الجمعة , مارس 29 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هل تجهّزت سورية لحرب المياه القادمة؟

هل تجهّزت سورية لحرب المياه القادمة؟
منذ أيامٍ والحديث يدور عن عاصفةٍ مطرية قادمة تنبأت بها الأرصاد الجوية المحلية والعالمية، لكن على ما يبدو فإن الهطولات فاقت التوقعات، ويظهر ذلك جلياً من حجم السيول التي اجتاحت الطرق العامة في المناطق التنظيمية والمخالفات في مشهدٍ يذكرنا بالأعوام السابقة.
فمنذ عامين شهدنا ذات المشاهد، ومن يقول أن الحرب هي السبب في تراجع الصرف المائي في الطرقات وأن الصيانة باتت أمراً صعباً يكون قد أغمض عينيه عن الحقيقة، فهذه المشاهد لم تقتصر على سنين الحرب بل كانت تحدث قبلاً كما في العام 2010م حيث غرقت الشوارع أيضاً.
هذه المشاهد تعيد لذاكرتنا المصطلح الذي انتشر خلال السنين السابقة في العالم والذي يقول “الحرب العالمية الثالثة هي حرب المياه” فأين نحن الآن من الاستعداد للحرب القادمة؟ خصوصاً وأننا على الخط المواجه مع الكيان الصهيوني والذي بدأ العمل على سرقة المياه من حوض اليرموك وجنوب لبنان منذ عقود.
ما حدث في الأمس خير دليلٍ أننا خارج هذه الاستعدادات، فالهطولات المطرية الغزيرة في الأمس لم تعد على البلاد إلا بالخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة.
فهل كان من الممكن الاستفادة من هذه الأمطار بدل مشاهدتها تذهب إلى الصرف الصحي؟
بالتأكيد كان يمكن الاستفادة منها بعدة طرق، فقد تكون عمليات تجميع المياه داعماً جيداً لسد العجز المائي في الأحواض السورية بالإضافة إلى عمليات تكرير المياه، والعمل على تنفيذ مشروع استجرار المياه من حوض الساحل الذي لم يبصر النور حتى الآن والذي يهدف لتعويض العجز في الأحواض المائية الأخرى والاستفادة من المياه التي تذهب إلى البحر دون فائدة، وغيرها العديد من الإجراءات التي يمكن أن تغنينا عن التقنين المائي خلال فصل الصيف، وبالتأكيد ستغني وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عن المسودة المقترحة التي قدمتها اللجنة المؤلفة من “الزراعة ـ الموارد المائية ـ الاتحاد العام للفلاحين” والتي تتحدث عن إلغاء بعض المواسم الصيفية نظراً لشح الأمطار هذا العام.

تتنوع وسائل تجميع المياه في مختلف دول العالم التي سبقتنا بعقود في هذا المجال ونذكر منها:
1- جمع مياه الأمطار من أسطح المباني: وهي إحدى أسهل وأبسط الطرق وأكثرها استخداماً في العديد من الأماكن . وهذه الطريقة تعتمد على بناء سطح المنزل بطريقة مائلة، حتى تسمح للمياه بالانحدار إلى أطراف السطح. وهنا يتم تركيب مزاريب وأنابيب جانبية، وهذه المزاريب تتصل بخزانات مخصصة بتنقية وتنظيف المياه. هذه المياه يمكن استخدامها في غسل الثياب والمراحيض وسقاية المزروعات أيضاً ويمكن أن تخضع لمزيد من التنقية فتصبح مثالية للاستخدام في الشرب وطهي الطعام.

2- طريقة القنوات في تجميع مياه الأمطار: كثرت في البلدان المتقدمة هذه الطريقة حيث تقوم بتجميع مياه الأمطار من خلال قنوات رفيعة، نقوم بوضعها على الأرض في المكان الذي تهطل فيه الأمطار، وهنا تنحدر المياه في هذه القنوات بفعل الجاذبية، وبعد ذلك تتخزن في خزانات كبيرة موضوعة تحت الأرض، وقبل وصولها لهذه الخزانات تمر على بعض محطات التكرير البسيطة.
بالإضافة إلى طرق أخرى مثل “نظام الترشيح أو الرايات لتجميع مياه المطر” و “نظام نولا لتجميع مياه الأمطار” وهناك العديد من التجارب الناجحة حول العالم في هذا المجال.
وأمام الوسائل العديدة للاستفادة من المياه المهدورة يبقى السؤال، متى سنرى هذه الوسائل على أرض الواقع؟ ومتى ستحذو الموارد المائية ووزارة الزراعة حذو وزارة الكهرباء التي انتبهت أخيراً لأهمية الطاقة الشمسية ودورها في حياتنا اليومية؟
المصدر: دمشق الآن

شام تايمز
شام تايمز
شام تايمز