المتلاحقة على الأخص بين موسكو وواشنطن.
عمليا فإن القلق الأميركي لا يستند فقط إلى تقارير إعلامية عن تحرك الجيش السوري جنوبا، إنما يأخذ تطورات ظهرت بوضوح خلال الأشهر القليلة الماضية حيث أصبحت «إسرائيل» عاملا أساسيا في تحديد مسار أي عمل عسكري في الجنوب الغربي لسوري، فواشنطن ليس قلقة على اتفاق هامبورغ لـ«التهدئة» بل على نوعية خطوط التماس القادمة في حال دخول الجيش إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة.
وبغض النظر عن آلية معالجة واشنطن لأي احتمال قادم في الجنوب السوري، فإن نظرة واشنطن إلى التصعيد المحتمل في مناطق حوران تعتمد على عاملين أساسيين:
– الأول عدم رغبة الولايات المتحدة في الدخول في لعبة تمويل جديدة للفصائل المسلحة ولو عبر وسيط مثل السعودية، وبات واضحاً أن الإدارة الأميركية تفضل «حركة» مختلفة للرأسمال الخليجي تحديدا.
التعامل الأميركي وفق المسار الذي توضحه تصريحات الرئيس دونالد ترامب على الأقل يصب على صفقات التسليح الكبرى، وعلى اعتبار الصناعات العسكرية الأميركية قطاع استثمار ضمن اتجاه محدد متعلق بترسانات الدول وليس بالمجموعات المسلحة، ولا تريد واشنطن من السعودية أي انفاق عسكري يصب خارج هذا الاتجاه، والمعارك التي يمكن أن تشتعل في الجنوب السوري تحمل معها احتمالات أخرى، فهذا الجانب الاقتصادي للرؤية الأميركية رسم توازنا مختلفا في العلاقة مع الأزمة السورية يتمثل في إبعاد الكثير من الحلفاء عن مسرح العمليات العسكرية، وفي الوقت نفسه اعتماد عمليات «الردع» عبر وجود بعض الوحدات في مناطق مختلفة من الجغرافية السورية.
– الثاني مرتبط بطبيعة الدور «الإسرائيلي»، فالسؤال الذي لم يستطع أي سيناريو أميركي منذ إدارة باراك أوباما السابقة التعامل معه هو: كيف يمكن الحفاظ على الدولة القوية في «إسرائيل» في ظل انهيار منظومة الشرق الأوسط بأكمله؟
إن عدم القدرة على بحث الموقع «الإسرائيلي» في ضوء التحولات التي شهدها شرق المتوسط دفع إلى الدخول المباشر، وجعل الصراع بين القوى الكبرى بعد أن كانت الدول الإقليمية تتعامل مباشرة مع الأزمة السورية، وتبدو الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكررة منذ بداية الأزمة نوعا من إثارة عوامل للدفع نحو إيجاد ردع مختلف في ظل الانهيارات التي تشهدها المنطقة.
من جانب آخر فإن المشهد الذي تحاول «إسرائيل» رسمه لا يخرج كثيراً عن المخاوف الأميركية، فالحديث عن النفوذ الإيراني هو تحديد لمخاوف انهيار الردع الذي رسمته «إسرائيل» منذ عام 1948، والتقارير عما يُسمى «صفقة القرن» هو محاولات لبناء ردع مختلف من خلال التحالفات الخارجة عن سياق العلاقات السياسية في المنطقة، على حين تشكل الاعتداءات «الإسرائيلية» المتكررة احتكاراً للمبادرة العسكرية، وذلك في ظل وجود عسكري دولي لا يعبر إلا عن عجز في إدارة الصراع منذ عام 2011.
الوطن

شام تايمز
شام تايمز