الثلاثاء , أبريل 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

حرب’ إسرائيل’ حزب لله هل تقع؟!

حرب’ إسرائيل’ حزب لله هل تقع؟!

سركيس ابو زيد

تتسارع الأحداث، وتتهيأ المنطقة لمزيد من التطورات في الأسابيع المقبلة. كما تتبادل وسائل الإعلام سيناريوهات حرب ستبادر إليها “إسرائيل” ضد حزب الله، وسيكون مسرحها الأساسي ونقطة انطلاقها الأراضي السورية. وقد تندلع بعد اشتباك بين “إسرائيل” وحزب الله يتطور الى حرب متدحرجة إذا حصل خطأ في تجاوز الخطوط الحمر وقواعد اللعبة، ويؤدي الى قصف لعمق الأراضي الإسرائيلية أو الى قصف إسرائيلي لأهداف لحزب الله في لبنان.
ونُشرت مؤخراً تقارير حول هذا الموضوع وسادت توقعات ومخاوف من أن تكون هذه الحرب وشيكة الوقوع هذا العام. هذه التوقعات المقلقة لا تأتي من فراغ وإنما تستند الى جملة أسباب، أبرزها:
– وجود إدارة أميركية متعاطفة مع “إسرائيل” ومؤيدة لها بشكل مطلق، خصوصا على صعيد مواجهة إيران.
– مشاكل نتنياهو الداخلية مع تهم الفساد الموجهة ضده والضغوط عليه للاستقالة، ولا يستطيع نتناهو الخروج من هذا المأزق إلا بتصدير مشكلته الى الخارج وعبر حرب لا تنتهي هذه المرة إلا بانتصار واضح.
– ارتفاع وتيرة التهديدات ولغة الحرب الإسرائيلية في موازاة تعاظم نفوذ إيران ودورها في سوريا. فالدول العربية قسمان: قسم لن يتدخل لوقف الحرب إذا وقعت، وقسم يشجع على الحرب ويحرّض ويدفع باتجاهها ومستعد لتمويلها. وهذا يعني أن المعادلة تغيرت ولم تعد الحرب السورية كل شيء ولا العامل الأهم الحاسم في تحديد مسار الأوضاع ومستقبل المنطقة، وإنما العنوانان الاستراتيجيان الأهم هما:
– خطة ترامب للسلام الإقليمي في الشرق الأوسط، أو ما بات يُعرف بـ”صفقة القرن”.
– محاصرة مشروع إيران في المنطقة ووقف تقدمه وسيطرته، خصوصا في لبنان وسوريا.
لكن في المقابل، هناك من يستبعد الحرب لسبب أساسي هو “توازن الرعب”. كل عناصر ومسببات الحرب موجودة، ولكن ” إسرائيل” لا تريداها، نظرا لحجم الخسائر والتكاليف وعدم ضمان النتائج والنهايات، لأن أي حرب قابلة للتوسع والتطور والخروج عن السيطرة.
فــ”إسرائيل” تقول إنها لا تريد الحرب ولكن إذا حصلت ستكون مدمرة، وحزب الله يقول إذا أرادتها” إسرائيل” وفُرضت عليه لن تكون نزهة.
ومؤخراً قال السيد حسن نصر الله :”للمرة الأولى صرت ميّالا للإعتقاد بثقة أن” إسرائيل” لن تخرج الى حرب ضدنا”.
مصادر وثيقة تحدد ثلاثة أسباب تُلغي خيار الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد حزب الله، سواء في لبنان أو في سوريا:
1- أن إسرائيل تمر في هذه المرحلة بذروة ازدهارها الإقتصادي، حيث إنه للمرة الأُولى في تاريخها يصل معدل النمو فيها الى 5.4%، ويصل معدل دخل الفرد الى 1500 دولار، وهو يساوي معدل دخل الفرد في الدول الأوروبية الغربية. وتتطلع”إسرائيل” ضمن خططها المقبلة الى البناء على طفرة ازدهارها الاقتصادي هذه، وتعلم “إسرائيل” أن أي حرب مع لبنان وحزب الله، ستهدد مسار نموّها الاقتصادي المتعاظم بانتكاسة كبيرة.
2- تولّد إقتناع داخل بيئة قرار الحرب في” إسرائيل” من أن الإحتكاك العسكري بين الحزب و”إسرائيل” في لبنان هو وحده الذي يحمل خطر إحتمال دخول المنطقة في حرب إقليمية، فيما الاحتكاكات العسكرية في سوريا تظل تحت سقف أنها اشتباك إقليمي وليست حرباً إقليمية.
3- يوجد بدائل إسرائيلية تستهدف سياسياً حزب الله داخل لبنان، وهي مطروحة بديلا للحرب عليه، أبرزها: تعاظم ضغوط العقوبات المالية وحتى السياسية الدولية على حزب الله، والهدف من هذه المناورات هو إحراج الحزب داخل لبنان. وأبرز هذه المناورات المتوقعة يتمثل بتقديم” إسرائيل” عرض تسوية لمزارع شبعا وللنقاط اللبنانية الـ 13 المتحفظ عنها أو المتنازع حولها على “الخط الأرزق”، وذلك في إطار مقايضتها بفرض تسريع تسوية للنزاع البحري الذي تهتم تل ابيب بإنجاز حل له لعلاقته بخططها لتعزيز طفرتها الاقتصادية .
رأى الكاتب الإسرائيلي “تسفي بارئيل”، محرر الشؤون العربية في “هآرتس”، إن حزب الله يجب أن يكون سعيدا بنتائج الانتخابات النيابية، ويجب أن تكون” إسرائيل” أيضا سعيدة بذلك. وأضاف أن استقرار لبنان يصب في مصلحة “إسرائيل”، رغم فوز حزب الله الذي خاض في السابق حروبا ضد” إسرائيل”، مشيرا إلى أن وجود حزب الله ساعد على تحقيق “توازن الردع” بين” إسرائيل” ولبنان في الماضي، وهذا التوازن منع تجدد الحرب بينهما، واعتبر أن نتائج الانتخابات هي بداية للمعارك السياسية، التي ستأتي في القريب العاجل، مشيرا إلى أنه يجب عدم تفسيرها بأنها “فوز لإيران أو هزيمة لخصومها العرب”.
ما يطرحه كثيرون لجهة استبعاد الحرب منطقي وواقعي في بعض وجوهه، لأن الحرب مكلفة ومدمرة للطرفين و”توازن الرعب” يحول دون تفجّرها. لكن، بالرغم من ذلك يجب النظر الى خطر وقوع الحرب والتعاطي مع هذا الموضوع بجدية. فلم يعد الأمر مجرد فرضية بل صار احتمالا مطروحا وواردا وبدأت ظروفه وعناصره تتكوّن، خصوصا في ظل التطورات والتهديدات الأميركية الأخيرة، إضافة الى التهديدات الإيرانية بالرد على غارات “إسرائيل”. وفي كل الحالات المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات …
العهد