الخميس , أبريل 25 2024
شام تايمز

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

ماذا تعرفون عن مصطفى بدر الدين “صاحب العقل العلمي”؟

ماذا تعرفون عن مصطفى بدر الدين “صاحب العقل العلمي”؟

شام تايمز

نشرت صحيفة “الأخبار” مقالاً كتبه علي دقماق عن القيادي في “حزب الله” مصطفى بدر الدين قالت فيه إن أكثر ما كان يركّز عليه هو التحصيل العلمي، الذي كان يضعه في مرتبة واحدة مع العمل الجهادي. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة شهادات من رفاق ومقرّبين لبدر الدين.

شام تايمز

“معك وسيم من عند السيد ذو الفقار، إلك غرض معي”، كانت الساعة تشير إلى التاسعة من صباح الثالث عشر من تشرين الثاني 2015، حين تلقى محمد، “المجاهد في حزب الله”، اتصالاً من مكتب بدر الدين، “المعاون الجهادي” للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. سريعاً، تواعد مع المتصل، والتقاه داخل مقر للحزب في الضاحية الجنوبية، حيث تسلم منه مخطط رسالة ماجستير، حول الدور التركي في الأزمة السورية، كان قد أرسله إلى المسؤول العسكري والأمني للمقاومة في سوريا، مصطفى بدر الدين، للاطلاع عليه وإبداء رأيه به. كان محمد يعتقد، جازماً، بأن السيد ذو الفقار، صاحب كفاءة علمية أكاديمية، وخبرة عملية ميدانية في آن، الأمر الذي سيعطي مشروع الرسالة قيمة مضافة.

وتابعت الصحيفة:
بشغف كبير، سحب الشاب العشريني الأوراق من المغلف الأسمر. وبكثير من الحماسة، قرأ تعليقات السيد ذو الفقار، الذي صنف “الشهادة الجامعية” و”العمل الجهادي” في الأهمية نفسها، مع تمنياته له “بالتوفيق والسداد”، محدداً له هدفاً جديداً: “بدّي الدكتوراه بعد الماجستير”. وختم السيد ذو الفقار بـ”سلامي للوالد العزيز والأهل”. باهتمام بالغ، تابع محمد الاطلاع على الأفكار والملاحظات التي خطّها له بدر الدين باللغة الإنكليزية، والتي ركز فيها على الأهمية “الجيواستراتيجية” و”الجيوسياسية” لتركيا، مروراً بالأزمة التركية ـــــــ الكردية التي تتصدر مشهد الشمال السوري حالياً، وصولاً إلى تقلص الدور التركي وتأثيره في الحرب السورية، نظراً الى الحضور السياسي والعسكري الروسي المباشر في الميدان السوري…
كان محمد قد أرسل مخطط رسالة الماجستير، عبر البريد الخاص، إلى مكتب السيد ذو الفقار، قبل شهر وبضعة أيام من تسلّم الرد، وهو اتخذ قراره هذا، بعدما شاهده للمرة الأولى، خلال جولة ميدانية على إحدى جبهات القتال ضد “التكفيريين”، بالقرب من العاصمة السورية دمشق.

وعن الجانب العلمي من شخصية مصطفى بدر الدين، قال شقيقه وصديق طفولته محمد: “منذ نعومة أظفاره، لم يكن لديه إخفاق في دراسته، كان يقرأ كثيراً، في المواضيع (الدسمة) على وجه الخصوص، يكتب بتأنّ، ولديه خط جميل، سريع الاستيعاب، وقدرته عالية في تخزين المعلومات وحفظها. اهتم بالاطلاع على الأحداث التاريخية، ليستشرف من خلالها المستقبل. إلى جانب مسؤوليته في المقاومة، كان العلم همه الأكبر، يتابع الأوضاع الدراسية لأفراد العائلة كافة، ينصحهم ويوجههم في اختيار اختصاصاتهم، ولا ينقطع عن مواكبتهم، رغم كثرة انشغالاته وضيق وقته، كان لديه حرص شديد على نيل كل منهم شهادة جامعية”. جدول الأعمال بين الأخوين كان كبيراً، إلا أن “متابعة المنح والمساعدات الدراسية لمن يطلبها من المحتاجين، كانت على رأس الأولويات”.

وتابعت الصحيفة أنه “رغم تاريخ السيد ذو الفقار الحافل بالإنجازات العسكرية والأمنية الاحترافية، لم يتردد في تنفيذ رغبته بإرادة حديدية، بمتابعة دراسته الجامعية. تنقل بين الجامعة الأميركية في بيروت ‘AUB’، التي لم ينس كل زاوية فيها… والجامعة اللبنانية الأميركية ‘LAU’، التي نال منها شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 2005. أتقن اللغة الإنكليزية، ولم يكتف بتحصيلها أكاديمياً، بل كان يتحدى نفسه ليتقنها بمهارة عالية، من خلال نقاشات وحوارات في شتى المجالات، مع مقربين منه يتكلمونها بطلاقة. هذا الاتقان مكّنه من خوض مفاوضات شاقة مع الوسيط الألماني الذي كان يقود المفاوضات غير المباشرة بين العدو والمقاومة، وأثمرت نتائجها إبرام صفقات تبادل للأسرى بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، والتي كان أبرزها عامي 2004 و2008.

الخلفية العلمية لبدر الدين انعكست على أدائه داخل الحزب، بحسب الصحيفة، فتجلّت بمنهجيات علمية اتبعت في التخطيط والتنفيذ لآليات العمل، فضلاً عن إقامة ورش التأهيل والتطوير. كان متميزاً في إدارة الملفات الموكلة إليه، يشدد على أن تكون الردود على متطلباته من قبل نظرائه ومعاونيه، وفق مخططات علمية، وأفكار مبرمجة ومحددة. باختصار، فإن الشهيد القائد مصطفى بدر الدين، هو “صاحب عقل علمي”، هكذا يصفه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي واكبه منذ الطلقات الأولى، حتى استشهاده ليل الثاني عشر من أيار عام 2016.

تابع كاتب المقال: “مقاتلين أد ما بدك في، بس نحن بدنا أدمغة… أكبر غلط الواحد يقبل مع إبنو يترك الدراسة، لو شو ما كان السبب، بعد ما خلانا حجم التهديد نوصل لهون. إلا إذا الشاب من الأساس بيحب العسكر، ساعتها بينتسب للمقاومة، وبكمل العلم بصفوفها. عنا اختصاصات كتير، من الهندسة، للمدفعية، وضد الدروع، والقناصة، وغيرها… بس ينطلق من هاي الخلفية، بيبرع وبيبدع بالميدان”.

وعن أحد رفاق درب بدر الدين، نقلت الصحيفة قوله إنه “تلقى اتصالاً عام 1997، من طالبين لبنانيين، يتابعان دراسة الفيزياء في الخارج، أخبراه أنهما يمرّان بضائقة مالية، وبالكاد يؤمنان قوتهما من الطعام والشراب، وقد أشرفا على خواتيم مشوارهما الجامعي، قبل العودة إلى لبنان”. وأضاف: “لقد راجعت العديد من المتصدين للشأن العام، من دون أن ألقى أي مساعدة للطالبين، حتى طرقت باب صديقي السيد ذو الفقار، الذي كان مسؤول الوحدة العسكرية المركزية في حينه. سريعاً، قدّم للشابين مبلغاً من المال، وطلب إرساله لهما على وجه السرعة، من دون أدنى معرفة مسبقة بهما. كانت القيمة الشرائية للمبلغ عالية في ذلك الوقت، حيث مكّنهما من إنجاز مشروعهما العلمي”.

شام تايمز
شام تايمز